فلسطينيات >داخل فلسطين
اليوم ذكرى عملية ديمونا بقيادة "أبو جهاد"
اليوم ذكرى عملية ديمونا بقيادة "أبو جهاد" ‎الخميس 7 03 2019 20:47
اليوم ذكرى عملية ديمونا بقيادة "أبو جهاد"

جنوبيات

يصادف اليوم ذكرى عملية ديمونا البطولية 7 آذار/مارس 1988 بقيادة أبو جهاد الوزير وتنفيذ الأبطال محمد حنفي ومحمد الحسيني وعبدالله كلاب.
كانت الساعة تمام 6:45 من صباح يوم الاثنين الموافق لهذا اليوم عام 1988، وكانت مجموعة الفدائيين الفلسطينيين قد تمكنت من الوصول للطريق المؤدى إلى ديمونا بعد رحلة شقاء قاسية بداخل الصحراء، طبقًا لخطة محكمة وضعها أبو جهاد لاقتحام مفاعل ديمونا قدس أقداس الدولة العبرية، عن طريق الاستيلاء على أتوبيس نقل العاملين به، وأخذ من فيه رهائن.
اقتحم الفدائيون حاجز عرعر وأطلقوا النار بغزارة على جنوده، ثم باغتوا الجميع بترجلهم من سيارتهم واندفاعهم إلى جانبي الطريق بانتظار اللحظة الحاسمة لمرور الأتوبيس الفولفو الأزرق، وفى لحظات تمكن الفدائيون من ركوب الأتوبيس والسيطرة عليه، وتحت تهديد السلاح شق الأتوبيس طريقه باتجاه مفاعل ديمونا.
أبلغ جنود الحاجز قياداتهم بما حدث، وعلى الفور دقت أجراس الإنذار فى مكاتب ومنازل وسيارات كل القيادات العسكرية والأمنية والسياسية بإسرائيل، فلم تمض دقائق حتى قامت القيامة فى إسرائيل، فامتلأت سماء المنطقة بالمروحيات التى أسقطت مئات من المظليين المدججين بالسلاح والمدربين جيدًا على التعامل مع مثل هذه المواقف، وعلى الأرض تلاحقت سيارات الجيش والشرطة وحرس الحدود، إلى جانب سيارات الإسعاف والإطفاء، وكل هذه الحشود كانت تلاحق الأتوبيس الأزرق الذى وصل إلى بعد 7 كيلو مترات فقط من المفاعل النووى، وعند تلك النقطة كثف جنود الكوماندوز رصاص بنادقهم على إطارات الأتوبيس فتحول إلى جثة هامدة.
حسب الخطة التي وضعها أبو جهاد، كان المفروض أن يتم تقسيم جميع ركاب الأتوبيس إلى ثلاثة مجموعات وكل فرد من الفدائيين الثلاثة يسيطر على مجموعة ويقودهم تحت تهديد السلاح كرهائن حتى يدخلوا إلى المفاعل.
لم ينقطع سيل التعزيزات العسكرية حول الأتوبيس، والطائرات المروحية يتزايد عددها وهى تحط على الأرض واحدة تلو الأخرى، والمئات من ضباط وجنود الكوماندوز يلتفون حول الأتوبيس فى حالة استعداد قصوى.
وصل للمكان إسحاق رابين وزير الدفاع الإسرائيلى وقتها، ورئيس هيئة الأركان دان شمرون، وقائد المنطقة الجنوبية إسحاق موردخاى.
طلب قائد العملية من داخل الأتوبيس عبر مكبر صوت لقاء مندوب الصليب الأحمر، ليطالبه بالإفراج عن المعتقلين من أول الانتفاضة، وكان عددهم حينذاك تسعة آلاف فلسطينى..
كرر الفدائى مطلبه بإحضار مندوب الصليب الأحمر فى واحدة من عشرات المروحيات المحيطة بهم، وإلا سنضطر لتصفية ركاب الأتوبيس كل نفس ساعة قتيل. 
قبل أن تنتهى المهلة انهمر رصاص القناصة من خارج الأتوبيس من كل اتجاه، وانفجرت المعركة غير المتكافئة بين ثلاثة أفراد وعدة كتائب من مختلف أسلحة الجيش الإسرائيلى، فى هذه النقطة النائية المعزولة، على بعد سبعة كيلومترات فقط من المفاعل الأسطورة.
فرضت السلطات الإسرائيلية ستارًا مكثفًا من التعتيم حول تفاصيل عملية ديمونا، وطلبت من وسائل الإعلام كافة التقيد بما يصدر فقط عن الناطق الرسمى الإسرائيلى، وأعلنت المصادر الرسمية الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة من الفنيين العاملين فى المفاعل، خلاف عدد من الجرحى.
علق شيمون بيريز على الحدث وقتها قائلًا: 
إننا نواجه عدوًا لم يعد يفرق بين أى شيء فى الوسائل المتبعة، ومستعد للوصول إلى أى هدف إسرائيلى، وتقرر أن يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلى فى نفس اليوم، واتخذ قراره بتصفية أبو جهاد مهندس هذه العملية، وتم ذلك فى تونس يوم 16 إبريل التالى.