عام >عام
إفشال مراحل "صفقة القرن" ينقلها إلى مرحلة دقيقة.. وليبرمان يكشف "الفجوة" بين نتنياهو و"حماس" بشأن التهدئة
إفشال مراحل "صفقة القرن" ينقلها إلى مرحلة دقيقة.. وليبرمان يكشف "الفجوة" بين نتنياهو و"حماس"  بشأن التهدئة ‎الاثنين 25 03 2019 08:57
إفشال مراحل "صفقة القرن" ينقلها إلى مرحلة دقيقة.. وليبرمان يكشف "الفجوة" بين نتنياهو و"حماس"  بشأن التهدئة
شبان يشاركون في عمليات الإرباك الليلي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة ليل أمس

هيثم زعيتر

ما أن تُفشل القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس، مرحلة من مراحل "صفقة القرن"، حتى تنتقل الادارة الأميركية والكيان الإسرائيلي إلى محاولة تنفيذ مرحلة جديدة، لعلها الآن من أصعب المراحل وأدقها وأكثرها خطورة، متوزعة على مجالات عدة، تهدف إلى شرخ بالداخل الفلسطيني، وتكريس مكتسبات الاحتلال، بما يُعزز توسّعه، ومنحه صك "من لا يملك إلى من لا يستحق"، في مشهد مشابه لما جرى في "وعد بلفور" المشؤوم قبل 102 عام، لكن مع تغير المانح الذي أصبح الولايات المتحدة الأميركية بدلاً من المملكة المتحدة (بريطانيا).
وبعد إفشال القيادة الفلسطينية مدعومةً من الموقف العربي والأصدقاء لمراحل من الصفقة، يعمل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استغلال الوقت في محاولة لشرعنة الاحتلالات الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية والجولان السوري، بضمها إلى الكيان الإسرائيلي، وهو الأمر الذي يستثمره في معركته للانتخابات العامة لـ"الكنيست" المقرر إجراؤها في 9 نيسان المقبل، والبقاء في السلطة وتشكيل الحكومة مع شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف، الذين سيكون في طليعة أمنياتهم توسيع السيادة الإسرائيلية، فضلاً عن إبعاد شبح ملاحقته بملفات الفساد التي يواجهها، فحط  الرحال في واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين في إدارة البيت الأبيض.
وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة للتصدي للمخطط الأميركي - الإسرائيلي والاعتراضات عليه، إلا أن ذلك لا يعني أنهما سيستكينان عن استمرار المساعي لتنفيذه، حيث يجدان أن الوقت هو الأنسب لتكريس شرعنة يهودية الدولة، بضم الجولان السوري، والتعامل مع القدس الموحدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وأن الضفة الغربية هي "يهودا والسامرة"، بعدما تم التعامل مع الأراضي المحتلة منذ العام 1948 على أنها أراضي الدولة اليهودية، وأن المواطنة فيها لا يعتد بها إلا لليهود، بعد نزعها عن أهلها الأصليين.
ويوماً بعد آخر تتكشف تفاصيل "الصفقة" بين حكومة الاحتلال وحركة "حماس" حول التهدئة في القطاع بوساطة مصرية.
وفي اطار مساعي الوفد الأمني المصري، فقد التقى في تل أبيب، أمس (الأحد)، مسؤولين إسرائيليين، على أن ينتقل اليوم (الإثنين) إلى قطاع غزة للقاء مسؤولين في "حماس".
وكشف وزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، عن نقطة الخلاف بأن "حركة "حماس" ما زالت مصرّة على تحويل مبلغ 30 مليون دولار أميركي إليها بداية شهر نيسان المقبل، قبل الانتخابات الإسرائيلية، وأن "الفجوة"، ليست المبلغ، إنما "التوقيت"، وأن حكومة إسرائيل مستعدة لقبول الشروط وتحويل الأموال لكن بعد الانتخابات".
وأوضح ليبرمان أن نتنياهو "بذل جهوداً عالية للتغطية الاعلامية على المواجهات التي حدثت قبل يومين على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، والتي كانت الأعنف منذ بداية العام".
إلى ذلك، وضمن عمليات الإرباك الليلي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، شهد ليل أمس (الأحد)، وصول مئات الشبان عبر مواكب الى مخيمات العودة الخمسة: رفح، خان يونس، البريج، ملكة غزة وشرق جباليا، وهم يحملون العشرات من اطارات السيارات التي أشعلوها.
وأطلق جنود الاحتلال النار باتجاه المشاركين في الارباك برفح وخانيونس من دون الاعلان عن وقوع اصابات، وسمع دوي انفجارات عنيفة على طول الحدود، بتفجير عبوات صوتية.
