عام >عام
السفير الشامسي في لقاء عن ثقافة التعددية وقبول الاختلاف في طرابلس: تضييق مساحة العنف والحروب بفتح آفاق التسامح وتعميم الاعتدال
السفير الشامسي في لقاء عن ثقافة التعددية وقبول الاختلاف في طرابلس: تضييق مساحة العنف والحروب بفتح آفاق التسامح وتعميم الاعتدال ‎الخميس 17 10 2019 15:24
السفير الشامسي في لقاء عن ثقافة التعددية وقبول الاختلاف في طرابلس: تضييق مساحة العنف والحروب بفتح آفاق التسامح وتعميم الاعتدال

جنوبيات

نظمت الثانوية الوطنية الارثوذكسية مار الياس في ميناء طرابلس، لقاء بعنوان "ثقافة التعددية وقبول الاختلاف"، برعاية سفير دولة الامارات العربية المتحدة الدكتور حمد سعيد الشامسي وحضوره، وفي حضور جانو فران ممثلة رئيس المنطقة التربوية في الشمال نهلا حاماتي، مدير الثانوية الارثوذكسية ميشال قطرة، مديرة جامعة اليسوعية في الشمال فاديا علم الجميل، مدير ثانوية الروضة مصطفى المرعبي، مدير ثانوية بكفتين بشارة حبيب، اضافة الى حشد من الفاعليات التربوية والثقافية والاجتماعية والدينية المسيحية والاسلامية، والهيئتين التعليمية والادارية وطلاب المدرسة.

بداية، النشيدان اللبناني والاماراتي، فكلمة ترحبية من غسان انطون شكر فيها السفير الشامسي على حضوره الى الثانوية، مشيرا الى ان اللقاء نظم ضمن مبادرات "عام التسامح"، وانه سيتم ادخال وثيقة الاخوة كجزء دراسي من مادة الاجتماع في الثانوية الوطنية الارثوذكسية - مار الياس.

ثم تم عرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة، ففقرة غنائية مع نجمة the voice kids الطالبة لين حايك التي ابدعت باغنية "العطاء" لسلوى القطريب.

قطرة
بعد ذلك، كانت كلمة لمدير الثانوية قال فيها: "منذ أن تأسست مدرستنا تحت اسم الثانوية الوطنية الأرثوذكسية، وضعت الإنسان في صدارة اهتماماتها، على أن تكون صرحا تربويا وليس فقط تعليميا، كان انماء الأنسان ولم يزل هدفا اساسيا بالنسبة لها، بغض النظر عن انتمائه".


اضاف: "ضمن هذا الاطار يأتي لقاؤنا اليوم حول "ثقافة التعددية والانفتاح" أمرا بديهيا، تشهد له مسيرة عمرها يقارب المائة والعشرين سنة. وان كنا اليوم على مشارف الاحتفال بمئوية لبنان الكبير، فما علينا الا أن نذكر ونتذكر دائما ان أساس فكرة قيام هذه الدولة، هو الايمان بالتعددية التي من دونها يفقد هذا الوطن مبرر وجوده".


وتابع: "فرحنا كبير أن يتوج لقاؤنا اليوم برعاية سعادة "سفير دولة التسامح" الدكتور حمد سعيد الشامسي، وهي الدولة صاحبة الافكار النيرة والطروحات الرائدة في العالم، حيث أطلقت مطلع هذا العام مبادرة عام التسامح، مشيرا الى ان هذا العام استهل بخطوة فريدة من نوعها، تاريخية ومفصلة، حيث اجتمع قداسة البابا فرنسيس وسماحة مفتي الازهر الكريم الشيخ احمد الطيب في أبو ظبي، بدعوة كريمة من دولة الامارات، ليطلقا الصرخة بكل حزم ووضوح: "إن مجد الله هو ان يحيا الانسان لا أن يهلك" . ولكي تكتمل نعمة الحياة لا بد من المشاركة التي هي وحدها كفيلة بأن تخرج الانسان من انانيته وتجعله يحقق مقاصد الله عز وجل في خلقه".

وأعلن ان "هذه الوثيقة الثمينة قد أدرجت كجزء من مادة الإجتماع لتكون محط تأمل وبحث في كيفية تجسيد القيم السامية التي ندعو اليها".

