لبنانيات >صيداويات
"لا تبكي يا عيوني، لا تبكي يا بابا".. وكانت الفاجعة التي ضربت لبنان، فقَدَ زوجته وإبنته!
"لا تبكي يا عيوني، لا تبكي يا بابا".. وكانت الفاجعة التي ضربت لبنان، فقَدَ زوجته وإبنته! ‎الخميس 15 09 2016 13:18
"لا تبكي يا عيوني، لا تبكي يا بابا".. وكانت الفاجعة التي ضربت لبنان، فقَدَ زوجته وإبنته!


"لا تبكي يا عيوني، لا تبكي يا بابا، أنا بحبك"، بهذه الكلمات استقبلت إسراء والدها عبد الرزاق ياسين العائد من مستشفى لبيب الطبي في صيدا، مفجوعاً بفقدان زوجته راغدة الميس (1980) وابنته هدى ذات الثلاثة عشر ربيعاً.
 
تروي الطفلة إسراء ما جرى معهم في إجازة العيد في صيدا: "عندما كنا في المركب متجهين إلى الجزيرة، أنا وماما وبابا ومحمد وهدى وهديل، كان الموجودون كلهم جالسين إلا واحداً. وبعدما تنزهنا على الجزيرة، صعدنا إلى المركب، وفجأة صرنا كتير كتار، 62 شخصاً. البعض اعترض، فرد ربان المركب: أحسن ما إرجع 3 نقلات. يتسع لكم جميعاً. لا تخافوا".
 
لم يكن استكمال الحديث عن تفاصيل الفاجعة أمراً سهلاً على الموجودين في منزل الأسرة المفجوعة، لكن سمير ياسين، شقيق عبد الرزاق يتابع رواية ما جرى: "حين أصبح القارب بين الجزيرة والشاطئ بدأت المياه تغمر القارب أكثر فأكثر، حتى بدأ الناس الصراخ في وجه صاحب المركب ومطالبته بإيجاد حل قبل أن يغرقوا جميعاً. حاول الإسراع فانقلب القارب فوراً".
 
أضاف: "من يعرف السباحة نجا بروحه وحالف الحظ البعض ممن وجدوا من ينقذهم ممن كان في المكان حيذاك. أما زوجة أخي وهدى فغرقتا وبقيتا في المياه نحو أربعين دقيقة. ولا أدري لأي سبب تأخر الدفاع المدني والصليب الأحمر كل هذا الوقت للحضور إلى المكان".
 
نحيب الأخت الصغرى للفقيدة راغدة الميس يجعل الكلمات تخرج منها متقطعة: "كانت رفيقتي وجارتي وكل شي، مرحة ورأياً مسموعاً". وتستذكر تفاصيل عيد ميلادها السادس والثلاثين، تقول: "في 6 أيلول فرحنا فيها بيننا".
 
وفي الأثناء تقبع هديل الأخت التوأم لهدى، في العناية المشددة وتستلزم حالها الطبية مراقبة حثيثة خلال الأيام المقبلة، وفق ما علمنا من أفراد الأسرة.
 
العائلة المفجوعة قررت أن لا تقيم أي دعوى قضائية ضد صاحب المركب لكنها كررت على لسان أحد الأقارب: "لا نرى مسؤولاً عما حدث أكثر من الإهمال". وتمنوا ألا تتكرر هذه الفاجعة، مطالبين المسؤولين بوضع إجراءات أمان لهذه المراكب كي لا يموت في البحر من أراد أن يزوره ويفرح فيه.