بقلم معن بشور

قبل فترة قصيرة من رحيله المبكر التقيت بالشاعر الكبير الراحل محمود درويش في المغرب. كنت مدعوا لحضور الإعلان عن تأسيس الحزب الاشتراكي الموحد وكان مدعوا الى أمسية شعرية في الرباط .
في جلستنا في فندق تور حسان في الرباط التي ضمت ايضا المناضل خالد السفياني والمفكر عبد الله بلقزيز فاجانا الشاعر الكبير بكلمة ما تزال ترن في أذني حتى اليوم.
قال صاحب الاسم الذي ارتبط بالنضال الفلسطيني منذ نعومة أظافره : لقد اكتشفنا اننا لم نفهم شعبنا رغم كل هذا العمر.وضعنا أنفسنا اسرى مقولات لم نستطع الخروج منها فإذا بحركة الناس تتجه إلى مكان اخر".
كان محمود درويش يعلق على فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية مستغربا كيف صوت مسيحيون فلسطينيون ويساريون وعلمانيون لحركة حماس.
قلنا له يومها الا يحتاج الامر كله إلى مراجعة عميقة وجريئة ومتجردة.
مرت الايام فإذا بمقولة شاعرنا الكبير تصبح قانونا وإذ بالحاجة إلى المراجعة تصبح شاملة. واذا بالشاعر الكبير يبدو ايضا حكيما كبيرا ككل الشعراء الكبار. رحم الله محمود درويش الذي لم يطرده العدو من ارضه فحسب، بل بقي يطارد قصائده قصيدة قصيدة وشعره، بيتا بيتا. محمود درويش نحبك رغم الفراق مثلنا مثل الملايين من أبناء شعبك وامتك واحرار العالم.