الشامسي
من جهته، اكد السفير الشامسي "ان القيادة الرشيدة في دولة الامارات العربية المتحدة تسعى لنشر التسامح على أوسع نطاق في العالم"، لافتا الى ان "دولة الامارات آمنت بالإنسان كقيمة واستثمرت في بناء المستقبل بعيدا من المفاهيم الضيقة أو الانحياز الاعمى الى أفكار تكبلنا بأغلال الجهل". وقال: "تنظم سفارة دولة الامارات العربية المتحدة هذا العام العديد من النشاطات ضمن مبادرات عام التسامح، إلا أن هذا اللقاء له طابع خاص لكونه مع أبنائنا الطلبة، ووقوفي في موقع المتحدث الناصح فألمس أهمية دور الأستاذ والمعلمة في نقل المعرفة الى الأجيال".

اضاف: "اليوم نقرأ معا من درس عنوانه التسامح، فصل العيش المشترك، وحياتنا هي كذلك دروس من فصول في كتب وأهمها على الاطلاق كتاب "الاخوة الإنسانية" وعلينا أن نحفظ دائما أن الله خلق بني البشر متساويين من نفس واحدة دون تمييز بين أحد".

وأعلن ان "القيادة الرشيدة في دولة الامارات العربية المتحدة أرادت نشر هذه الرسالة على أوسع نطاق في العالم، لأننا نؤمن بأن تضييق مساحة العنف والحروب بين الناس لا تكون إلا من خلال فتح آفاق التسامح وتعميم ثقافة الاعتدال".

وقال: "من هذه الرؤية الحكيمة ولدت "وثيقة الاخوة الإنسانية" على أسس تشكل قواسم مشتركة لجميع الناس، فكانت الوثيقة "باسم الله، وباسم النفس البشرية الطاهرة، باسم الفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين والأيتام والآرامل والمهجرين والنازحين، باسم الشعوب التي فقدت الأمن والسلام والتعايش، وباسم الحرية". فهل من إنسان يمكن أن يرفض هذه المفاهيم؟ أو هل من إنسان يرى في أي منها اختزالا لحقوقه أمام حقوق الاخرين؟".

وتابع: "ما من شك أن نشر هذه القيم في مناحي المجتمع كافة أمر مهم، والوثيقة تنادي بذلك، غير أنني اعتبر تربية أبنائنا وبناتنا وتعليمهم وفتح عيونهم على مضامينها ومعانيها أمر في غاية الأهمية لأن هؤلاء التلاميذ هم بذور مستقبل أوطاننا وأعمدة مجتمعاتنا، فإن نحن احسنا الزرع والعناية الآن فإن بلداننا ستجني في السنوات المقبلة مجتمعات منفتحة قابلة على النقاش بين مكوناتها في إطار يصون حقوق الجميع وكراماتهم الإنسانية تحت مظلة العيش المشترك والمصير الواحد، وهنا تبرز أهمية إدراج هذه الوثيقة في المنهج التربوي بوصفه الباب الى عقول التلاميذ".

وأردف: "قبل أيام أكمل رائد الفضاء الاماراتي هزاع المنصوري رحلته الى محطة الفضاء الدولية وعاد الى الأرض حاملا معه تجربة غنية فتحت أبواب الفضاء أمام آخرين من أبناء بلده. أحببت أن اتوقف معكم أمام هذا الحدث الكبير لأقول إن دولة الامارات وصلت الى حيث هي اليوم لأنها آمنت بالإنسان كقيمة واستثمرت في بناء المستقبل بعيدا عن المفاهيم الضيقة أو الانحياز الاعمى الى أفكار تكبلنا بأغلال الجهل. لذلك، أدعوكم اليوم الى قراءة نص وثيقة الاخوة الإنسانية التي أصبحت جزءا من منهجكم الدراسي والاطلاع عليها بتمعن، لأن الذي يتفوق منكم في هذا الفصل الدراسي تحديدا سيكون ذلك التلميذ المتميز بفكره المستنير والخارج على الأطر الضيقة من التفكير التقليدي".

وختم: "أتمنى لكم النجاح في كل مساعيكم ولإدارة المدرسة المميزة دوام التقدم لما فيه خير ومصلحة المجتمعات والناس اجمعين".

وفي الختام، تم تقديم باقة من الزهور للسفير الشامسي، ثم كان تبادل للدروع التقديرية بين الشامسي وقطرة.