عام >عام
د. طلال حمود: وفي اليوم الثالث للثورة ...ماذا بعد؟!...
د. طلال حمود: وفي اليوم الثالث للثورة ...ماذا بعد؟!... ‎السبت 19 10 2019 16:51
د. طلال حمود: وفي اليوم الثالث للثورة ...ماذا بعد؟!...

د. طلال حمود

تحية ل حسن عليق في جريدة الاخبار ولكل الإعلاميين الشرفاء، لكل وسائل الأعلام الجريئة والغير مُشتراة او مُشاركة في تغطية مُمارسات السلطة المجرمة المُتمسّكة بالكراسي حتى آخر لبناني في لبنان وانهيار كل مقومات الوطن ومؤسساته، فقط لأنهم ادمنوا إمتصاص دماء هذا الشعب وإذلاله وتدجينه وتركيعه وابتزازه بلقمة العيش او الوظيفة او فرصة عمل وهمية على حساب الخزينة .

 هذه الظغمة  التي كان عليها ان تستحي وتدفن نفسها تحت سابع ارض لو ان اهلها عندهم كما قلت البارحة "ذرّة واحدة من الضمير الحيّ والحسّ الوطني والشرف والكرامة"  لكن اللي استحوا... ماتوا، ولا حياة لمن تنادي كما قال الشاعر . ورغم ذلك هنالك وسائل إعلام  حاولت المستحيل من اجل نقل وجع، الم، آهات، صرخات، أنين، تعب، قرف، ملل وإستغاثة الشعب بشبابه واطفاله و شيوخه من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال مروراً بالبقاع والجبل. 

لبنان يرضخ تحت اعباء السياسات المالية والإقتصادية والنقدية للمجرم رياض سلامة الذي اعتقد وبشدّة -وازداد تمسّكاً بمقولتي انه الرجل الأول ل اميركا في لبنان- لأنه متواطئ مع السلطة الفاسدة منذ وصوله الى حاكمية مصرف لبنان ويغطي كل الصفقات المُريبة ويقوم بهندسات مالية لدعم بنوكهم وغبّ الطلب لمنع انهيار الهيكل وهو اميركي اكثر من الامريكان في معاداة بيئة المقاومة وتطبيق قوانين وزارة الخزينه الأمريكية بصلابه وحرفية عالية ويظهر هو وجمعية المصارف كأنه ملك اكثر من الجبابرة الأمريكان في مُعاقبة شعبنا وإذلاله وتواطئه مع مشغليه الحقيقيين في الخارج و تركه للشعب اللبناني خدمة للسياسيين واصحاب المصارف في الداخل.

وماذا بعد...
انّ ما اظهرته ثورة شعبنا الغاضب البارحة وما قبلها من مظاهر الوحدة الوطنية التي جمعت الشيعي والسني والمسيحي والدرزي والشيخ والمطران والأطفال والشباب والشيوخ وحتى اصحاب الحاجات الخاصّة ومن كل الطبقات الإقتصادية والإجتماعية وفي كل المناطق اللبنانية ، دليل كبير على تنامي درجة الوعي عند "شعبنا اللبناني العظيم" والذي تجاوز الكثير من الخطوط الحُمر -خاصّة في بعض مُدن وقرى الجنوب والشمال والبقاع- ولأول مرة منذ سنوات، من خلال نبذه للطاقم السياسي المُتسلّط على رقابه منذ اكثر من ثلاثين سنة وإستعداده لأوّل مرّة لكسرِ كل المُحرّمات والتابويات حول زعماء ونواب ركّبتهم المحادل على ظهره، منذ سنوات لكي "يستحمروه ويُحقّروه ويستعبدوه ويبذلونه في كل شيء "بعد ان استغلّوا فَقره وحاجته وحرمانه، واخذوا منه الوكالة اثناء الإنتخابات النيابية مقابل حُفنة من الدولارات او وعدٍ بوظيفة وهمية او غير وهمية -حتى ولو كانت بمثابة حاجب في حرج او حاجب في مدرسة -او ترقية او تزبيطة من هنا وهناك وعلى حساب الخزينة طبعاً.

