عيد .. بأجمل حال عدت إلينا يا عيد
فعين الحلوة ..حلوة وتآلف وفرح مديد
بيت من الشعر يعبر ويختصر العبارات الكثيرة التي عبر بها كل من يسكن في مخيم عين الحلوة.
في مشهد لم يعتد عليه مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ فترة وجوده من بعد قسوة التهجير.
تحول المخيم إلى ساحة لا تخلو كل زاوية منه إلا وتفوح منها رائحة الفرح وتظهر منها بسمة الحياة التي ارتسمت على وجوه أبنائه من أطفال ورجال ونساء وشيوخ ، بعد أن أقيم كرنفال على طول الشارع الفوقاني للمخيم والذي شارك فيه كافة شرائح المجتمع ومكوناته دون استثناء.
فابختصار هذا مخيم عين الحلوة ، حيث الحياة الجميلة والأجواء الرائعة وسكانه الطيبون ، حيث جمال الروح التي يتحلى بها ناسه ، الذين لم يطلبوا سوى العيش في حياة بسيطة تملأها بهجة وفرح لا يعكر صفوها أية نزاع.
انتشرت الأراجيح والألعاب البهلوانية وأحواض السباحة ووزعت الحلوى والهدايا والمشروبات في الطريق وعمت الفرحة العارمة ، التي كانت بمثابة يوم تاريخي تمناه الناس لو يحصل كل يوم.
ارتفعت اغاني الفرح والعيد ، ولعب الصغار والكبار وتراشقوا بالمياه معا واندمجت الاحياء ببعضها وحلقت حمامة السلام فوق الجميع .
كانت الفرحة ترتسم على وجوه الناس وتدخل قلبهم بلا استئذان من شدة جمال وروعة الأجواء التي حظي بها المخيم بسبب وجود أناس يخافون عليه مثل خوفهم على أرواحهم ، فهم مشكورون على جهدهم المبارك دون استثناء  وعلى مبادرتهم وعملهم الدؤوب ، وعلى فكرتهم التي كرست هذا الواقع المفقود والذي لا يقدر شكرهم وتكريمهم بأية ثمن.
حقا هو مشهد أنار قلوب الكثير من الناس وايقظها ، وجعل من المتخاصمين أن يراجعو ويعيدوا حسابتهم لينظروا لما فيه مصلحة للمخيم واهله ، وعلمو أن الأمن والأمان هو المفهوم الذي لا بد ان يسود في مخيمنا رغم الظروف الصعبة والتحديات.
فهنيئا للمخيم وهنيئا لأهله على هؤلاء الجنود الذين يحملون هم القضية وهم الناس ومصلحتها ، ويواجهون كل ما هو يريد قتل أحلامنا وآمالنا .