وقصفت طائرة استطلاع اسرائيلية نقطة للضبط الميداني شرق بلدة بيت حانون - شمال قطاع غزة مساء أمس (الأحد)، في وقت قصفت فيه مدفعية الاحتلال نقطة للضبط الميداني شرق جحر الديك - جنوب مدينة غزة، توازياً مع إطلاق دبابة النار باتجاه مرصد للمقاومة شرق رفح - جنوب القطاع.
وأكد "الهلال الأحمر" أن الاحتلال استهدف سيارة إسعاف تابعة للجمعية بقذيفة مدفعية شمال غزة، ما أدى إلى أضرار جسيمة بالسيارة خلال مشاركتها بإسعاف المشاركين في الإرباك الليلي على الحدود.
وكانت صافرات الإنذار قد دوّت في المجلس الإقليمي الإسرائيلي "اشكول" - شمال قطاع غزة، ليلة أمس الأول (السبت)، تحسباً لإطلاق صواريخ من داخل القطاع.
وسُمع دوي انفجارات طوال الليل، بسبب البالونات المتفجرة التي أطلقت من داخل قطاع غزة، لكنها لم تتجاوز السياج الحدودي.
وكان الشاب حبيب حمزة المصري، قد استشهد بعد إصابته بالصدر "قنصاً" برصاص قوات الاحتلال، خلال مشاركته في فعاليات الإرباك الليلي - شرق بيت حانون مساء أمس الأول (السبت)، وشيع جثمانه أمس (الأحد)، في بلدة بيت حانون - شمال قطاع غزة، فقد انطلقت مراسم التشييع من منزله، بمشاركة آلاف المواطنين، الذين نددوا باستمرار قوات الاحتلال باغتيال المتظاهرين على حدود غزة.
كما أطلقت زوارق الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة صباح أمس، باتجاه مراكب الصيادين في بحر خان يونس ورفح - جنوبي قطاع غزة، على الرغم من أن المراكب كانت تبحر في المناطق المسموح الصيد بها، ما اضطر الصياديون للعودة للشاطئ تجنباً للرصاص الكثيف.
وأعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" انطلاق الحراك البحري والبري الـ26 يوم غد (الثلاثاء)، على الحدود الشمالية الغربية لقطاع غزة.
في غضون ذلك، تحول "سجن النقب" الصحراوي إلى ساحة حرب، فاستدعى الاحتلال طائرات مروحية لنقل المصابين، مع الدفع بقوات كبيرة الى السجن، فقد أصيب سجانان اسرائيليان، جروح احدهما حرجة في الرقبة، جراء تعرضهما للطعن من قبل أسرى داخل قسم 4 في "سجن النقب" الصحراوي مساء أمس (الأحد)، واقتحمت قوات القمع في "مصلحة السجون" الإسرائيلي، سجن النقب، وانهالت بالضرب على الأسرى، مُطلقة قنابل الغاز.
من جهة ثانية، وعلى صعيد مشاورات تشكيل الحكومة الفلسطينية، بعدما كلف الرئيس عباس، الدكتور محمد اشتية تشكيلها، أعلن رئيس الوزراء المكلّف، مساء أمس (الأحد)، انتهائه من مشاورات التشكيل مع فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية"، بعدما استمرت على مدار الأسبوعين الماضيين، ورافقتها لقاءات مع المجتمع المدني والقطاع الخاص والنقابات والمجالس البلدية ومختلف مكونات المجتمع الفلسطيني.
وقال اشتية: "إن المشاورات أجريت في ظل بيئة إيجابية ومساندة للرؤية العامة للحكومة وبرنامج عملها، ونحن بانتظار ردود الفصائل الفلسطينية وقراراتها بخصوص المشاركة بالحكومة أو عدمها".
وشملت المشاورات التي أجريت: "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، "جبهة التحرير الفلسطينية، "جبهة النضال الشعبي الفلسطيني"، "حزب فدا"، "حزب الشعب الفلسطيني"، "جبهة التحرير العربية"، "الجبهة العربية الفلسطينية" و"المبادرة الوطنية".
إلى ذلك، نفى الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، في بيان أصدره مساء أمس (الأحد) أن يكون هناك قرار بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
وقال الرئيس الروماني، في البيان: "إن موضوع نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، يتخذ عندما ينتهي التحليل المتعلق بهذا الموضوع، وفقط بعد استشارة جميع المؤسسات المختصة في البلاد من وزارة الخارجية والأمن الوطني، وإن القرار النهائي سيكون بيد رئيس رومانيا، وهو حسب الدستور مسؤول عن السياسات الخارجية للبلاد، وممثل الدولة في الأمور الخارجية، ولم نتسلم حتى هذه اللحظة مثل هذه "التحليلات" التي تقرر من قبل الحكومة"، مطالباً رئيسة الوزراء فيوريكا دانسيلا بأن "تظهر مسؤولية في الحكم".

 

المصدر : اللواء