عام >عام
الراعي في المختارة: ما جدوى طرح كل المواضيع قبل انتخاب رئيس؟
جنبلاط: لنحافظ على لبنان بعيدا عن المصالح الفئوية والشخصية
الراعي في المختارة: ما جدوى طرح كل المواضيع قبل انتخاب رئيس؟ ‎السبت 6 08 2016 22:55
الراعي في المختارة: ما جدوى طرح كل المواضيع قبل انتخاب رئيس؟


 

 شهد قصر المختارة يوما وطنيا في الذكرى ال15 لمصالحة الجبل التاريخية التي رعاها البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، ولمناسبة تدشين كنيسة سيدة الدر المارونية في المختارة بعد اعادة ترميمها من قبل جنبلاط، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وحضوره الى جانب جنبلاط وعقيلته السيدة نورا وأولادهما. 


وحضر رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال وزير الزراعة اكرم شهيب، رئيس الحكومة تمام سلام من خلال الوزير ميشال فرعون، الرئيسان ميشال سليمان وامين الجميل، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب محمد الحجار، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق وليد الداعوق، ممثل رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون النائب ناجي غاريوس، الممثل الشخصي للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله النائب علي فياض، النائب ناجي غاريوس ممثلا النائب العماد ميشال عون. 


كما شارك شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان القاضي الشيخ هاني الجوزو، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبد الامير قبلان المفتي الشيخ احمد قبلان، السفير البابوي غبريال كاتشيا، رئيس "الحزب الديموقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، ممثل رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب جورج عدوان، ممثل رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية بيار بعقليني، الوزيران اليس شبطيني ووائل ابو فاعور، النواب: نعمة طعمة، هنري حلو، دوري شمعون، فريد الياس الخازن، انور الخليل، فادي الهبر، فؤاد السعد، مروان حمادة، انطوان سعد، علاء الدين ترو وايلي عون، الوزراء والنواب السابقون: محسن دلول، ناجي البستاني، مروان خير الدين، جوزيف الهاشم، صلاح حنين، عبدالله فرحات، ايمن شقير، الياس عطالله، زاهر الخطيب، غطاس خوري، فيصل الصايغ وفريد هيكل الخازن على رأس وفد كبير من عائلة الخازن، عدد من اركان "الحركة الوطنية" السابقة، رئيس المجلس الوطني لقوى 14 آذار النائب السابق سمير فرنجية، والامين العام النائب السابق فارس سعيد. 


كما حضر قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ممثل المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن جهاد المصري، قائد الشرطة القضائية العميد ناجي المصري، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود ومدراء عامون وقضاة. 


وشارك ايضا الامين العام ل"الجماعة الاسلامية" عزام الايوبي، رئيس "حزب الهانشاك" روستو تونجيان، رئيس "الحركة اليسارية اللبنانية" منير بركات، ممثلون عن "حزب الرامغافار"، القيادي في "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع مع وفد، رئيس المجلس الاعلى في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" محمود عبد الخالق، مسؤول الشوف في "حزب الكتائب اللبنانية" جوزيف عيد مع وفد من المنطقة، أمين سر "حركة التجدد الديموقراطي" انطوان حداد، رئيس المحاكم الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين وقضاة المذهب الدرزي واعضاء من المجلس المذهبي ورؤساء اللجان، المطارنة، بولس مطر وطانيوس الخوري والياس الكفوري، الارشمندريت انطوان سعد ممثلا راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد، رئيس الرهبانية المخلصية الارشمندريت انطوان ذيب، الشيخ علي ديبي ممثلا السيد علي فضل الله، رئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من مشايخ المؤسسة، وفد من العلماء وأئمة المساجد في اقليم الخروب وحشد من رجال الدين من الطوائف الاسلامية والمسيحية الى جانب امين السر العام في "الحزب التقدمي الاشتراكي" ظافر ناصر ونواب رئيس الحزب واعضاء مجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية في المناطق والاتحاد النسائي التقدمي ومنظمة الشباب التقدمي والكشاف التقدمي الذي تولى تنظيم الاستقبال ورفع الاعلام اللبنانية، ونحو 70 رئيس بلدية واتحاد بلديات، و220 مختارا من المنطقة وحشد غفير من المواطنين غصت بهم باحات القصر الخارجية والداخلية والطرق المؤدية الى القصر. 


