لبنانيات >صيداويات
الشيخ ماهر حمود: مأساتنا ليست في حلب
الشيخ ماهر حمود: مأساتنا ليست في حلب ‎الجمعة 16 12 2016 22:11
الشيخ ماهر حمود: مأساتنا ليست في حلب

جنوبيات

بالتأكيد ان الذي يحصل في حلب هو مأساة حقيقية، ولكن ليس كما نسمع في كثير من الاعلام وليس كما ترتفع الاصوات من هنا وهنالك يتحدثون عن مجازر وقتل جماعي واغتصاب وأبشع ما يحصل للبشرية.

مأساتنا في حلب ان كثيرا من النخب السياسية والدينية والثقافية يرفضون القراءة المتوازنة للأمور، ويعتمدون في موقفهم على موقف مسبق مبني على افتراضات وتحاليل سياسية هي بدورها مبنية على اخطاء بل على اوهام لا تمت للواقع بصلة.
تحررت حلب وعادت الى حضن الوطن واندحر الارهابيون القتلة، وفشلت المؤامرات الكبرى: وعلى رأسها تقسيم سوريا، كما سقط اي مشروع استسلام مع الصهاينة، كما انكشف زيف الشعارات التي ألبست زورا ثوب الاسلام: لماذا يرفضون ان يروا الامر من هذه الزاوية؟.
ولا نسمع إلا الحديث عن المجازر التي لا يجدون لها دليلا إلا من بعض وسائل الاعلام المنحازة ومن خلال صور مفبركة وكاذبة وليست من سوريا، أزهقت الكثير من الارواح وحصل الكثير من الدمار ولكن المؤامرة سقطت... لقد كان المطلوب ان يتولى الحكم في سوريا او في بعض مناطقها داعش او النصرة او اي فصيل من فصائل المسلحين المتناحرين اصلا... كان هذا هو المطلوب؟ فلماذا ارتفعت الاصوات بهذا الشكل بعد اندحار المؤامرة وتحرير حلب؟.
اليس لنا الحق ان نصرخ بأعلى الصوت فأين تذهبون؟ الى اين؟ ... ما المطلوب؟ اليس لنا الحق ان نوجه الاتهام الى كثير من الذين انساقوا في هذه المعمعة، انهم لا يقرأون القراءة الصحيحة او انهم ينساقون وراء حماسة تمليها عصبية مرفوضة شرعا بكل المقاييس.
مما لا شك فيه ان المؤامرة الاسرائيلية مستمرة، حيث قرأنا في كلام بن غوريون مؤسس الكيان الصهيوني ان اسرائيل لن تنعم بالأمان إلا بان تفكك الدول الثلاث الكبرى حولها: مصر وسوريا والعراق، العراق اليوم ضعيف كذكلك سوريا انشغلت بآلامها ست سنوات كاملة، ولكنها لن تتفكك ولن تضعف ستعود بإذن الله للدور الرائد الذي مارسته: دعم المقاومة بكل السبل الممكنة وعرقلة مشاريع السلام الاميركية الاسرائيلية ريثما تستيقظ الامة الغافلة.
مأساتنا اليوم في حلب ليس فقط في دمارها والضحايا التي سقطت والجهود الهائلة التي بذلت لدحر المؤامرة الكبرى.. مأساتنا ان المؤامرة سيطرت على عقول الكثيرين من حيث يدرون او لا يدرون فوقفوا حائلا دون ان تشعر الامة بالسرور والفخر الذي يتوجه انتصار حلب على اعدائها وعلى المؤامرة، واستبدلوا ذلك بالتباكي على امور لم تحصل إلا في مخيلتهم.
المؤامرة على سوريا، حرب عالمية اشتركت فيها دول عظمى وانفق عليها مليارات الدولارات، وكل دمار حصل يتحمل مسؤوليته الذين شاركوا في هذه المؤامرة، وانتصار حلب انتصار تاريخي ينبغي لكل المخلصين والشرفاء ان يحتفلوا به وان يفخروا انه لا يزال في الامة من يستطيع ان يهزم المؤامرات العالمية ... ولا حول ولا قوة إلا بالله.