بأقلامهم >بأقلامهم
لبنان و"طوفان الأقصى"... ماذا يقول عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر لـ"النهار العربي"؟
لبنان و"طوفان الأقصى"... ماذا يقول عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر لـ"النهار العربي"؟ ‎الأربعاء 11 10 2023 14:51 عامر شيباني
لبنان و"طوفان الأقصى"... ماذا يقول عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر لـ"النهار العربي"؟

جنوبيات

في زمان ومكان لا يخطران على بال "إسرائيل"، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة فجر السبت عملية "طوفان الأقصى"، فأربكت الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وسقط في أيامها الأولى أكثر من 1000 قتيل إسرائيلي. 
هذه العملية العسكرية كشفت هشاشة النظام الإسرائيلي وإخفاقات الأجهزة الأمنية، بما فيها المخابرات الداخلية "شين بيت" والمخابرات الخارجية "الموساد" والأجهزة الأخرى. 
تعليقاً على العملية العسكرية ومدى انعكاسها عل لبنان، قال عضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني هيثم زعيتر لـ"النهار العربي": "لا شك أنّ عملية "طوفان الأقصى" كانت مفاجئة بأسلوبها، خصوصاً أنّها أتت من قطاع غزة، وهي نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية والقمعية الهمجية، والذي لم يترك أي وسيلة إلا واستخدمها ضد أبناء شعبنا في فلسطين، اغتيالاً وقتالاً واعتقالاً وتهجيراً وتدنيساً للمقدسات الإسلامية والمسيحية، ومزيداً من الاستيطان والقوانين الجائرة والتهرّب من تنفيذ القرارات الدولية". 
ورأى أن "ما جرى أمر طبيعي جراء ممارسة الاحتلال، خصوصاً مع حكومة بنيامين نتنياهو الأكثر تطرفاً وخضوعه  لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذين يتحكمان بمصير حكومة الاحتلال الهشة، وما قامت به "حماس" يُعتبر إنجازاً كبيراً للشعب الفلسطيني، يضاف إلى سلسلة الإنجازات التراكمية منذ انطلاق الثورة الفلسطينية، وتحويل قضية اللاجئين إلى قضية ثورة تطالب بتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي".

زيف ادعاءات الجيش الإسرائيلي

ولاحظ زعيتر أنّ "عملية "طوفان الأقصى" كشفت زيف ادعاءات الجيش الإسرائيلي، الذي يوهم بها الكثيرين بأنّ لديه كامل المعلومات الأمنية عن كل شي، وأثبتت الأيام أن الجيش الإسرائيلي تغيب عنه الكثير من المعلومات، وهذه العملية أثبتت الدقة في التخطيط والتنفيذ والتدريب وتحديد لحظة الصفر". 
وأضاف: "ربما وقع الجيش الإسرائيلي في فخ أنّه تدرب على مواجهة إمكانية أي عملية أمنية يمكن أن ينفذها "حزب الله" من جنوب لبنان لكنه لم يخطر على باله تنفيذ خطة من قطاع غزة، وكانت مفاجأة كبرى بكل المستويات داخل إسرائيل"، مذكّراً بأنّ عملاء "الموساد" الإسرائيلي أخفقوا مراراً في العديد من العمليات الأمنية، وإن نجحوا في قلة منها".
 وعند السادسة والنصف من صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر، أطلقت "كتائب القسام" رشقات صاروخية عبر منظومة "رجوم". فنفّذت تمهيدًا ناريًا سبق عبور المسلحين الفلسطينيين إلى مستوطنات غلاف غزة قبل أن تُطلق نحو 5000 صاروخ، وفقًا لبيان قائدها العام محمد الضيف. وسقط السبت فقط باعتراف المصادر الإسرائيلية أكثر من 1000 قتيل، وسط تقديرات بأنّ العدد سيصل إلى 1500 قتيل، مع أكثر من 2200 جريح، المئات منهم حالتهم خطرة. 