جنبلاط 


وبعد الاستقبال من المدخل صعودا نحو باحة "البركة"، اقيم احتفال استهله جنبلاط بكلمة جاء فيها: "مع تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر)، نتطلع لأن تدر علينا الأيام الآتية المزيد من الحكمة والوعي والمسؤولية لمجابهة الصعاب المتنامية من كل حدب وصوب. مع تدشين كنيسة السيدة نتمنى أن تدر علينا الأيام المقبلة رئيسا للجمهورية كي نحفظ جميعا لبنان من الرياح العاتية. مع تدشين كنيسة السيدة، نرجو أن تدر علينا الأيام القادمة حلولا لمشاكلنا المعقدة فتستعيد المؤسسات المعطلة دورها المنتظر وتعود عجلة الدولة إلى الدوران بإنتظام. مع تدشين كنيسة السيدة، نأمل أن تدر علينا الأيام المقبلة تثبيتا لمناخ المصالحات بين اللبنانيين والحد من الإنقسامات القاتلة. لكن، بعيدا عن الأمنيات والمناجاة، فإننا نؤكد اليوم، في هذا اللقاء الوطني الجامع، على تمتين مصالحة الجبل التي كنا أرسينا أسسها مع تلك القامة الوطنية الشامخة، البطريرك صفير، في زيارته التاريخية إلى المختارة في آب سنة 2001.
وإسمحوا لي أن أستعيد عبارة واحدة من خطابي في تلك المحطة، إذ قلت وأكرر: "حرب الستين ورواسبها إنتهت إلى غير رجعة، وحرب الجبل لا رجعة لها". 


أضاف: "في الوقت الذي تلتهب المنطقة العربية والإسلامية وتشتعل فيها النيران، وفي الوقت الذي تخطى الإرهاب الحدود الجغرافية بين الدول راسما بالدم كل أشكال القتل والإجرام والتدمير، نؤكد في لبنان إحياء مناخ المصالحة والتقارب بين اللبنانيين، ونبعث برسالة إلى العالم أن لبنان يستطيع أن يقدم مثالا فريدا في حماية التعددية والتنوع. قد نختلف في مقاربتنا لهذا الملف أو ذاك، لهذه القضية أو تلك، ولكننا سنتمسك بالثوابت: ثوابت المصالحة، الوحدة الوطنية، السلم الأهلي والعيش المشترك والحوار. لقد أثبتت كل التجارب، السياسية منها أو العسكرية، أن أي أثمان تسدد في سبيل السلم أرخص من أثمان الحرب والقتل والدمار". 


وتابع: "إلى البطريرك الراعي، زيارتكم إلى داركم، دار المختارة اليوم، بعد تدشين كنيسة السيدة (سيدة الدر) يعكس حرصكم على التقارب بين اللبنانيين ورفضكم لقيام أي حواجز سياسية أو نفسية بينهم. زيارتكم تأكيد على العيش المشترك بين اللبنانيين جميعا الذين يلتقون تحت سماء لبنان الكبير الذي تصادف الذكرى المئوية لولادته بعد سنوات قليلة، فلنحافظ عليه جميعا بعيدا عن المصالح والحسابات الفئوية والشخصية. أهلا وسهلا بكم وبصحبكم، وأهلا وسهلا بجميع ممثلي القوى السياسية والمرجعيات الدينية والأمنية، وأهلا وسهلا بآل الخازن الكرام الذين لولاهم لما كانت هذه الكنيسة، وأهلا وسهلا بجميع الضيوف الكرام".

ثم تسلم جنبلاط من النائب السابق فريد هيكل الخازن هدية تقديرية باسم عائلة الخازن، عبارة عن منحوتة صخرية تشبه تلك المرفوعة فوق الكنيسة باسم بشير جنبلاط. مشددا على "اهمية هذا اليوم والمصالحة الوطنية في الجبل".

