اعتبر مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي، الدكتور بهاء أبو كرّوم، فيما يتعلّق بالعلاقات اللبنانية - الفلسطينية أنّ، "عمر الوجود الفلسطيني في لبنان يقارب عمر الدولة اللبنانية، إذ بدأ بعد عدة سنوات من الاستقلال ويناهز اليوم أكثر من 75 عاماً. لذلك فإنّ التعاطي مع هذا الأمر هو مسألة داخلية يومية تستوجب المتابعة السياسية الدائمة ولا يمكن القفز من فوقها، أو اعتبارها مسألة خارجية."

كلام أبو كرّوم جاء خلال لقاءٍ عُقد في مبنى جريدة "السفير" لفعاليات الذكرى الـ41 لمجازر صبرا وشاتيلا والتي تحييها مؤسّسة "كي لا ننسى صبرا وشاتيلا" بمشاركة وفود أوروبية، حيث عرض  للدور الذي لعبته الحركة الوطنية بقيادة المعلم الشهيد كمال جنبلاط في حماية حق الفلسطينيين في النضال من أجل التوصّل إلى تسوية عادلة لقضيتهم، معتبراً أنّ "هذه الحركة شكّلت الحاضنة الشعبية والوطنية الأهم للثورة الفلسطينية".

وقال أبو كرّوم إنّ الحزب التقدمي الإشتراكي يحمل وصيّتين بما يتعلق بالتزامه بالقضية الفلسطينية: الأولى وصيّة المعلّم كمال جنبلاط بدعم القضية الفلسطينية والتضحية لأجلها، وهو شهيد فلسطين ولبنان. والثانية عندما أوصى الزعيم ياسر عرفات وليد جنبلاط بحماية اللّاجئين الفلسطينيين قبل خروجه من بيروت عام 1982. وبالتالي فإنّ الحزب يسير وفق هذه القناعات التي تتعلق بممارسته السياسية، ومتابعته للملف الفلسطيني.

واعتبر أبو كروم أنّ هناك استهدافاً واضحَ المعالم للمخيّمات في لبنان. إنّ فكرة وجود المخيّم تؤرق الكثيرين في الداخل وفي الخارج. ومنذ القضاء على مخيّم تل الزعتر، إلى مجزرة صبرا وشاتيلا، إلى حروب السيطرة على القرار الفلسطيني وصولاً إلى نهر البارد وعين الحلوة، فإنّ المؤامرة واحدة ومستمرة تستهدف ضرب قضية اللّاجئين بهدف إسقاط حق العودة.

وحول الأحداث الأخيرة في عين الحلوة، اعتبر أبو كرّوم أنّ "غياب الحوار الحقيقي بين الأطراف السياسية اللبنانية والفلسطينيين يشكّل أرضيةً مناسِبة لوقوع هذا النوع من الأحداث، وأنّ هناك من يريد شيطنة السلاح الفلسطيني بأي كلفة خدمةً لأجندات خارجية.
لكن كما واجهنا هذه المشاريع في السابق سنواجهها اليوم، ولن نسمح لأيٍ كان بأن يفرّط بما تحقّق في إطار العلاقة التي يحكمها التفاهم والحوار مع الأخوة الفلسطينيين".

وختم أبو كروم قائلاً: "نحن مع إدارةٍ جديدة لملف العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين تحكمه الأولويات الوطنية والتفاهمات الداخلية ومصلحة لبنان والفلسطينيين، ولا تحكمه الأجندات الخارجية، أو الإيحاءات والبرامج المشبوهة".