فلسطينيات >داخل فلسطين
عساف بمؤتمر "الاعلام في عيون القدس": التركيز على مدينة القدس في صلب أولوياتنا الوطنية
عساف بمؤتمر "الاعلام في عيون القدس": التركيز على مدينة القدس في صلب أولوياتنا الوطنية ‎الاثنين 28 01 2019 13:48
عساف بمؤتمر "الاعلام في عيون القدس": التركيز على مدينة القدس في صلب أولوياتنا الوطنية

جنوبيات

 

قال المشرف العام على الاعلام الرسمي أحمد عساف، "إن التركيز على مدينة القدس وما يجري فيها يعد في صلب أولوياتنا الوطنية، ودفاعنا وحمايتنا للمشروع الوطني".

وأعرب عساف خلال كلمته التي ألقاها نيابة عن رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مؤتمر نظمته اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وشبكة زينة القدس الاعلامية، وبدعم من المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم، اليوم الاثنين، بمدينة رام الله، بعنوان "مؤتمر الاعلام في عيون القدس"  عن تقديره العميق باسمه وباسم العاملين كافة في الإعلام الرسمي للقائمين والمنظمين لهذا المؤتمر الهام، الذي يتناول قضية تمثل واحدة من أهم محاور الصراع الأساسية مع المشروع الصهيوني إن لم تكن أهمها.

وقال "إن القدس وما تتمتع به من مكانة تاريخية وحضارية ودينية تشكل المادة الأهم في الصراع على الرواية، فالصهيونية وامتدادها وحكومات الاحتلال المتعاقبة عملت وتعمل على احتكار القدس لها، عبر رواية مزيفة لا يدعمها التاريخ كما لم تدعمها الحفريات، حتى تلك التي قاموا بها هم انفسهم، لتبقى الحقيقة الراسخة بأن القدس بماضيها وحاضرها ومستقبلها ستبقى فلسطينية عربية اسلامية مسيحية بمقدساتها ورباط أهلها المشرّف وتمسك القيادة بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين، فالرئيس ياسر عرفات استشهد دون القدس، واليوم الرئيس أبو مازن يخوض معركة الحرية والاستقلال وعنوانها مدينة القدس".

وأضاف: أن مؤتمركم يعقد في مرحلة صعبة ومصيرية فيما يتعلق بالقدس تحديدا، وبالقضية الفلسطينية على وجه الخصوص، فالصراع، والمعركة في القدس ومن أجلها أخذت بعدا خطيرا بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وقراره بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس. وتابع: الخطر وبالرغم انه يتركز في القدس فإنه يهدد بشكل كبير القضية الفلسطينية برمتها عبر "صفقة القرن"، صفقة ترمب المشؤومة والتي يجري تنفيذها من قبل إعلانها "فالمكتوب يُقرأ من عنوانه"  كما يقول المثل الشعبي، فما يهدد القدس يهدد قضية اللاجئين، وهما أبرز عناصر القضية الفلسطينية، فالصفقة كما تؤكد كل المؤشرات هي صفقة استعمارية لاستكمال وعد بلفور، وتصفية القضية الفلسطينية، وكما أكد سيادة الرئيس محمود عباس مرارا وتكرارا "اذا مر وعد بلفور فإن "صفقة القرن" لن تمر".

وأشار عساف إلى "أنه انطلاقا من أهمية القدس ومكانتها، وانطلاقا من المخاطر التي تحدق بها وبكونها العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية فإن الاعلام الرسمي وبتوجيهات من سيادته يولي القدس أولوية قصوى في تغطيته، وتناوله اليومي للأحداث، فالقدس هي جوهر الصراع، وهي درة التاج، والتغطية الاعلامية بشأنها ليست مجرد متابعة للأحداث والتطورات، بل هي صناعة وعي وطني وعربي ودولي.

