عام >عام
عيد النبطية: زحمة متفرجين لا متسوقين
عيد النبطية: زحمة متفرجين لا متسوقين ‎الاثنين 4 07 2016 12:28
عيد النبطية: زحمة متفرجين لا متسوقين

عدنان طباجة

باستثناء زحمة السير الخانقة التي تشهدها الشوارع الرئيسة في النبطية عشية عيد الفطر، لا شيء يوحي بحلول العيد فيها، بعكس ما جرت عليه العادة في مثل هذه المناسبة لسنوات خلت. كان السوق التجاري في المدينة يشهد ازدحاماً بالمواطنين، الذين كانوا يقصدونه من مختلف مناطق الجنوب للتبضع وشراء الحاجيات الخاصة بالعيد. 
أما تراجع الحركة في الوقت الحاضر فيعزوه التجار والمواطنون للأوضاع الأمنية والاقتصادية المتردية التي انعكست سلباً على الجميع، وكان آخرها التفجيرات الإرهابية في بلدة القاع، وتخوف المواطنين من امتدادها إلى مناطق أخرى.
وبالرغم من دعوة جمعية تجار محافظة النبطية أصحاب المحال والمؤسسات التجارية لفتحها أمام المواطنين عشية العيد وحتى منتصف الليل، وقيام التجار بتخفيض الأسعار وإجراء الحسومات الفعلية على السلع والبضائع بما يتناسب والأوضاع الاقتصادية للمواطنين في هذه الظروف الصعبة، وإبرازها على واجهات محالهم بطريقة لافتة، في إطار فاعليات «المهرجان الرمضاني للتسوق» الذي أطلقته الجمعية الخميس الماضي، بالتعاون مع بلدية النبطية واتحاد بلديات الشقيف وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في الجنوب، فإن الحركة التجارية بقيت على جمودها.
تأتي الأحوال الأمنية والسياسية الملبدة التي تعاني منها مختلف المناطق اللبنانية، والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الضيقة التي يعاني منها معظم المواطنين، في طليعة الأسباب المؤدية لتراجع الحركة التجارية في المنطقة عشية الأعياد وقبلها بسنوات طويلة، يقول رئيس جمعية تجار محافظة النبطية جهاد جابر، إذ بات المواطنون برأيه يحرصون على عدم التفريط بأموالهم ويفضلون الاحتفاظ بها للأيام الصعبة التي يتخوفون من مجيئها في يوم من الأيام، مقدرين أن مشتريات الأعياد لن تفيدهم عندها بأي شيء، جراء الأوضاع السيئة التي يعاني منها البلد وأبناؤه على مختلف الأصعدة، حتى لو أتى ذلك على حساب فرحهم وسعادتهم ورفاهيتهم، متمنياً زوال هذه الأوضاع في أسرع وقت، لكي تعود العجلة التجارية في النبطية إلى عهدها السابق من الحركة والازدهار.
ويأسف راتب قبيسي وهو يدير محلاً للألبسة، لأن مناسبات الأعياد في المنطقة فقدت رونقها الكرنفالي منذ زمن بعيد، وباتت تشبه بقية الأيام العادية، بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية التي تشغل بال الجميع من المواطنين والتجار على حد سواء، وأوقعت الجميع في دوامة لا خلاص منها إلا بقدرة قادر، آملاً عودة أجواء الأعياد المفقودة ولو بعد حين، لأن استمرار الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ويشكل موتاً بطيئاً للحركة التجارية التي لم يعرفها سوق النبطية حتى في أسوأ الأزمات والحروب.
الحركة التي يشهدها السوق التجاري في النبطية عشية عيد الفطر، هي حركة متفرجين وليست حركة متسوقين، كما يراها التاجر محمد رسلان، مشيراً إلى أنه بالرغم من عروضات التجار التي تكاد تصل في كثير من الأحيان إلى أدنى من الرأسمال، نزولاً عند أوضاع المواطنين، وفي محاولة منا لتشجيع المشترين، وتحريك العجلة الاقتصادية، فإن كل ذلك لم يؤد إلى النتيجة المطلوبة، آملاً أن تتحسن هذه الحركة خلال الأيام القليلة المقبلة، وإن كان غير متفائل كثيراً بهذا الأمر.
وتعتبر لينا صباح وهي صاحبة محل لتجارة الملبوسات أن نكهة العيد ومكانته في نفوس المواطنين تغيرت منذ سنوات عديدة، وبات يوماً كبقية الأيام العادية، وكاشفاً للوضع المعيشي المأزوم والتذمر وزيارة المقابر فقط، بعدما كان العيد في الماضي مناسبة للبهجة والسرور، بسبب الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية التي انعكست سلباً على الجميع.
يعود تراجع الأوضاع الاقتصادية والتجارية في سوق النبطية للأحداث الأمنية المتنقلة على مختلف الأراضي اللبنانية، وتخوف التجار والمواطنين من استهدافهم بهذه الأحداث، إضافة إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية السيئة التي يعاني منها معظم المواطنين، ما رتّب علينا أعباءً مادية ثقيلة لم يعد باستطاعتنا تحملها، يقول التاجر عباس جابر.

 

المصدر : السفير