لبنانيات >صيداويات
تحية وفاء من صيدا لعميد الأسرى الشهيد المقاوم سمير القنطار‏
تحية وفاء من صيدا لعميد الأسرى الشهيد المقاوم سمير القنطار‏ ‎الجمعة 15 01 2016 11:49
تحية وفاء من صيدا لعميد الأسرى الشهيد المقاوم سمير القنطار‏
دقيقة صمت على أرواح الشهداء


وفاءً من صيدا حاضنة المقاومة والنضال الوطني والاجتماعي وبدعوة من لقاء الأحزاب اللبنانية وتحت عنوان "سمير القنطار.. حكاية عبور إلى فلسطين" أقيم في مركز معروف سعد الثقافي حفل تأبيني لعميد الأسرى "الشهيد المقاوم سمير القنطار". وقد حضر اللقاء ممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، ورجال دين، ونقابيون، وشخصيات اجتماعية، وحشد جماهيري كبير.  
بعد تلاوة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم النشيدين اللبناني والفلسطيني، كانت كلمة لعريف الحفل الإعلامي جمال الغربي الذي أكد فيها أن صيدا معروف سعد، تكرّم نفسها اليوم بتكريم الشهيد القائد سمير القنطار، وبعض مما جا في كلمته:" صيدا اليوم، كعادتها، وفية لشهدائها أصحاب البصائر المضيئة.. صيدا، على عهدها بإكمال الدرب الذي خطه المقاومون الأوائل وقوافل الشهداء.. صيدا، على نهج قنطار الحرية، تحتضن فلسطين في لحظات الوجع، وتعطي دمها من أجل لحظات الحرية المنشودة.. يرونه بعيداً ونراه قريباً، وكلما امتزج تراب لبناني أو سوري أو فلسطيني بدم شهيد، صرنا اقرب إلى فلسطين، إلى أن نعود إليها تحت رايةٍ يلونها وجه سمير القنطار وبندقيته وبأسه الذي سيلاحق المحتلين حتى زوالهم"  
وكانت كلمات بالمناسبة لكل من: أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، والإعلامي بسام القنطار شقيق الشهيد سمير القنطار، وعضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبوزينب، وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور،ورئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين، و راعي أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد ممثلاً بالأب جهاد فرنسيس،حيث أكدت الكلمات على الوفاء لروح عميد الأسرى الشهيد سمير القنطار ومواصلة طريق النضال والمقاومة.
ومما جاء في كلمة سعد:
" في حضرة الشهادة والشهداء نقف بخشوع أمام البطولات والتضحيات... ونتوجه بتحية الإكبار والإجلال إلى أرواحهم الطاهرة...
التحية إلى الشهيد البطل سمير القنطار وإخوانه الشهداء الميامين... التحية لشهداء المقاومة في لبنان وفلسطين... وإلى شهداء الانتفاضة الباسلة في الأرض المحتلة...
التحية لقوافل الشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس ... دفاعاً عن لبنان وعلى طريق تحرير فلسطين... وقدموا التضحيات الجسام في مواجهة الصهيونية والاستعمار والرجعية والإرهاب.
من صيدا حاضنة المقاومة والنضال الوطني والاجتماعي... ومن مركز الشهيد معروف سعد رائد الكفاح الشعبي والقومي التحرري...  وباسم التنظيم الشعبي الناصري ولقاء الأحزاب اللبنانية في الجنوب، وباسمي شخصيا، نقدم أصدق التعازي والتبريكات إلى عائلة الشهيد المقاوم سمير القنطار... وإلى المقاومة الإسلامية... وإلى سائر المناضلين والمقاومين في لبنان وسوريا وفلسطين.
 وأضاف سعد:
"خرجت من فلسطين كي أعود إلى فلسطين" عبارة تلخص بكل صدق الوجهة الكفاحية للشهيد سمير القنطار.... يافعاً انتمى إلى النضال الوطني اللبناني وإلى المقاومة الفلسطينية... وفي مقتبل العمر شارك في عملية نوعية على أرض فلسطين... ثم واصل الكفاح في سجون العدو الصهيوني حيث أفنى زهرة شبابه... وازداد إيماناً بالقضية... وازداد صلابة وتصميماً على الاستمرار في النضال... ثم تولى مهمة تنظيم خلايا المقاومة في الجولان السوري المحتل قبل أن تطاله يد الغدر الصهيوني.