وأضاف: ومن وجهة نظرنا في الإعلام الرسمي، فإن التركيز على القدس هو في صلب مسؤولياتنا الوطنية، ودفاعنا وحمايتنا لمشروعنا الوطني بشكل عام، مؤكدا أن أي محاولة لحرف الأنظار عن القدس نحو أي قضية اخرى يصب عملياً في خدمة المشروع الصهيوني، فالحسم في القدس هو الحسم في الصراع مع تأكيدنا ان كل شبر من فلسطين هو غالٍ وعزيز ومقدس.

وشدد على "أن عمل الاعلام الرسمي لم يقتصر على الأحداث السياسية التي تخص مدينة القدس، فالتغطيات شاملة تتناول كل مناحي الحياة في القدس، اجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا، مؤكدا ان القدس بحاجه لعمل المزيد على كافة الصعد، وفي المجال الاعلامي اساساً، فإذا كان شعارنا في الاعلام الرسمي الفلسطيني، لنأخذ فلسطين الى العالم ونجلب العالم الى فلسطين، فإن القدس تحتل المركز في التنفيذ العملي لهذا الشعار".

ودعا المشرف العام وسائل الاعلام كافة سواء الوطنية أو العربية أو الاسلامية أو الصديقة إلى التركيز على مدينة القدس وما يجري من محاولة تطهير وتصفية للوجود الفلسطيني فيها.

وأردف قائلا: ننظر الى مؤتمركم بأهمية خاصة، فالقدس وفلسطين هي بأمس الحاجة لمثل هذه المبادرات، لذلك فإننا في الاعلام الرسمي سنستلهم الكثير من النقاشات والتوصيات التي سيخرج بها مؤتمركم هذا، ونحن على استعداد بل ونرحب بكل اشكال التعاون والتكامل.

وأكد المشرف العام في ختام كلمته "أن القدس هي البوصلة، وهي العاصمة الأبدية لشعبنا الفلسطيني، ودولته الوطنية المستقلة"، معربا عن أمله بنجاح المؤتمر.

بدوره، شدد رئيس اللجنة الوطنية محمود اسماعيل على ضرورة أن يكون هناك ماكنة اعلامية فلسطينية عربية موحدة، ضمن خطاب وقاموس وجهد موحدين، مشيرا الى أن مدينة القدس بمواطنيها يواجهون خطر التهويد والحفريات.

من جانبه، قال مفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين إن مدينة القدس في عين كل مسلم، وكل عربي وإعلامي، وفي عين كل من يريد للحقيقة أن تكون، والبعد الديني للقدس ضارب في أعماق التاريخ، وفي أعماق الارض، وذلك ارتكازا على نصوص دينية ثابتة.

ولفت الى أن الاحتلال الاسرائيلي يحاول أن يزوّر الحقيقة في القدس، وأن يسوّق مقولته بأنها مدينة سيدنا داوود، وأن هذه المدينة تاريخها 3000 سنة، وأنها جبل الهيكل، وغيرها من المقولات التي لا تجد ما يدعمها، لا في الحفريات الأساسية،  ولا حتى في الحقائق التاريخية. مشيرا الى أن عمر مدينة القدس أكبر من 3000 سنة.

وأضاف "نتمسك بالقدس، لأنها بوصلة الفلسطينيين كافة، وجميع أحرار العالم، وأن كل بوصلة تنحرف عن القدس هي بوصلة مشبوهة مهما كان صاحبها". مشددا على ضرورة أن تكون القدس هي الرسالة الاعلامية التي تشكل مادة وافية في كل المجالات".

وأكد نائب محافظ محافظة القدس عبد الله صيام على أن هنالك العديد من الانتهاكات التي يعتقد البعض أنها بسيطة تستحق أن تكشف بشكل جلي في وسائل الإعلام، باعتبارها انتهاكات خطيرة.

من جانبه، شكر رئيس جمعية "زينة القدس" رياض قدرية الحاضرين والمهتمين بصوت القدس وصورتها بما تمثله من قيمة دينية ووطنية، مؤكدا على ضرورة بناء منهجية واضحة وموحدة لكافة المؤسسات الاعلامية، بحيث تعزز من حضور المدينة، وحقها في الحياة بكل مكوناتها البشرية والحضارية والتاريخية.ش