الراعي

بعد ذلك ألقى البطريرك الماروني كلمة قال فيها: "جميل هذا اليوم الذي يجمعنا في دارة الزعيم الوطني الاستاذ النائب وليد بك جنبلاط، لاحياء الذكرى السنوية الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها مع صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في 4 آب 2001، في زيارته التاريخية التي شملت معظم بلدات الجبل بمختلف أقضيته. فالشكر لكم على هذه المبادرة وللسيدة قرينتكم على هذا الاستقبال الحافل. ففيها نلتزم جميعنا كل من موقعه من أجل استكمال هذه المصالحة بتوفير اطارها الروحي والاجتماعي والاقتصادي والانمائي، بحيث تعود الحياة إلى الجبل كسابق عهده، إخاء وحياة اجتماعية ناشطة".

وتابع مخاطبا جنبلاط: "فيومها قلتم، يا معالي وليد بك، لصاحب الغبطة والنيافة: "استأذنكم لأعلن أن حرب الجبل قد ولت إلى غير رجعة. معكم نحمي الجبل، نحمي لبنان، ونحمي العيش المشترك في كل مكان". وفي الواقع، من أجل هذه الغاية قام البطريرك معك بالتحدي الكبير في تلك الظروف، واطلقتما المصالحة التاريخية. واليوم هو معنا بالروح والصلاة، ونحن نواصل المسيرة اياها ببناء مداميك هذه المصالحة من أجل حماية الجبل ولبنان. وغبطته مقتنع، كما أعلن يومها، "أن إصابة الجبل هي إصابة مقتل، كإصابة القلب في الجسم".

أضاف: "ويزيد من بهاء ذكرى المصالحة، أنها تأتي، ودائما بمبادرة من الزعيم وليد بك، بمناسبة الاحتفال باختتام أعمال ترميم كنيسة سيدة المختارة. هذه الكنيسة على اسم سيدة الدر بنيت بمبادرة من الشيخ بشير جنبلاط سنة 1820، في عهد البطريرك يوحنا الحلو ومطران صيدا ودير القمر آنذاك عبد الله البستاني. وجاءت المبادرة تكريما لمشايخ آل الخازن، وتوطيدا لعلاقات المودة والصداقة بينهم وبين آل جنبلاط. إننا نحيي ونقدر هذه العلاقات بين العائلتين الكريمتين، لأنها لم تكن يوما آنية وفي ظروف طارئة ولمصالح شخصية، بل كانت وطيدة الاركان متجذرة في التاريخ منذ عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير وإمارة الشهابيين. وبالنسبة إلينا، إن مشايخ آل الخازن أصحاب علاقة تاريخية مع الكرسي البطريركي ومعتبرون حماته. وإلى الآن ما زالت العائلة تنتدب حارسين لأبواب الصرح أثناء انتخاب البطريرك، فضلا عما لهم من مآثر على المستوى الكنسي والمدني، والاجتماعي والوطني، هم الذين أوقفوا الكثير من أملاكهم وبنوا أديارا وكنائس ودور عبادة.
كان البطريرك صفير، في تلك الزيارة التاريخة، شديد الاقتناع، ونحن نشاطره إياه، بأن تحقيق المصالحة بين المسيحيين والأخوة الموحدين الدروز هو الخطوة الأولى التي لا مفر منها، في سبيل تعبيد الطريق نحو المصالحة الشاملة بين جميع اللبنانيين؛ وبأنه من دون هذه المصالحة الشاملة لا ينهض مشروع بناء الدولة اللبنانية القادرة السيدة الحرة المستقلة. لم يكن على الاطلاق في بال البطريرك ووليد بك التفكير باستعادة ثنائية تاريخية، بل الانطلاق من فكرتها الاساسية التي أرست الكيان اللبناني على التعددية في الوحدة، إلى تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة".