شهيدنا منارة تنير للمقاومين درب الكفاح... درب المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني والمقاومة ضد الاحتلال الاستعماري... المقاومة الممتدة في المكان؛ من لبنان إلى فلسطين إلى سوريا إلى غيرها من الأقطار...والمقاومة الممتدة في الزمان؛ من بدايات الاحتلال الاستعماري والصهيوني وصولاً إلى اليوم.... إنها مسيرة لا تتوقف... بل سوف تتوسع وتتصاعد حتى تحرير الأرض من الاحتلال، وتحرير الأوطان من التبعية والارتهان، وتحرير الإنسان من الظلم والاستغلال. فخيار المقاومة هو الخيار الوحيد الذي أثبت جدواه، وهو الخيار الذي لا خيار أمام الشعوب المكافحة سواه.
فألف تحية للمقاومين البواسل... وألف تحية للأسرى والجرحى والمصابين... وألف تحية لكل الشهداء.
 وأكد سعد أنه إلى جانب العدو الصهيوني الذي يسعى إلى افتراس فلسطين كلها، ويمارس عدوانه على لبنان وسوريا، ويهدد بخطره الأقطار العربية الأخرى.... وإلى جانب الولايات المتحدة والأنظمة الاستعمارية الأخرى التي تفرض هيمنتها على البلدان العربية، وتقوم بنهب مواردها، وترعى الجماعات الإرهابية التي تعمل على تخريب هذه البلدان، وتدمير جيوشها، وتمزيق مجتمعاتها..... إلى جانب كل هؤلاء تعمل الأنظمة الرجعية العربية والإقليمية كأدوات في أيدي المستعمرين والصهاينة، وتشارك في تغذية الفتن والحروب الداخلية، وتساهم في تمويل الجماعات الطائفية والعصابات الإرهابية. بينما يبدو واضحاً تمام الوضوح عجز الأنظمة العربية وقواها السلطوية عن مجابهة التحديات، كما يظهر فشلها في حماية دولها ومجتمعاتها.
كل ذلك يفرض على القوى الشعبية والتقدمية العربية تجديد أساليب عملها، وتعزيز حضورها، وتوحيد قواها، بما يؤهلها للقيام بالدور المطلوب منها لوقف مسار التدهور والتمزق والتراجع في الأوضاع العربية ، وللتصدي للمخاطر والتحديات التي تواجهها الأمة العربية، تمهيداً للانطلاق بعد ذلك لاستئناف مسيرة النهوض العربي.
ولعل ما يمر به لبنان في هذه المرحلة يشكل مثالاً على ما جرت الإشارة إليه. فالنظام السياسي والاقتصادي القائم في لبنان، وقواه الطائفية والرأسمالية الريعية التابعة، قد أدخلوا البلد في أزمات وطنية وسياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الخطورة، كما برهنوا على العجز والفشل في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد لبنان. فبالإضافة إلى عجز النظام اللبناني عن رسم سياسة دفاعية وطنية لحماية لبنان واستكمال تحرير الأرض اللبنانية، زيادة على كل ذلك يتآمر  بعض أركان النظام على المقاومة التي تقوم بهذه المهمة لوحدها... وبالإضافة إلى فشل هذا النظام في مجابهة الجماعات الإرهابية التي لا تزال تفرض هيمنتها على بعض المناطق اللبنانية، فوق كل ذلك ترفض بعض قيادات النظام توفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين يتصدون ببسالة لتلك الجماعات. بالإضافة إلى ذلك انحدر النظام إلى درجة من الاهتراء بات معها عاجزاً عن تجديد نفسه، وعاجزاً عن ملء الشغور في المؤسسات، ومنها رئاسة الجمهورية. كما بات الاقتصاد الوطني  معطلاً، والأوضاع المعيشية مزرية، والخدمات في حالة يرثى لها من التردي والانهيار.
في مواجهة كل ذلك أصبح التغيير هو مطلب اللبنانيين، كما بات الانتقال من دولة الطائفية والتبعية والعجز والفساد إلى الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، هو الهدف. والمدخل إلى هذا الانتقال ليس الصراع على النفوذ والحصص، ولا التناحر على الوصول إلى كرسي الرئاسة، بل في سن قانون جديد للانتخاب خارج القيد الطائفي قائم على النسبية والدائرة الوطنية الواحدة.
