هي المرة الأولى التي أجري فيها مقابلة مع أم شهيد، ولا تستخدم الأم فعل الماضي (كان) بشكل نهائي، فطيلة حديث أم الشهيد صالح البرغوثي تحدثت، وكأنه الحي الحاضر في قلبها.
أم عاصف البرغوثي، والدة صالح، قالت إن صالح منذ طفولته، هو الطفل البار بوالديه، فصالح أحب الفكاهة، وهو يمتلك حساً فكاهياً مميزاً، وبالخصوص مع أصدقائه وعائلته، وهو دائم الابتسامة، حتى إننا في العائلة، أسميناه صاحب الضحكة الجميلة.
وأضافت: "لم يعتد صالح أن يكون حاداً في النقاشات مع العائلة، بل هو دائماً من يُوجد الحل لأغلب المشاكل، التي تواجه العائلة، وطبع صالح الهادئ لم شعر العائلة في يوم، أنه ممكن أن يقوم بعملية فدائية".
وأشارت أم عاصف، إلى أن علاقة صالح بطفله قيس هي علاقة مميزة، فصالح أراد لطفله التميز في أطباعه وعلمه، وأصر على تربية طفله قيس، التربية الصالحة، وعلى السنة النبوية،  وحتى في أبسط الأشياء مثل الطريقة الصحيحة لشرب الماء، مما زرع في قيس الطفل الذي يبلغ من العمر أربعة أعوام صفات حميدة وشخصية بطباع قوية، حتى أصبح هذا الطفل، قيس يرفض بأن ينادى بقيس الصغير؛ ليكون دائم القول أنا رجل.
تفاصيل ليلة الإعدام 
وقالت أم عاصف إنه في مساء الأربعاء الماضي تلقى، والد صالح اتصالاً من أحد الأشخاص، ليخبره أنه تم اعتقال صالح من سيارة الأجرة التي يعمل عليها، وهو في عمله بحي سردا في رام الله، وعندما توجه والد صالح إلى منطقة الحدث، وجد أن قوات الاحتلال قد اعتقلت نجله.
وأضافت: "في ذات الوقت تواجدت قوات خاصة بالمكان، وعند اقتراب والد صالح من المركبة لم يجد أي دماء أو دليل على استشهاد ابنه أو إصابته، وبعد سؤاله لشهود العيان، ممن شهدوا الحادثة، قالوا: إن قوات الاحتلال، اعتقلت صالح وهو على قيد الحياة، وقد تم تكبيله ووضعه في مركبة تابعة لقوات الاحتلال".
وأكملت: "بعدها تضاربت روايات الاحتلال، بشأن مصير صالح، وعند اقتحام قوات الاحتلال لمنزل العائلة والاعتداء على المواطنين المتواجدين في المنزل للمساندة، أخبر ضابط من جنود الاحتلال والد صالح، عمر البرغوثي، أنه قد تم إعدام صالح بجملة تتجرد من كل القيم الإنسانية (قتلنالك صالح)".

تخبط الأنباء
وشددت أم عاصف، على أن الإعلام الفلسطيني، عليه عتب كبير في تضارب الأنباء حول مصير ولدها صالح، حيث اعتمد الإعلام الفلسطيني على تناقل رواية الاحتلال، التي يروج لها من خلال إعلامه، بما يتناسب مع أهدافه التي يريد تحقيها، وإيصال رسالته لنا كعائلة صالح بشكل خاص، والشعب الفلسطيني بشكل عام، لذلك نتمنى على الإعلام، تحري الدقة في المعلومات، حتى لا تتكر مثل هذه الأخطاء.
وبينت أم صالح، أن الاحتلال قام بتحقيق قاسٍ مع عمر البرغوثي والد الشهيد صالح البرغوثي، وأيضاً اعتقال أفراد آخرين من العائلة، والتهديدات باستهداف أفراد آخرين من العائلة، بالتزامن مع تحريض واسع على العائلة من إعلام الاحتلال، الامر الذي يجعل العائلة في مساحة الاستهداف الخطير.  

ويذكر، أن عائلة صالح البرغوثي، طالبت بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في ظروف اختفاء ابنها، واتهمت الاحتلال الإسرائيلي باغتيال صالح بدم بارد.