لبنانيات >أخبار لبنانية
السمّاك حاضر في ندوة لـ"ملتقى بيروت" حول العلاقات الإسلامية - المسيحية في عالم متغيِّر
السمّاك حاضر في ندوة لـ"ملتقى بيروت" حول العلاقات الإسلامية - المسيحية في عالم متغيِّر ‎الخميس 5 10 2023 07:33
السمّاك حاضر في ندوة لـ"ملتقى بيروت" حول العلاقات الإسلامية - المسيحية في عالم متغيِّر

جنوبيات

عقد ملتقى بيروت ندوة بعنوان "العلاقات الإسلامية - المسيحية في عالم متغيّر"، تحدّث فيها الدكتور محمد السمّاك، وحضرها ممثّل مفتي الجمهورية اللبنانية القاضي الشيخ خلدون عريمط، النائبان فؤاد مخزومي وفيصل الصايغ، الوزير السابق حسن السبع، المدير العام لوزارة المهجرين المهندس أحمد محمود، القاضي ميسم النويري، صلاح سلام، الدكتور موفق اليافي، سمير حمود، المحامي صائب مطرجي، الشيخ بلال الملّا، المهندس محمد سعيد فتحة، الدكتور غالب محمصاني وشخصيات سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية ووجوه بيروتية.

استهلت الندوة بكلمة لرئيس الملتقى الدكتور فوزي زيدان، رحّب فيها بالمحاضر والحاضرين، وقال: "العلاقات الإسلامية - المسيحية موضوع شائك ومعقّد، كانت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين تسودها الالفة والتبادل الإنساني والحضاري في أحيان، والعداوات في أحيان أخرى. ويعتبر البعض أنّ المواجهة بين الإسلام والمسيحية هي مواجهة سياسيّة - حضارية بين الشرق والغرب تعود إلى بدايات نشوء الدولة الإسلامية، وأنها جزء من الصراع التاريخي، فالمسلمون يعدّون أنفسهم شرقيين، ورثة امبراطوريات عظيمة وأديان وحضارات كانت في حروب مع المسيحيين الذين عدّوهم غربيون، باعتبارهم ورثة الأوروبيين أصحاب الحملات الصليبية".

وقال: "يشهد التاريخ أنّ المسيحيين أدّوا دوراً بارزاً وريادياً في تطوير معالم الحضارة الإسلامية والشرقية، وكانوا يشكّلون، في عهود الدولة الإسلامية عماد النخبة المثقّفة والثريّة والأكثر تعليماً، وكانت لهم أدوار مميّزة في تطوير العلم والتعليم واللغة والحياة الثقافية والاقتصادية، وقادوا في القرن التاسع عشر النهضة العربية بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية. في المقابل، ساهم المسلمون في أوروبا المسيحية في العصور الوسطى مساهمات متعددة، فنهلت من حضارتهم المعرفة، وأثّروا على مجالات مختلفة كالفن والعمارة والطب والصيدلة والزراعة والموسيقى".

وتابع: "وفي الشرق، ساهم المسيحيون العرب في شكل كبير في حركة النهضة العربية، من فتح المدارس والجامعات وإحياء اللغة العربية وإصدار الصحف وتأسيس الجمعيات والأحزاب السياسية العربية. كما كان لهم دور طليعي في تحديث المجتمعات وعصرنتها والانفتاح على الغرب والتفاعل مع ثقافته وتحديث الطباعة والنشر".

وأضاف زيدان: "كان المسلمون في القرون الماضية يعيشون في الشرقين الأوسط والأدنى، أما اليوم فإنهم منتشرون في أرجاء العالم نتيجة الهجرة الأمنية والاقتصادية، وكذلك الحال بالنسبة للمسيحيين الذي كان يعيش معظمهم في أوروبا والولايات المتحدة وأصبح أكثر من ثلث عددهم يعيش اليوم في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية بفعل التبشير".

 وختم قائلاً: "إنّ حركة التداخل المتواصلة والمستمرة بين مختلف أنحاء العالم، تدعو أهل الديانتين الإسلامية والمسيحية، من أجل تحسين أسس التعايش المشترك وبناء جسور التعاون بينهم، إلى المزيد من التفاهم على قاعدة الاحترام المتبادل والتفاهم المشترك والتخلص من شعور الخوف من معتقدات الآخر".

السمّاك

ثمّ قدم الدكتور السمّاك مداخلته، فقال: "العلاقة بين أتباع الديانات هي علاقة بين ثابت ومتغيّر، والثابت هو الدين المطلق المعرفة والمقدّس، ولكن الفهم الإنساني للنصّ المقدّس هو فهم متغيّر بتغيّر الظروف والأحوال، فالفهم الإنساني للنصّ المقدّس يجب أن يتغيّر ويتطوّر مع تغيّر الزمان وتقدّمه".

اضاف: "المسلمون ليسوا العرب فقط، فهم أقلية نسبة للمسلمين في العالم، وكذلك المسيحيون العرب هم أقلية في العالم المسيحي. في القرن التاسع عشر، كان 85% من المسيحيين في أوروبا، ولم تعد على ما كانت عليه عندما فكّت ارتباطها بالدين، فثلث مسيحيي العالم موجودون اليوم في جنوب آسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية، ولم يعودوا فقط أولئك الأغنياء الأثرياء والمثقفين والنُخب".

وتابع: "عندما فكّت أوروبا ارتباطها بالدين، بفصل الدين عن الدولة، طلب البابا بولس الثاني من الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان أن يتضمّن دستور الاتحاد الأوروبي عبارة أنّ المسيحية تشكّل أساس الهوية الأوروبية، فأتاه الجواب بالرفض. وكذلك حاول البابا بنيديكتوس السادس عشر وكان الردّ بالرفض أيضاً، فباتت أوروبا ما بعد اعتمادها العلمانية ليس كما قبلها".

واشار السماك الى ان "الأونيسكو أصدرت وثيقة حول كيفية العلاقات بين المختلف واحترام الآخر، وفي الحقيقة نحن في الإسلام لسنا بحاجة لذلك، لأنّ الشريعة الإسلامية ومبادىْ الإسلام كرّمت الإنسان بالمطلق ليس على أساس من دين أو عرق أو ثقافة".

وتحدّث الدكتور السمّاك عن "وثيقة الأخوة الإنسانية التي أصدرها بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الشريف التي توجب على المسلمين والمسيحيين العمل معاً لما فيه مصلحة الإنسان، باعتبار أنّ الأديان السماويّة إنما أنزلت لصالح الإنسان في أمنه ورخائه وسعادته، وأتت ترجمتها عملياً بزيارة تضامنية قام بها البابا فرنسيس إلى بنغلادش للوقوف بوجه التصفية العنصرية التي تعرّض لها مسلمو الروهينغا في ميانمار".

وختم:"إننا ملتزمون بالثابت الديني، والمتغيّرات هي دائماً متغيّرة لأننا في عالم متغيّر، وعلينا مواكبة هذا التغيير بفهم مَرِن للثابت الديني".

المصدر : اللواء