 ومما لا شك فيه أن تحقيق أي نقلة نوعية على صعيد الخروج من المأزق القائم يتطلب توازنات اجتماعية وسياسية مختلفة، كما يتطلب نهوض الحركة الشعبية بالاستناد إلى الفئات والقوى صاحبة المصلحة بالتغيير والعاملة من أجله.
ويستدعي ذلك أولاً مبادرة القوى الشعبية والتقدمية اللبنانية إلى تفعيل نضالها، وتعزيز حضورها، ورص صفوفها، بما يؤهلها للقيام بدورها على صعيد النضال الشعبي من أجل التغيير.
وهنا نتوجه بالتحية إلى شباب الحراك الشعبي، وإلى سائر الناشطين ضد الفساد، والمكافحين من أجل المطالب الاجتماعية، والنقابيين المستقلين الصادقين، والمناضلين من أجل صيانة الحريات العامة...، وندعو هؤلاء كلهم إلى تفعيل تحركاتهم، وتعزيز التعاون في ما بينهم، والتغلب على الثغرات وأوجه الخلل. فالخطوات الاولى في المسيرة الطويلة للتغيير قد بدأت، ولا بد من الاستمرار والمتابعة بنفس طويل، فالتغيير قادم لا محالة بإرادة الشعب، وتصميم الشباب، وهمة المناضلين... وإذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
 وختم سعد بالقول:
" نجدد العهد للشهيد البطل سمير القنطار وإخوانه الشهداء أن نستمر بالسير على خطاهم... وأن نواصل مسيرة النضال والمقاومة... وأن نواجه أعداء الخارج والداخل... دفاعاً عن الشعب اللبناني والأمة العربية... ومن أجل تحرير فلسطين وكل أرض محتلة.
المجد للشهداء
والحرية للأسرى
والنصر دوماً وأبداً حليف الشعوب المناضلة.

 كلمة عائلة سمير القنطار تلاها شقيقه الإعلامي بسام القنطار ومما جاء في كلمته:
" ليس غريباً على صيدا الوفاء أن تكون وفية لدماء الشهيد القائد سمير القنطار، ليس غريباً على صيدا بوابة المقاومة وبوابة التحرير، صيدا التاريخ الناصع، صيدا النموذج الفريد، لا بل أكاد أقول النموذج الوحيد المتبقي للمدينة اللبنانية المتصالحة مع تاريخها والواضحة في رؤية مستقبلها.
لصيدا عهد ووعد كان من سمير القنطار عند تحرره، إلى هنا أتى مكرماً مرفوع الرأس بعد التحرير ومن هنا رفع مسدس معروف سعد عالياً في يديه. فلصيدا معروف سعد، ولصيدا مصطفى سعد، ولصيدا كل شهيد في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، ولصيدا كل شهيد في الثورة الفلسطينية المباركة، لكل هؤلاء عهد ووعد أن يبقى مسدس معروف سعد مرفوعاً فوق الرؤوس، وفوق الأيدي، وأن يبقى هذا المسدس وكل مسدس مصوباً باتجاه أعداء الإنسانية، وأعداء التاريخ، الذين شاءت الأقدار أن يكون لهم ماضياً وحاضراً في جغرافيتنا ولكن بفضل سواعد المقاومين لن يكون لهم حاضراً في مستقبلنا.
 إننا إذ نتوجه بالشكر والتقدير لهذه اللفتة المباركة للقاء الأحزاب الوطنية والإسلامية في صيدا.فلا بد عندما يقف شخص في حفل تكريم سمير القنطار أن يؤكد على الثوابت التالية:
الثابتة الاولى، أن المقاومة التي زرع بزورها سمير القنطار في القنيطرة ستثمر انتصاراً في الجولان السوري المحتل.
الثابتة الثانية، أن المقاومة الإسلامية الباسلة التي نفذت عبر مجموعة الشهيد سمير القنطار عمليتها البطولية في مزارع شبعا سجلت قيداً صغيراً في الحساب المفتوح مع العدو المجرم. وأن المقاومة الباسلة التي نفذت في المكان والزمان هي نفسها المقاومة التي سترفع راية النصر عالياً فوق هذه التلال اللبنانية المحتلة والتي ستبقى المقاومة متجهة إليها والمقاومين مرابطين بها حتى التحرير.