لكن ترابط وتشابك مصالح اهل السلطة وتماسكهم ودفاعهم حتى الموت من اجل حماية مصالهم وتمسّكهم بالمكاسب التي غنِموها وتنعمّوا بها -منذ ايام الحرب الأهلية والمليشيات للبعض منهم طبعا- وتواطئ بعض القوى الإقليمية والغربية والدعم الأميركي" اللامتناهي" لهم، وتواطئ البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وغيرهم من الصناديق والمؤسسات "المانحة "- اي السارقة والناهبة والمتواطئة فعلياً -في اغلب الأحيان، لن يجعل المعركة معهم سهلة وقصيرة. وهي ستكون شرسة وتحتاج الى تضحيات كبيرة. 

ولذلك وكما قلنا البارحة، يجب علينا إعادة تنظيم الصفوف ورصّها والسعي للحشد في كل مكان يُمكننا الحشد فيه،  حتى لو كان ذلك في الأحياء التي نسكن فيها. 
ولا يجب ابداً الرضوخ والخوف من الصور المذلة التي سرّبتها الأجهزة الأمنية البارحة حول الشباب المُعتقلين المُمدّدين على الرصيف في وسط بيروت لمحاولة إخافة كل من ينزل الى الشارع. 
وبعد كل ذلك يجب علينا التمسك اكثر بالمطالب التي كنا نشرناها البارحة وهي:

١-انّ كُل طرح يُعطي فُرصة لهذه الطغمة الحاكمة المُمسكة برقابنا منذ اكثر من اربعين سنة غير منطقي.

٢-يجب إستكمال المُطالبة باستقالة الحكومة الحالية فوراً وتشكيل او تعيين "حكومة انقاذ وطني" من ٦ او ١٢ وزير على الأكثر ومن "تكنوقراط"  لا علاقة لهم البتّة بكل الطبقة الحاكمة حالياً.

٣-إجراء انتخابات نيابية جديدة على اساس النِسبيّة وعلى ان يكون "لبنان دائرة واحدة" لكي يصل اكبر عدد من الشُرفاء والنُزهاء والمُستقلّين ومنع المحادل كما كان يحدُث في السابق.

٤- التفاوض مع "الجهات الدولية المانحة" لتهدئة الوضع الإقتصادي ومنعه اذا امكن من الإنهيار. وذلك  بعد وضع خطة اصلاحية اقتصادية- مالية- نقدية مُحكمة لكي تسدّ كل بوابات الهدر والفساد التي نعرفها جميعاً.

٥-مُحاكمة كل الفاسدين ومنعهم من السفر هم واولادهم ونسائهم وحاشيتهم وازلامهم وكل رجال الأعمال الشركاء معهم في اعمال الهدر والفساد والمُحاصصة مع محاصرتهم في منازلهم اذا امكن ذلك ومنعهم  من الهروب وإسترجاع كل الأموال المنهُوبة والمسروقة والمُهرّبة الى الخارج .

٦-تشكيل "لجنة تنسيق قيادية" او " قيادة مشتركة للحراك" تجمع كل القوى والفعاليات والمجموعات والشخصيات الوطنية -النيابية والغير نيابية -والشريفة واللاطائفية  في اسرع وقت للتنسيق ووضع الخُطط البديلة والتفاوض بإسم المُتظاهرين ومنع الإعتداء على المواطنين وعلى الأملاك العامة والخاصة لأن حركة الشارع قد تذهب للفوضى العارمة في ظل عدم وجود قيادة مُوحّدة.  لأنني وكما شاهدت البارحة خلال جولتي من منزلي والى منطقة الطيونة فقط بأن هناك حماس كبير وفوضى كبيرة واعمال شغب مُؤذية جداً "بعفوية الحراك " التي اشدت بها في البداية. وقد تضّر كثيراً بسمعته  وبمستقبله اذا لم يتمّ بسرعة منع الفوضى والمندسّين.


د طلال حمود- ملتقى حوار وعطاء بلا حدود

ملاحظة : كل النقاط المُدرجة المطالب والمُقترحات المُدرجة اعلاه قد تكون قابلة للتعديل بحسب تتطوّر الأحداث وتسارعها.