واستطرد: "أما اليوم، فكلنا نتطلع إلى المصالحة السياسية بين فريقي 8 و14 أذار والوسطيين. فكما أن مصالحة الجبل أعادت الحياة إليه وإلى مجتمعه، كذلك بالمصالحة السياسية منوط إحياء الدولة ومؤسساتها الدستورية بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية الذي هو الباب. فعبثا نحاول التسلق إلى الدولة من مكان آخر. وما الجدوى من طرح جميع المواضيع قبل انتخاب رئيس للجمهورية وهو وحده الكفيل بقيادة طرحها والنظر فيها كلها، عبر برلمان هو المكان المخول طبيعيا وبسلطة للتشاور والتداول والتصويت واتخاذ القرار. وبأي حق يعطل انتخاب الرئيس لهذا أو ذاك من الاعتبارات، ويتعطل معه بالكلية المجلس النيابي، وتتعثر الحكومة، وتدب الفوضى في المؤسسات العامة، وتتوقف التعيينات، وتستسهل عادة التمديد مع حرمان العديد من المستحقين، وينطبق خناق الفقر والحرمان على المواطنين، وتنشل الحركة الاقتصادية، وتتناقص فرص العمل، ونخسر سنويا بالهجرة المئات من قوانا الحية، فيما البلاد تغرق بالنازحين الذي أصبحوا نصف سكانها. من يحق له أن يمارس عملا سياسيا منافيا للخير العام ومعطلا لحياة الدولة؟".

وخلص إلى القول: "عند مبادرة مصالحة الجبل كان رجلان كبيران جريئان قاما بها: البطريرك صفير والزعيم وليد بك جنبلاط. فلو انتظرا قرارا من الخارج، كما يجري حاليا، لما حصلت المصالحة حتى يومنا. واليوم مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية تحتاج إلى رجالات دولة كبار من هذا وذاك من الفرقاء، يدركون أن الحل يأتي من الداخل، بشجاعة التجرد من المصلحة الذاتية، وبغيرة النظر إلى مصلحة البلاد التي تعلو الجميع. من هذا المنطلق، يمكن الذهاب إلى مصالحة وطنية تضع يدها على الجرح الحقيقي في الحوار، وتحمي دولة لبنان من الانهيار. نحن نصلي كي يخرج الله مثل هؤلاء. فهو السميع المجيب".

واختتم الاحتفال بغداء على شرف الراعي والحضور في قصر المختارة.

تدشين الكنيسة

وكان الراعي قد وصل الى المختارة حيث ترأس القداس الاحتفالي في كنيسة سيدة الدر العجائبية، بعد ترميمها من قبل النائب جنبلاط، عاونه المطرانان بولس مطر وطانيوس الخوري ولفيف من الكهنة، في حضور الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، الوزير السابق وليد الداعوق ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي،النائب ناجي غاريوس ممثلا النائب العماد ميشال عون، الوزيرين وائل ابو فاعور وأليس شبطيني، السفير البابوي غابريال كاتشا، النواب: وليد جنبلاط، طلال ارسلان، فريد الياس الخازن وعلي فياض، قائد الجيش العماد جان قهوجي، النائب السابق فريد هيكل الخازن على رأس وفد من مشايخ آل الخازن وشخصيات وفاعليات سياسية ورسمية وعسكرية وديبلوماسية. 


وكان وفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز يتقدمهم جنبلاط وارسلان وحشد من الفاعليات ورؤساء البلديات قد استقبلوا الراعي والوفد عند مدخل قصر المختارة التي زينت الشوارع المؤدية اليه باللافتات المرحبة والاعلام البطريركية واللبنانية وصور الراعي عند مداخل البلدات المؤدية الى المختارة. 


العظة 


بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان: "وتجلى الرب يسوع أمامهم" (مر 9: 2)،
وقال فيها: "يسعدنا أن نحتفل معكم بقداس عيد تجلي الرب يسوع بألوهيته على جبل طابور، هنا في كنيسة سيدة المختارة. والمناسبة هي اختتام أعمال ترميمها بمبادرة مشكورة من الاستاذ النائب وليد بك جنبلاط. وبذلك يواصل مبادرة الشيخ بشير جنبلاط الذي بناها سنة 1820 قرب قصره إكراما لمشايخ آل الخازن أصدقاء العائلة الجنبلاطية، فيتمكنوا من إحياء قداس الأحد عندما يحلون ضيوفا عليه. وتتجمل هذه المناسبة باحياء الذكرى الخامسة عشرة لمصالحة الجبل التي أرسى أسسها صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير والزعيم وليد بك جنبلاط والأمير طلال مجيد إرسلان". 