الثابتة الثالثة، هي أن فلسطين البوصلة والطريق التي أفنى سمير القنطار أجمل سنوات عمره من أجل حريتها وتحريرها هي القضية المركزية لكل مقاوم ولكل مناضل، وأن فلسطين وشعب فلسطين، وأسرى وجرحى فلسطين، هم في أحداق العيون، وأن مسيرة حرية فلسطين بأبنائها المنتفضين، بشبابها الذين يطعنون مع كل سكين ويغرسون مع كل سكين في قلب مستوطن حاقد إنما يغرسون سكيناً سيدخل عميقاً في قلب هذه الرجعية العربية التي قد أوضحت وبشكل غير مسبوق حلفها الاستراتيجي وحلفها الموضوعي مع العدو الصهيوني.
سمير القنطار فكرة والأفكار لا تموت، سمير القنطار بذرة مقاومة انطلقت مع عملية جبهة التحرير الفلسطينية في شرق مدينة نهارية، وحملت راية العروبة وراية جمال عبد الناصر فوق هذه المغتصبة الصهيونية.
سمير القنطار فكرة والأفكار لا تموت ، سمير القنطار ثلاثون عاماً خلف القضبان، خاض معارك الإمعاء الخاوية، ناضل وصبر إلى أن جاءت لحظة حريته على يد مقاومين أبطال وبعد حرب أثبت فيها اللبنانيون جميعاً أنهم أقوى من آلة القتل والتدمير.
ولسمير القنطار الفكرة، ولكل مقاوم خرج من الأسر ليؤكد ويثبّت مقولة، أعتقد أن دماء سمير والقربان الذي قدم عل مذبح شهادته  قد أعطاها رمزية كبرى ومعنىً كبير، "لم أعد من فلسطين إلا لكي أعود إلى فلسطين".
سمير القنطار الفكرة التي لا تموت هو حاضر في عيون وقلوب وسواعد كل الذين أتوا اليوم إلى صيدا لتكريمه، حاضر بالجولان في فلسطين، في سواعد مجاهدين المقاومة الإسلامية الباسلة وعلى رأسها سماحة السيد حسن نصرالله، حاضر في سواعد وعيون أبطال ومقاومين الثورة الفلسطينية المستمرة على طريقها، وبطريقها في كل زاوية وفي كل شارع في القدس وفي الداخل الفلسطيني وفي كل مكان يزرع شهيداً ولا يسأل في أي لائحة يسجل لأنه سجل أولاً وأخيراً في لائحة العزة والكرامة والحرية.
إني إذ أتوجه بالشكر والتقدير باسم عائلة سمير القنطار الصغيرة باسم زوجته وإبنه علي، وباسم أشقائه وشقيقاته وعائلته باسم هؤلاء جميعاً أشكر كل من حضر إلى هذا الاحتفال مؤبناً ومكرماً مؤكدأ على موقف سمير القنطار وعلى خط سمير القنطار وعلى الوفاء لدمائه ولكم جميعاً.
كلمة المقاومة الإسلامية تلاها عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب ومما جاء فيها:
" يا أبناء المقاومة ويا أهل المقاومة ويا حضن المقاومة الدافئ السلام عليكم
سمير القنطار قيل فيك الكثير وسيقال الكثير الكثير فأنت لم تكن رجل عادي، أنت حملت الصفة الأنبل والأحب الى قلوب الناس صفة المقاوم، هذه المقاومة التي امتدت منذ اللحظة التي جاء فيها العدو الغاصب يأخذ منا الأرض في فلسطين فتنوعت الأشكال وقدمت الشهداء في كل اتجاه ولكن كانت القبلة واحدة والوجهة فلسطين وفلسطين هي الطريق الى الحرية والانسانية. فلسطين التي هي هوى أهل صيدا والتي لم يعرف عن صيدا الا الحب لها، وفلسطين التي أخذت صيدا بألباب الشباب منها فتحدروا وتقدموا وعلى رأسهم معروف سعد الذي قاتل وقال إن فلسطين هي الوجهة وعليكم أن تحفظوا ذلك جيداً،ولم يكن استشهاد سعد ببعيد عن المخطط الذي أراد أن يبعد صيدا ولبنان عن فلسطين، وما هذه الشهادة الافي طريق فلسطين ومن أجل أن نكون مع فلسطين.
