لبنانيات >أخبار لبنانية
"الأمس، واليوم، والغد"
"الأمس، واليوم، والغد" ‎الأربعاء 21 06 2023 07:53
"الأمس، واليوم، والغد"

جنوبيات

لن يتمكّنَ المرء مِن القيام بعمله لتحقيق الذّات، وبذل التضحيات، ومواجهة التحدّيات، وتذليل العقبات، وإنجاز المهمّات، ما لم يمتلك الأملَ الدّائم لتعويض ما فات. 

سيأتي يومٌ وتعرف أنّ همّك الدّائم لم يكُنْ مُبرَّرًا، وأنّك كنتَ قلقًا أكثر ممّا ينبغي، وستُدرك حينها أنّ الله عزّ وجلّ قد دبّر كلّ شيء بأحسن ممّا كنتَ تتمنّى، وستعلم معنى قوله تعالى:
 "فقدَرْنا فنعم القادرون".
فلو أنّ السّباق إلى الله باﻷقدام، وفي شدّة الزحام، وفي خضمّ هول الأيّام، لتصدّر خفيف البدن، شديد التحمّل، لكنّ السّباق إلى الله بالقلوب، على النّحو المطلوب.
فهنيئًا لمن أتى الله بقلب سليم.
 هناك أناس يعيشون معنا في الأرض
وأملاكهم في السّماء عظيمة، قصورهم تُبنى، وزروعهم تُسقى، وبساتينهم تُغرس. 
فالأمس عبرة، واليوم خبرة، وغدًا تصحيح خطوة في مسار الحياة على مدار الأيّام. وهذه حال الدنيا، نعيش ونتعلّم، نكتئب ونتألّم، ونصحو ولات ساعة مندم. 
وباختصار لفحوى الحوار يتبيّن لنا بصورة جليّة، وبمحاكاة سّنيّة، "ان الأمس للاعتبار، واليوم للاختبار، والغد لتصحيح المسار".
فالحمد لله الذي أذهب الظّلمات بقدرته، وجاء بالأنوار برحمته، وكسانا حلل السّعادة بنعمته، وأبعد عنّا غضبه ونقمته. 
اللهمّ انظر إلينا نظرة رضى تهدينا بها إلى سواء السّبيل، واغفر لنا ذنوبنا فليس عليك بمستحيل، وردّنا إليك الردّ الجميل. 
نسألك يا الله أن تنزل علينا سحائب كرمك فلا تترك لنا همًّا ولا غمًّا ولا كربًا. وأنعِم علينا من خزائن رحمتك بجودك ومنّك وعطائك اللامتناهي. 
جعلنا الله وإيّاكم من الشاكرين الحامدين، وغسل قلوبنا بماء اليقين. وعافانا من كلّ تعب ووجع وأنين. ورزقنا رضاه إلى يوم الدين. 
آمين يا ربّ العالمين.

المصدر : جنوبيات