بأقلامهم >بأقلامهم
"العطاء العربي" و"القضاء الاسرائيلي"
"العطاء العربي" و"القضاء الاسرائيلي" ‎الثلاثاء 11 04 2023 17:46 غازي العريضي
"العطاء العربي" و"القضاء الاسرائيلي"

جنوبيات

 

الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ستكون أكثر صعوبة وقساوة بين المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى وفي سائر المناطق الفلسطينية ، والإرهابيين الاسرائيليين المصرّين على اقتحام الأقصى، ومنع المسلمين من الصلاة، والاستمرار في مشروع التوسّع وبناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين. ولا يصدق أحد هذا المنافق نتانياهو الذي يدّعي أنه يسعى الى تهدئة الأمور ولا يريد تغيير الواقع القائم في الأماكن المقدسة في القدس تجاوباً مع طلبات دولية وعربية ، فهو بتاريخه المعروف عنصري ، يكره الفلسطينيين ، وما جمعه بحلفائه الجدد مبني على أسس الحقد والكراهية وهذا ما دفعه الى الالتزام أمامهم بتسليمهم وزارات حساسة وبإنشاء "الحرس القومي" تحت سلطة الإرهابي بن غفير الذي قال منذ أيام : " يجب اقتحام الأقصى فهو ليس للعرب فقط .إنه المكان الأهم لاسرائيل. إنه المكان الأهم لنا في التاريخ ولن نتنازل عنه". ودخل الى ساحات المسجد الأقصى ليحمي المستوطنين الذين عملوا على طرد المصلين والمعتكفين ويريد تسليم قيادة "الحرس القومي" الى قائد وحدة المظليين السابق في جيش الإرهاب أفينوعام إيمونة الذي طلب الى جنوده "قتل الفلسطينيين الفئران وشرب دمائهم حتى وهم هاربون . استمتعوا بذلك ". وعاقب كل من لم يقم بتنفيذ هذه الدعوة !! 

ويأتي عضو الكنيست السابق يهودا غليك ليشارك في الاقتحامات ومواجهة الفلسطينيين الذين خاضوا معارك عنيفة في جنين مع المستوطنين، وأعلنت "عرين الأسود" وقوع قوات الاحتلال في كمين محكم في مدينة نابلس. والأمور ذاهبة الى مزيد من العنف والتعقيد بسبب السياسة الاسرائيلية، رغم التحذيرات الداخلية والدولية من انعكاس ذلك على اسرائيل وأمنها واستقرارها ووحدة أبنائها. 
صحيفة  هآرتس" اعتبرت أن "حكومة نتانياهو تقود اسرائيل الى فوضى لم نشهد لها مثيلاً منذ سنين. بعد الفوضى القضائية، حان الآن وقت الفوضى الأمنية. ما قامت به قوات الاحتلال داخل المسجد الأقصى وصمة عار للحكومة واسرائيل". 

أفيغدور ليبرمان وزير "الدفاع" السابق قال: "خلال ثلاثة أشهر جرّ نتانياهو دولة اسرائيل الى وضع مستحيل. لم نكن يوماُ منهارين في الداخل ومعزولين عن الخارج كما نحن الآن" !! 

رئيس الاستخبارات  أمان أهارون حليفا أطلق موقفاً جاء فيه:

أصداء الخلافات الداخلية وصلت الى  "أمان" والى عتبة دورة الضباط . كثرة التهديدات والساحات تفرض علينا الحفاظ على التكتل داخل الجيش. هذه مسألة حيوية. هكذا فقط يستطيع الجيش الحفاظ على منعته ومواصلة تحقيق غايته كقوة لحماية دولة اسرائيل. المتغيرات التي تشهدها بيئاتنا الداخلية والخارجية مرصودة من قبل أعدائنا والخلافات بيننا وبين أميركا سبب إضافي للتراجع الذي أصاب الوضع الاستراتيجي". 


"التصدعات العميقة التي تتطور داخل المجتمع الاسرائيلي حول صورة الدولة وطابعها تشكل طلقة تشجيع لأعدائها". هذا ما قاله رونين بار رئيس الشاباك ( الأمن العام ).
أما عنوان صحيفة  "اسرائيل اليوم" فكان: "الاستخبارات تحذّر : الردع يتآكل". 
والى جانب ذلك فإن التحذيرات من الإنعكاسات السلبية للواقع الحالي على الوضع الاقتصادي المالي في اسرائيل جاءت من المصرف المركزي: في حال استمرت الأزمة وسارت نحو أسوأ الافتراضات فإن الأوضاع الاقتصادية ستتأثر سلباً ويمكن أن تكون كلفة الضرر نحو 13.5 مليار دولار. الأزمة سوف تصيب مناخ الأعمال بما في ذلك الصادرات والاستثمارات وستقلل من ثقة اللاعب الاقتصادي سواء أكان مستثمراً أو مستهلكاً" !! 

وفي موازاة هذه المواقف الداخلية، صدرت مواقف عربية تدين انتهاكات المستوطنين والجيش في الأقصى وتحذّر من مخاطرها ، وأرسلت دول عربية  "ابراهيمية" رسائل مباشرة الى نتانياهو تحذّره من الاستمرار في هذه السياسة وتنبّه الى أنها ستؤثر على العلاقات بينها وبين اسرائيل ، وأن الغضب الشعبي يرتفع والضغوطات على الحكومات تزداد وتنصحه بوقف كل ما يجري . مؤسف أن تأتي هذه المواقف تحت ضغط الإرهابيين وصمود الفلسطينيين لأنها يجب أن تكون منطلقة أساساً من معرفة طبيعة دولة الإغتصاب والإرهاب. لكنها إقرار بأن "العطاء العربي "المفتوح ودون حساب في ظل محاولات القضاء الاسرائيلي المفضوح على كل شيئ في فلسطين كان خطوة في غير مكانها ومع ذلك ينبغي الاستفادة من هذه التطورات في الداخل الاسرائيلي وفي الخارج لتثبيت حقوق الفلسطينيين على أرضهم وتعزيز موقعهم في معركة الدفاع عنها. وسنبقى نقول ونؤكد ونكرّر: عنصر القوة الأساس الوحدة الوطنية والمشروع السياسي الجامع والتمسّك العربي بالمضمون الأساس للمبادرة العربية: "عند قيام دولة فلسطينية مستقلة وانسحاب اسرائيل من الأراضي المحتلة عام 67 يمكن إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل"..

المصدر : جنوبيات