سمير القنطار يعني فلسطين وفلسطين يعني سمير القنطار لأنه توحد منذ الطفولة مع فلسطين، واليوم في ريعان الشباب أولئك الذين يحملون السكاكين لا يريدون الا أن يكونوا مقاومين ويحافظوا على فلسطين كما فعل سمير عندما كان شابا فكان المقاوم الذي مزج بين كل الساعات ليصل الى لحظة تحرير يكسر فيها كل المعادلات ويقول المقاومة هي التي تستطيع ان تفعل وأنتم أيها الصهاينة رضختم وسوف تكون فلسطين لنا من جديد هذا ما قاله سمير من سجنه الى تحرره الى استشهاده، فلسطين لنا وسنستعيد فلسطين.
لقد كان هناك حرقة في قلب سمير وهو يرى بأن   الطائرات العربية بدلاً من أن تكون وجهتها فلسطين تذهب الى المكان الخطأ، وأن سوريا التي يأتون اليها من أربع أرياح الأرض بكل الظلام والقتل ليقضوا على هذه المنطقة ولينشروا الرعب وثقافة الظلام لتصبح فلسطين حلماً لا يمكن الوصول اليه، فكان سمير يعيش هذه الحرقة  ولكنه كان يحاول تجاوز هذا الأمر ببذل الجهود، ويصحح لهؤلاء بأن العدو الصهيوني هو العدو وليس أخوانكم العرب. هذه الشهادة المباركة ستعيد الى هؤلاء جزءاً صغيراً من كرامتهم وضميرهم ، نحن نعول على الشعوب لا نعول على الأنظمة التي تدعم اسرائيل وتريدها متمددة  إلى كل  أرجاء الوطن العربي.
يا سمير ياشهيد الوطنية والأممية أيها القائد المقاوم نقول لك نحن في المقاومة الإسلامية خطنا واضح وصريح وكل ما نعمل عليه بأن تكون البوصلة فلسطين وسنقطع كل الأيدي التي تحاول أن تبعدنا عن فلسطين.  

ومما جاء في كلمة سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور:
" سلام عليك يوم ولدت في جبل لبنان الأشم المزنر بالصنوبر، سمير الوطن الذي استحق أن يكون سمير فلسطين وخفق قلبه باسمها، صمم أن تطأ أقدامه ترابها ممتشقا سلاحه في عشق حمله إليها طوعاً.
وكان شهر نيسان إيذاناً بانطلاق مسيرة كفاح وشرف ومقاومة، وكتبت عنها قصتك وقلت: " أذهب إلى فلسطين، وكلما فكرت بها تتسارع دقات قلبي، وأبتسم وكأني أقرأ وصيتي وأحلم بالوصول إليها".
إستحقتك فلسطين، فهي لمن يعشقها ويناضل ويقاتل ويقدم لها زهرة العمر والروح،.. وكل إدعاء غير ذلك زيف وقتل للحقيقة، وكذبته نبضات الحق يوم دخلتها، وكنت تعلم إلى أين الذهاب.. وكانت الرحلة يوم ولدت على خط المقاومة.
سلام عليك يوم تركت مقاعد الدراسة والتحقت بالثورة الفلسطينية مناضلاً بريعان الشباب.
سلام عليك يوم قاومت واستحقيت بجدارة سمير فلسطين.. وفلسطين بالنسبة لك مساحة الحلم وحدود الهوية العربية.
سمير إنك من جيل وعي تماما أن التمسك بفلسطين هو الصخرة التي تقف في وجه مشاريع اقتلاعنا، فلسطين داخل كل واحد منا قوس قزح، القوس الجميل الزاخر بالتنوع والعابر للطوائف والمذاهب والحدود. هذه هي فلسطين التي تشبهك.
سمير كنت في سنك قنطارا، وحولت السن إلى قلعة ومدرسة توحدت به كل عشاق الحرية خلف القضبان، مرت خلالها قوافل البطولة وقامات الرجال التي تكتب ملاحم المجد وتصلي على محراب الحرية، ومنها تودع القائد أبو عمار، يوم عبرت عن مشاعرك بالقول رمز الشعب، كتب عليه الخروج .. أبو عمار.. غادر فلسطين مضطراً، وكانت عيناه بنظراته وقبلاته تقول بأنني عائد وأقوى من الغدر، وسأعود وعاد مستشهداً، ووري الثرى في المكان الذي أحب.
