بأقلامهم >بأقلامهم
توليد الكهرباء من مياه نهر الليطاني
لينا وهب
على المحمل الحسن ممكن القول أن أحد أسباب ما يعيشه لبنان اليوم من أزمة في الطاقة والكهرباء هو سوء الإدارة أكثر منه الفساد الذي لا يمكن نكران وجوده هو الآخر. ولا يحتاج الأمر لكثير من البحث للإشارة للإخفاقات ومكامن الضعف، فهي واضحة للعيان.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، نهر الليطاني يعدّ من أكبر وأهم مصادر الثروة المائية في لبنان، ويمكن الاستفادة منه في أكثر من نطاق كري الأراضي الزراعية، الاستخدام المنزلي، الاستثمار السياحي، الاستثمار الصناعي، توليد الطاقة الكهربائيةعبر توسيع عملية إنشاء السدود (الطاقة الكهرومائية) ، وفي مجالات أخرى كثيرة تحرك عجلة الاقتصاد تصاعديًا بشكل سريع.
فكما هو معلوم للجميع إن المياه عصب الحياة، وقد ورد في القرآن الكريم مصداق ذلك في الآية الكريمة "وجعلنا من الماء كل شيء حي". فحيث يوجد مياه يوجد المادة الأولية التي يحيا بها الإنسان ويزدهر ما إن ترافق ذلك مع حسن الإدارة والترشيد والاستثمار لهذه الهبة الربانية.
وفي هذا السياق لا بدّ من الإشارة إلى أهمية نهر الليطاني كطاقة متجددة في توليد الطاقة الكهرومائية التي لا غنى لنا عنها في يومنا هذا لتوفير الكهرباء على مدار الساعة، لما يرتبط ذلك بدورة الحياة الاقتصادية من تشغيل محطات لتوزيع المياه وري الأراضي الزراعية، وتشغيل المعدات في المصانع للإنتاج الصناعي، وتسهيل عمل المنتجعات والمراكز السياحية الممتدة على طول المساحة التي يمر بها نهر الليطاني؛ وبالتالي فإنه من الجيّد إعادة إحياء مشروع الليطاني والعمل على رفع التعديات عن النهر و عن أملاك مؤسسة الليطاني ليصار توسيع مشاريع السدود وتوليد الطاقة الكهرومائية. بالمحصلة لا شك بأن هذا أبرز ما ينتظره الشعب بإيجابية من وزير الطاقة وليد فياض في الحكومة الجديدة، ولا ريب بأنه لعملٌ عظيم إذا ما تم الإقدام عليه وهو ذا أهمية فائقة يستحق إعطائه الأولوية على جدول أعمال وزارة الطاقة.
وفي هذا الإطار، يمكن الرجوع إلى دراسة (مخطط مشروع الليطاني) لإبراهيم عبد العال التي أعدت سابقاً بهذا الخصوص، حول الاستفادة من نهر الليطاني كمصدر مهم للطاقة، والعودة لجميع الدراسات والأوراق البحثية والحلقات النقاشية ووقائع المؤتمرات ورسائل الماجستير التي تناولت استثمار الليطاني ومنها رسالة الماجستير للأستاذة رويدا الريحاوي والتي يستخلص منها أهمية حماية الليطاني من التلوث لتحقيق الاستفادة القصوى منه واستثماره ولا سيما من المنظور المجتمعي.