حكومة طوارئ

"طوفان الأقصى" دفعت نتنياهو إلى دعوة زعماء المعارضة إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية "فوراً"، ووافق قادة الائتلاف الحاكم على ذلك، في اليوم الرابع للمعارك.
وأوضح زعيتر أنّ "نتنياهو مضطر أن يشكّل حكومة طوارئ لأنّ حكومته الحالية ستدفع الثمن عمّا حصل في غزة، وهذه هزيمة كبيرة لم يتعود عليها الاحتلال منذ سنوات عدة، وإن كانت هناك  هزائم مُني بها الجيش الإسرائيلي، ولكن لم يكن أحد يتصور أنّ تلك الهزيمة ستأتي من قطاع غزة خصوصا بعد الهدوء الذي ساد القطاع. واعتقد البعض أنّ التقديمات الاقتصادية وبعض فتات المال سيؤديان إلى ركون أبناء شعبنا الذين اختاروا اللحظة المناسبة لتوجيه ضربة قاسية جداً للاحتلال الإسرائيلي، الذي أثبت فشل كل منظومته الأمنية والاستخباراتية والعسكرية وحتى السياسية، في معرفة ما يجري التخطيط له منذ فترة طويلة".
وتوقّع زعيتر أن "يُقدم الجيش الإسرائيلي على المزيد من المغامرات عبر تدمير الأبراج السكنية والمنازل والمساكن والاغتيالات وارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ولكن على "إسرائيل" أن تدرك أنّ العدد الكبير من الأسرى الإسرائيليين الذين غنمتهم "حماس" سيكونون موزعين في أماكن عدة في قطاع غزة، وكل قصف سيؤدي إلى مقتل عدد من هؤلاء الأسرى".
ووقع في الأسر خلال عملية "طوفان الأقصى" ما بين 100-150 أسيرًا وأسيرة من ضمنهم مجندات وجنود وضباط وقادة، ولا يزال المئات مفقودين.

انخراط "حزب الله"

وتتجّه الأنظار إلى جبهتي لبنان والجولان بعد مناوشات متفرقة ردّت فيها "إسرائيل" بقصف بلدات لبنانية حدودية وموقع مراقبة لـ"حزب الله" أدى إلى سقوط  ثلاثة قتلى من الحزب.
وأعلنت "سرايا القدس"، وهي الجناح العسكري لـ"حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، مسؤوليتها عن عملية تسلّل نفّذتها بعد ظهر الاثنين، وتحدثت في بيان مقتضب عن "إصابة 7 جنود إسرائيليين بينهم إصابة خطرة".
ورأى زعيتر أنّه "بعد تمادي الجيش الإسرائيلي بإجرامه وعملياته وارتكابه مزيداً من العدوان ضد قطاع غزة أتوقع أن تحصل حالات فردية أو من قبل تنظيمات فلسطينية بتنفيذ أعمال عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقاً من جنوب لبنان أو الجولان أو حتى في الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ العام 1948. وهذه لحظة يعتبرها الفلسطيني هامة جداً يجب أن يستثمرها، وإن كنا مع تنسيق أي موقف من لبنان مع القيادات اللبنانية المعنية بهذا الملف".

القضية الفلسطينية

ويتفق اللبنانيون باختلاف شرائحهم على حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم ويدعمون قضيتهم، إلاّ أن كل طرف في لبنان يدعم القضية الفلسطينية وفقاً لمصلحته أو مبادئه وبوسائل عدة، فقال زعيتر: "من الطبيعي أن تتأثر المخيمات الفلسطينية في لبنان بكل ما يجري في العالم العربي والإسلامي، فكيف الحال بالقضية الفلسطينية، وشاهدنا مسيرات الفرح والمباركات وتوزيع الحلوى بهذا الانتصار الكبير، والتحركات تجاوزت المخيمات، وأعادت المشاهد في كل المدن اللبنانية إلى الأذهان ما حصل في خمسينات وستينات القرن الماضي حين انطلقت التظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية".
ويُقّدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حوالى 463,664 نسمة وفق إحصاءات "الأونروا" للعام 2017، يعيشون في 12 مخيماً و156 تجمعاً فلسطينياً في لبنان.

https://www.annaharar.com/185515

المصدر : النهار