مقالات مختارة >مقالات مختارة
المزارعون في الجنوب يشكون شح موسم الزيتون
المزارعون في الجنوب يشكون شح موسم الزيتون ‎الخميس 25 10 2018 08:52
المزارعون في الجنوب يشكون شح موسم الزيتون
كمال العلي يقطف حبات الزيتون

ثريا حسن زعيتر:

كثير من العائلات الجنوبية ما زالت تنتظر موسم الزيتون، الذي يكون مصدر رزق لهم، تجمع كباراً وصغاراً، إضافة إلى العمّال لقطافها، بعدما سرّعت "شتوة" هذا العام من وتيرة القطاف، خاصة أنّ معظم المزارعين انتظروا أمطار تشرين، لتجعل "حبيبات" الزيتون أكثر اكتنازاً، وتزيدها حجماً وتغنيها زيتاً.. 
لكن هذا العام تفاوت الإنتاج بين بلدة وأخرى، خاصة أنّ الموسم خفيف جداً نسبة للعام الماضي، لأنّ الإنتاج عادة "عام وفير وعام ضعيف"، إضافة إلى قلّة الأمطار التي تساقطت في العام الماضي، وأيضاً هذا العام.
استعاد إنتاج موسم قطاف الزيتون في منطقة شرقي صيدا، زخمه في منتصف مراحله لهذا العام، فيما مناطق جنوبية أخرى كانت معدومة بسبب حال الجفاف في الطقس، التي حجبت الأمطار في عز الحاجة إليها، وهذا الطقس لا يناسب حبات الزيتون، ناهيك عن التكاليف المرتفعة لقطافه، وارتفاع ثمن تنكة زيت الزيتون وزن 16 كلغ ما بين 200 و250 ألف حسب النوعية والجودة.

توارث الأجيال

يعتمد الكثير من المزارعين الأساليب القديمة في قطاف الزيتون، فيتسلّقون الأشجار لقطاف الموسم، إنْ كان باليد أو باستعمال القضيب لهز الشجرة.
ويؤكد كامل العلي "أبو حنان" في عبرا - شرقي صيدا الذي كان يتسلّق شجرة الزيتون، معتمداً الطريقة البدائية، إنّها "بركة، وقطافها بهذه الطريقة هو الأصح، وهكذا تربينا وربّينا أولادنا، فشجرة الزيتون فيها نكهة خاصة وموسم الزيتون في شرق صيدا – عبرا جيد، لكن في شرق الزهراني والمعمارية، عقتانيت، أركي والحجة فهو أقل من النصف، وأكثر منطقة مضروبة المعمارية، عقتانيت، أركي والحجة بسبب الأمطار التي أسقطت زهر الزيتون، وأيضاً بسبب البرغش الذي يأتي عليها عندما يكون الحمل قليل فسقط أكثر، ومن شرق صيدا لشرق الأولي هناك رزق جيد".
وأضاف: "أخبرني أصحاب كروم الزيتون في شرق صيدا، الذين التقي بهم في المعاصر أنّ الموسم ضعيف، ونحن نبيع كيلو الزيتون بـ5 آلاف ليرة، لأنّه يوجد حمل، ولكن غيرنا يبيعه بـ7 آلاف، لأنّ حبة الزيتون أصبحت نادرة هذا العام، ولا أحد يشتري الزيتون المكحل، إنّما يشترون للرص الزيتون الأخضر من قلّة المياه وقوّة الشمس، الأخضر أصبح مكحلاَ. وهذا العام نبيع تنكة زيت الزيتون بـ200 ألف، والعام الماضي أفضل بنسبة 80% من هذا العام".

طريق القطف

يقف "أبو إلياس"، وهو يضع القبعة القش على رأسه، على السلم الخشبي، يقطف حبات الزيتون، حتى لا تقع على الأرض، وقال: "شعور غريب يتملّكني عندما أقطف حبات الزيتون، أرجع بشبابي، تعطيني النشاط والقوّة، فأنا أعمل مع 9 عمال رجال ونساء، أجرة العامل الواحد للشاب 30 ألف، لأنّه يستطيع العمل أكثر، ويتسلّق أشجار الزيتون، وللنساء 25 ألفاً وجميعهم سوريون، نحن لا نستعمل العصا، نعمل بأيدينا وبالحبة كي نترك الطربونة لتعود وتزهر في العام المقبل، ولكن إذا قطفنا الزيتون بالعصا تنكسر ولا يبقى زهر، أعمل بتأنٍّ حتى لو خسرت إيجار عمّال، ولكن أكسب المحصول في العام المقبل، لأنّ طريقة القطف لها دور كبير في الإنتاج بألا تتكسّر أغصان الزيتون:.
وأضاف فيما "ينقّي" حبات الزيتون المقطوفة: "عندنا ثلاثة أنواع من أشجار الزيتون.. البلدي وهو أطيب زيتون، والأسود و(الطلياني)، وعند عملية الفرز نقسّم الزيتون إلى ثلاث فئات، فالحبة الكبيرة الناضجة للمونة، والفئة الثانية لاستخراج الزيت، وما تبقى من زيتون نقوم بصناعة الصابون البلدي منه، والعام الماضي أنتج 50% من الزيتون، لكن هذا العام 100%، بمعنى هذا العام أفضل من العام الماضي. ولكن في بعض القرى كان موسم الزيتون سيىء بسبب عدم توافر المياه وقوة الشمس، حتى الندى ينشط الزيتون ولكن لا يوجد".

 

كمال العلي يقطف حبات الزيتون

 تجميع حبات الزيتون تمهيداً للعصر 

عامل خلال قطف الزيتون

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : اللواء