أضاف: "إنني أحيي مشايخ آل الخازن الكرام الذين توافدوا إلى هذا الاحتفال المزدوج بدعوة كريمة من الاستاذ وليد بك، وكل المشاركين معنا، وبخاصة أبناء الرعية في المختارة العزيزة. نقدم هذه الذبيحة المقدسة على نيتكم جميعا، وعلى نية كل من له تعب في هذه الكنيسة التي أعلنت فيها كلمة الله وتوزعت نعمة الأسرار وعاش المؤمنون والمؤمنات جمال الاتحاد بالله والوحدة فيما بينهم، على مدى مئة وست وتسعين سنة. وبعد أربع سنوات سنحتفل، إن شاء الله، بيوبيل مئتي سنة على تشييدها، وبيوبيل مئة سنة على إعلان لبنان الكبير". 


وتابع: "وتجلى الرب أمامهم" (مر 9: 2). أراد يسوع أن يتجلى ببهاء مجد ألوهيته، أمام ثلاثة من تلاميذه، بطرس ويعقوب ويوحنا، بهدفين: الأول، استباق مجد قيامته وشد عزيمتهم لقبول واقع آلامه وصلبه وموته مرذولا من الجميع. وكان قد أنبأهم عن هذا الواقع منذ قليل فلم يستطيعوا تحمله وقبوله. والهدف الثاني إعلان مصير آلامه وموته الذي ينتهي بالقيامة، فيكون موته فداء عن خطايا البشرية جمعاء، وتكون قيامته لبث الحياة الجديدة المبررة للنفوس". 


أضاف: "في ضوء هذا الهدف يعطي معنى لآلامنا، ويدعونا لكي نضمها إلى آلامه، فتصبح وسيلة فداء وخلاص لنا ولمجتمعنا ولوطننا.
التلاميذ الثلاثة الذين شاهدوا مجد ألوهيته، هم إياهم اصطحبهم معه إلى جبل الزيتون ليروا ضعف إنسانيته المتألمة، من دون أن ينسوا مشهد التجلي. ومع هذا انغلبوا للضعف، ولم يصمد منهم إلا صغيرهم يوحنا الذي رافقه حتى الصليب مع مريم أمه. فكانت أول ثمرة لموته أمومة مريم للبشرية جمعاء بشخص يوحنا: "يا امرأة، هذا ابنك! يا يوحنا هذه أمك" (يو19: 26-27). هذه الكنيسة على اسم سيدة الثديين ترمز إلى أمومة مريم الروحية لنا جميعا، وإلى تشفعها من أجل كل أم". 


وقال: "في حدث التجلي ظهر موسى وإيليا:الأول يمثل الشريعة، والثاني الأنبياء. ما يعني أن يسوع الإله المتأنس هو كمال كل ما كتب في الشريعة وما قيل عنه في النبوءات. هكذا عرف به فيليبس لنتنائيل منذ اللحظة الأولى قائلا: "إن الذي كتب عنه في شريعة موسى وفي الأنبياء، قد وجدناه. وهو يسوع ابن يوسف من الناصرة" (يو1: 45). 


وظهر أيضا سر الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت الذي سمع "هذا هو ابني الحبيب، فله اسمعموا"، والابن بشخص يسوع المسيح، والروح القدس بالغمامة التي ظللتهم (مر9: 7)". 


وختم الراعي: "فيما نجدد إيماننا بصليب المسيح الفادي وبقيامته المحيية، وبالإله الواحد والثالوث، إنما نعلن جوهر إيماننا المسيحي، ونعمل من أجل فداء وطننا وشعبنا وإحيائه، كي يتجلى ببهاء القيم الروحية والأخلاقية والوطنية. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

دير القمر

وكان الراعي قد توقف في طريقه نحو المختارة في دير القمر، وزار كنيسة سيدة التلة بمناسبة عيدها، واستقبله الاباتي مارسيل ابي خليل.

كما يشار إلى ان شوارع منطقة الشوف ازدانت باللافتات المرحبة بالبطريرك الماروني وحملت تواقيع ومواقف للنائب جنبلاط والحزب التقدمي الاشتراكي واهالي الجبل.