عام >عام
المقدسيون بكروا لصلاة الفجر في الأقصى ودعوا للرباط فيه
الإحتلال يُقرر بناء 700 وحدة استيطانية في الضفة الغربية
المقدسيون بكروا لصلاة الفجر في الأقصى ودعوا للرباط فيه ‎الخميس 14 03 2019 09:47
المقدسيون بكروا لصلاة الفجر في الأقصى ودعوا للرباط فيه
أقرباء الشهيد محمد شاهين خلال تشييع جثمانه في مدينة سلفيت بالضفة الغربية

هيثم زعيتر

يوم تلو آخر، يثبت المقدسيون تعلّقهم بالمسجد الأقصى المبارك، واستعدادهم لبذل الأرواح دفاعاً عنه.
فقد بكّر أبناء القدس بالتوجّه إلى المسجد المبارك، لأداء صلاة فجر أمس، قبل رفع الأذان بساعات، بعدما اضطر الإحتلال الإسرائيلي إلى إعادة فتح أبوابه، التي أغلقها أمس الأوّل، بعد استباحة المسجد المبارك، والاعتداء بالضرب على المصلّين والعاملين فيه، واعتقال عدد من المقدسيين.
وجاء أداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، بعدما حال الإحتلال دون أنْ يؤدوا صلوات العصر والمغرب والعشاء بداخله، فأدوها أمام باب الأسباط، وفي محيط المسجد المبارك، مع توجيه الدعوات إلى المواطنين لمواصلة رباطهم، وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، لما يشكّله هذا الرباط من أثر بالغ، في تفويت الفرصة على الإحتلال ومستوطنيه من تحقيق مخطّطاتهم العدوانية التي تحاك ضد الحرم القدسي الشريف.
وفي وقت لقي إغلاق المسجد المبارك شجباً وإدانة على أكثر من صعيد، كانت الإدارة الأميركية تسارع إلى مواصلة تنفيذ بنود "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، قبل أنْ تُعلن عنها رسمياً، والمتوقّع بعد إجراء الانتخابات العامة في الكيان الإسرائيلي وتشكيل الحكومة.
واستباقاً للانتخابات الإسرائيلية، ومحاولات كسب أصوات المتطرّفين اليهود، اقتحم 59 مستوطناً و80 طالباً من المعاهد التلمودية، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشدّدة من قوّات الإحتلال.
ونُفّذت الاقتحامات من باب المغاربة، بمجموعات صغيرة ومتتالية، حيث قاموا بجولات استفزازية في المسجد، قبل مغادرته من جهة باب السلسلة.
من جهتها، جدّدت جماعات الهيكل الإرهابية، المنضوية في إطار ما يسمّى "اتحاد منظّمات المعبد"، دعواتها لأنصارها والمستوطنين، للمشاركة الواسعة في ما أسمته "اجتياح" المسجد الأقصى صباح اليوم (الخميس).
في غضون ذلك، عقد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدّسات الإسلامية في القدس اجتماعاً طارئاً في إطار انعقاده الدائم، لاستعراض الاعتداءات المتواصلة على المسجد الاقصى، حيث دان "العدوان المخطّط له، والذي يُعتبر انتهاكاً واضحاً لحرمة المسجد الأقصى المبارك، واستفزازاً لمشاعر المسلمين، واعتداء على حرية العبادة".
وحيَّا مجلس الأوقاف "الوقفة المشرّفة التي سطّرها أهلنا في القدس وعموم فلسطين، في دفاعهم وتصدّيهم للعدوان على المسجد الأقصى "الحرم القدسي الشريف"، والتي كان لها أكبر الأثر في إلزام سلطات الإحتلال بإعادة فتح المسجد الأقصى المبارك".
من جهته، دان "الأزهر الشريف" "اقتحام قوّات الإحتلال الإسرائيلي لساحات المسجد الأقصى بمدينة القدس، والاعتداء على المصلّين فيه"، واصفاً ما جرى بأنّه "اعتداء سافر، ويُعدُّ انتهاكاً صارخاً لحرمة بيوت الله، واستمراراً للإجراءات القمعية الغاشمة بحق القدس وأهلها ومقدّساتها، ما يستفز مشاعر المسلمين حول العالم".
