عام >عام
"غبار ومياه ملوثة.. خطر من نوع آخر يهدد المنكوبين في مناطق الزلزال
"غبار ومياه ملوثة.. خطر من نوع آخر يهدد المنكوبين في مناطق الزلزال ‎الاثنين 20 02 2023 17:17
"غبار ومياه ملوثة.. خطر من نوع آخر يهدد المنكوبين في مناطق الزلزال

جنوبيات

بعد الدمار الهائل الذي خلفه زلزال تركيا وسوريا، تسود مخاوف من انتشار أمراض معدية وتنفسية وجراثيم، في المناطق المنكوبة، وخصوصا في المخيمات المكتظة، والتي ربما تنتشر خارجها أيضا جراء دخول الفرق الإنسانية.

وسبق أن صرح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، السبت، أنه على رغم الزيادة في حالات المرض المرتبطة بالمعدة والجهاز التنفسي العلوي إلا أن الأعداد لا تشكل تهديدا خطيرا على الصحة العامة، مضيفا أنه اتخذت إجراءات لمراقبة الأمراض المحتملة والوقاية منها.

وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي في إقليم هاتاي: "أولويتنا الآن هي التعامل مع الحالات التي يمكن أن تهدد الصحة العامة والوقاية من الأمراض المعدية"، حسب رويترز.

وفي حين حذرت منظمات صحية في تركيا من إمكانية انتشار الأوبئة في كهرمان مرعش التي ضربها الزلزال، وذلك جراء وجود عشرات الآلاف من الأشخاص في المخيمات التي تغيب عنها الكهرباء وإجراءات النظافة اللازمة والمياه الصحية، ما يزيد من احتمالية انتشار الأمراض والأوبئة كالكوليرا والأمراض التنفسية.

وعبرت منظمات إنسانية عن قلقها من انتشار وباء الكوليرا الذي ظهر مؤخرا في سوريا، وفقا لفرانس برس.

وضمن الإطار، تشير رئيسة الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية مادونا مطر في حديث لموقع "الحرة" إلى أنه "بالأساس هناك انتشار للكوليرا ليأتي هذا الدمار كي يزيد المأساة"، مؤكدة أنه من المهم في هذه المناطق هو الانتباه للمياه، ومن مصدرها، ومن نظافة الطعام وكل ما له علاقة بالجراثيم التي تتسبب بالإسهال والحرارة، أكان الكوليرا أو التيفوئيد".

وتشدد مطر على أن "الأمراض التنفسية تنتشر، خصوصا في ظل الاكتظاظ بالمخيمات، وبعد ما حصل من دمار، إضافة إلى ما تسببه هبوط المنازل من غبار، فالهواء الملوث يسبب الفطر والحساسية والأمراض التنفسية".

وتلفت إلى أنه "هذا فضلا عن أن الناس تهجرت، والآن باتت تعيش في مخيمات مكتظة، فالفيروسات تصبح قابلة للانتقال بسرعة والتفشي".

وتعرضت آلاف المباني للتدمير كليا وجزئيا نتيجة الزلزال، فيما تضررت البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي في المناطق المنكوبة، وهو ما يزيد من خطر انتشار الأوبئة والأمراض المعدية مثل الكوليرا.

وحسب تقرير سابق لفرانس برس، فإن القطاع الطبي التركي يعتبر من الأكثر تضررا بسبب اعتماده على الواردات مع انهيار العملة الوطنية.

وأصبحت مجموعة كاملة من الأدوية المخصصة لعلاج أمراض مثل السكري والسرطان أو حتى نزلات البرد غير متوفرة في 27 ألف صيدلية في تركيا. وفقدت الليرة التركية أكثر من نصف قيمتها منذ بداية العام أمام الدولار. بل تراجعت بشكل حاد منذ إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان "حرب الاستقلال الاقتصادي".

وسبق أن قال وزير البيئة التركي، مراد كوروم، أن أكثر من 84 ألف مبنى انهارت أو يتعين هدمها بسرعة أو تضرّرت بشدة في الزلزال. وفي أنطاكية التي تشكل ملتقى حضارات عدة وتعد واحدة من المناطق الأكثر تضرراً بالزلزال. وشهدت المدينة زلازل عدة - زلزال واحد كل نحو مئة عام - وإعادة بنائها ليست أمرا غريبا، حسب فرانس برس.

المصدر : وكالات