بأقلامهم >بأقلامهم
جيزيل خوري... فلسطين تجمعنا
جيزيل خوري... فلسطين تجمعنا ‎الاثنين 16 10 2023 14:14 معن بشور
جيزيل خوري... فلسطين تجمعنا

جنوبيات

هزّني كما هزّ كثيرون، نبأ رحيل الإعلامية الكبيرة جيزيل خوري التي لم أكن دائماً على اتفاق مع آرائها ومواقفها، لكني كنت ككثير من اللبنانيين والعرب معجباً أشدّ الإعجاب بأدائها الإعلامي الراقي وقدرتها المتميّزة وعلى مدى عقود، وعلى الحوار مع أهم الشخصيات السياسية والفكرية والثقافية والإبداعية في لبنان والوطن العربي.
لأنني من الذين يعتبرون فلسطين بوصلته، فأن علاقة جيزيل بفلسطين، كما علاقة زوجها الكاتب الكبير الراحل سمير قصير، تجعلني أشعر بحجم الخسارة التي منيت بها قضيتنا المركزية من خلال فقدان "أم مروان" اليوم، وسمير قصير بالأمس..
لقد جمعني برنامج "حوار العمر" الذي كانت تديره جيزيل مرتين أولهما عام 1997 حين استضافت الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بله في خلال احتفائنا به في المنتدى القومي العربي كضيف شرف في احتفالات المنتدى في ذكرى ثورة 23 يوليو للحديث عن دور تلك الثورة ودور قائدها جمال عبد الناصر في الانتصار لثورة الجزائر.
وفي المرة الثانية، حين استضافتني ليلة رحيل الرئيس حافظ الأسد في 10 حزيران 2000، وكان تعليقي الذي تحول في اليوم الثاني إلى مانشيت في جريدة "النهار" "مات ولم يوقع".
وفي المرتين كنت أشعر أن رحابة صدر جزيل الإعلامي والحواري لا تقل عن كفاءتها المهنية، وإن إدراكها بأهمية الانتماء العربي لا يقل أبداً عن حماستها الشديدة لوطنيتها اللبنانية، وكم كانت ترتاح لشعار منتدانا القومي العربي "لبنان حاجة عربية، والعروبة حاجة لبنانية".
ولقد شاءت الأقدار أيضاً، أن تغيب عنا جزيل فيما تودع الخيام المصور الصحفي الكبير عصام العبد الله الذي اغتالته يد الإرهاب الصهيوني، فيما كان يقوم بواجبه المهني في جنوب لبنان ليكون شهيد لبنان – الإعلام والحقيقة، وكلها قيم  عاشت من أجلها جزيل وودعت الدنيا وعيونها مشدودة إليها.
رحم الله جيزيل التي اختارت الأقدار رحيلها في أياماً عابقة بالأمل والألم، حيث "طوفان الأقصى" تفتح أبواب الأمل للأمّة، وحيث وحشية العدو الصهيوني، وضحايا عدوانه من أطفال ونساء وشيوخ ومدنيين تفتح في قلب الأمّة ووجدانها جراحاً من الصعب أن تندمل، ولكن يكفي أن جيزيل قد أغمضت عينها وهي ترى بعضاً من أرض القيامة والأقصى قد تحرر ولو لساعات على يد أبطال المقاومة.

المصدر : جنوبيات