وأكد "الأزهر" على "حق الشعب الفلسطيني الكامل في الكرامة والحرية والسيادة على أرضه ومقدساته"، مطالباً "المجتمع الدولي بالضغط على الكيان الصهيوني لاحترام القرارات والمواثيق الدولية".
إلى ذلك، تبيّن أنّ ضابط شرطة الإحتلال الإسرائيلي المتطرّف "ماتان ليفي"، هو مَنْ افتعل التوتّر بالمسجد بالأقصى، أمس الأوّل (لثلاثاء)، بعد استهداف مركز لشرطة الإحتلال بالمسجد الأقصى، بزجاجة حارقة، ما أدّى إلى اندلاع حريق بالمركز، وإغلاق كافة أبواب الأقصى.
وقد اعتدى الضابط "ليفي" على النساء وعلى الشيخين واصف البكري وعمر الكسواني.
وأظهر شريط فيديو قبل أيام، للضابط نفسه، وهو يدوس سجّاد مصلى باب الرحمة بحذائه، رافضاً دعوات المتواجدين في المسجد لخلع الحذاء.
كما وثّق رجال الأوقاف شريط فيديو آخر، قبل 3 أشهر، يظهر فيه الضابط ذاته، وهو يحمل بيده زجاجة نبيذ، ويتجوّل في ساحات المسجد الأقصى، وتمَّ نشر الفيديو حينه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أحدث ردود فعل غاضبة.
وفي إطار ممارسات الإحتلال بالتوغّل الاستيطاني، قرّر بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية، بعضها يقع خارج الكتل الاستيطانية.
ويتضمّن المخطّط تسويق أكثر من 700 وحدة استيطانية، بعضها خارج الخط الأخضر في "بسغات زئيف" و"راموت"، و260 وحدة في مستوطنات "ألفي منشيه" و"عمنوئيل" و"آدام"، وسيتم بناء بعضها في مستوطنة "بيت أريه" و"معاليه أفرايم" اللتين تُعتبران خارج الكتل الاستيطانية.
وكانت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لما يسمّى "الإدارة المدنية"، قد صادقت على المخطّطات، ويجري تسويقها الآن بعد مصادقة الحكومة.
في غضون ذلك، شيّع مئات المواطنين، أمس (الأربعاء) جثمان الشهيد محمد جميل عبد الفتاح شاهين (23 عاماً) من سلفيت، الذي كانت قوّات الإحتلال قد أعدمته أثناء اقتحامها مدينة سلفيت، مساء أمس الأول، بإطلاق الرصاص باتجاه بشكل متعمّد، فاستقرّت إحدى الرصاصات في قلبه، ونقل على إثرها إلى "مستشفى سلفيت"، قبل أنْ يُعلن الأطباء عن استشهاده لاحقاً.
انطلق موكب التشييع بمشاركة رسمية وشعبية من مركز الطوارئ القديم في سلفيت، وصولاً إلى منزله، لإلقاء نظرة الوداع عليه، ومن ثم إلى مسجد المدينة الكبير لأداء الصلاة على جثمانه، وسط غضب وعبارات تندّد بجرائم الإحتلال.
وقالت والدة الشهيد شاهين: "محمد مدللي، أصغر أبنائي، محبوب العيلة، ومحبوب أصحابه، حاولت منعه من الخروج، لكن القدر حرمني إياه، كما حرمني من والده لما كان عمر محمد سنتين، ربيته بدموع عيوني، والتي لم تعد ترى أحداً من بعده، وأتمنى أنْ نلتقي معاً في الجنة".
إلى ذلك، اقتحمت قوّات الإحتلال، أمس منازل عائلة سعيفان مطرية المتاخم لمستوطنة "كريات أربع" وقامت بتفتيش المنازل والتنكيل بسكانها والاعتداء بالضرب على الفتى عز الدين سليمان سعيفان مطريه، وترويع الأطفال.