سمير ما زال صوتك يصدح في أذني عندما كنت تحادث الرمز أبو عمار عبر الهاتف وتقول له:" عهدنا بأن القيد لن يكسر عزيمتنا بل نحن من سيكسر قيد السجان".
وسلام عليك حراً، حرية منحتك الاختيار، والاختيار هو الهوية.
ويوم قلت أنك اخترت العروبة وفلسطين كما اخترت المقاومة يوم ولدت، ويوم عدت إلى فلسطين، ويوم أسرت، ويوم تحررت، ويوم استشهدت، قنطارأً.
سمير سلام لك من فلسطين، سلام لك من أم جبر وشاح، سمير فلسطيني الهوى، فلسطيني الهوية.
عهدنا للأكرم منا جميعاً، الشهداء، الاستمرار بالثورة لتحرير فلسطين.
وكان للشيخ أحمد الزين كلمة بالمناسبة ومما جا فيها:
" سمير القنطار هذا الاسم الرفيع الكريم الطيب هو رمز لكل مقاوم، وهو عنوان لحركة المقاومة التي بقيت لنا في هذه الأيام. أقول بشيء من الحرقة والأسف الشديد بأن العرب خاصة والمسلمين عامة منشغلون في مؤامرات الداخل، والهدف من ورائها أن يتلهوا هؤلاء وأن ينشغلوا عن القدس وفلسطين القضية المركزية، وأن يتلهو بحروب فيما بينهم، وهذا هو المشروع الاميركي ومشروع العدو الاسرائيلي. أتساءل ما الهدف و ما الغاية من التقاتل فيما بينهم إلى أين سيصلوا، سيصلوا الى تنفيذ مشروع اسرائيل وإلى مساعدة أميركا بنهب ثرواتنا.
لهذا كان سمير القنطار الرمز الذي يمثل كل من يواجه العدو الاسرائيلي والمشروع الأميركي الاسرائيلي للأمة العربية المشتتة.
في هذه المناسبة أحيي المقاومة الفلسطينية والعربية والاسلامية، وبشي من الفخر والاعتزاز أحيي المقاومة الاسلامية بقيادة السيد حسن نصرالله، داعياً الى أن نلتقي جميعاً على مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني. وأدعو الأحزاب الى أن تأخذ دورها في مواجهة هذا المشروع.
 وفي صيدا أعتز وأفتخر بمعروف سعد الذي وضع وسام الشرف على صدر أبناء صيدا بذهابه إلى فلسطين لمقاومة العدو، وأذكر تلميذي وولدي مصطفى سعد عل مواقفه الوطنية والعربية في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأفتخر وأعتز بالدكتور أسامة سعد راجياً التوفيق له بسياسته الداعية لمواجهة العدو ومناصرة المقاومة.
لا بد لي ونحن في صيدا، صيدا اللبنانية الفلسطينية الجنوبية الإسلامية صيدا السنية صيدا الشيعية، صيدا التي ستقف بوجه كل دعوة للفتنة المذهبية. صيدا التي تواجه التطرف بالدعوة الإسلامية أدعو بأن نقف جميعاً بوجه العدو الاسرائيلي والمشروع الأميركي المستعمر. فوحدتنا هي الركيزة الأساسية لمواجهة هذا المشروع. والتحية كل التحية للمناضلين في فلسطين.

كلمة المطران ايلي حداد ألقاها الأب جهاد فرنسيس ممثلاً عنه ومما جاء فيها:
" سمير الشهيد مرتين له وصية واحدة: القضية الفلسطينية  قضية أساس ي عنق العرب مسلمين ومسيحيين. لا تفرطوا بالقضية لئلا تخسروا سائر القضايا. في هذه الوصية دعوة أول للإخوة الفلسطينيين أن يوحدوا قضاياهم لتصبح قضية واحدة. لقد تفرعت أمور عدة منها محق ومنها هامشية أضعفت الموققف وربما بالتالي أضعفت القضية.
استشهد القنطار في سبيل المنظومة المؤسسة لجميع المنظومات. أرض فلسطين هي أرض عربية مقدسة ووطن نهائي للإخوة الفلسطينيين.
لققد تعود العرب البكا والتحسر. ألم تأت ساعة الفكر والاستنارة. لعل استشهاد عميد الأسرى وعميد الشهداء سمير القنطار تكون محطة تفكير جدي بمصيرنا ومصير الأمة العربية كلها" .