فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
عين الحلوة مصدر رزقكم ورزقنا فحافظوا عليه وارحمونا
عين الحلوة مصدر رزقكم ورزقنا فحافظوا عليه وارحمونا ‎الخميس 12 01 2017 22:34
عين الحلوة مصدر رزقكم ورزقنا فحافظوا عليه وارحمونا

محمد حسون

في ظل ما يعيشه مخيم عين الحلوة من واقع مرير وظروف أمنية واجتماعية واقتصادية صعبة ، والذي لم يلتقط المخيم أنفاسه حتى الآن من بعد الإنتهاء من سباق الخيل المتزاحم ، والذي أسقط بعض الفرسان عن خيولهم ليمتطي آخرون.

فما زال الناس في المخيم في حالة من القلق الذي يقض مضجعهم طوال نهارهم ، ليبقى حديث الساعة بين كافة الفئات العمرية وبين مكونات المجتمع داخل المخيم دون استثناء عن استقرار الأوضاع الأمنية أو تدهورها في أي لحظة ، وما يرونه من تردي في الوضع الاقتصادي وغياب الثقة بين الناس والمرجعيات وفقدان الدور الفعلي للقيادة السياسية والأمنية وفرض الأمن ، خصوصا" منذ زمن بعيد لم  يسمعوا بمصالحات لأولياء الدم حصلت بين العائلات او بين الاحياء التي تزيل هذه الغمة عن المخيم وتبعث الأمل بين الناس.
مما يزيد الطين بلة على أهالي المخيم الأخبار المسمومة التي يشاهدونها على القنوات الإخبارية أو ما يقرأونه في الصحف اليومية ، ليظن الكثير أنفسهم يعيشون في العراق أو سوريا من هول ما يسمعون من تقارير أمنية تدخل المخيم حفرة عميقة لا يمكنه الخروج منها، وسط غياب للمرجعيات السياسية والأمنية المعنية من خلال التنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية للرد على هذه التقارير او حتى نفيها لإبعاد هذا الشبح المخيف الذي يحلق فوق سماء عين الحلوة ، الذين يحاولون للمخيم أن يرتدي قبعة تغطيه من رأسه حتى أخمص قدميه .
ففي كل مرة ينتكس عين الحلوة إما من الداخل نتيجة تدهور الوضع الأمني على اختلافاته أو من الخارج نتيجة الحرب الإعلامية الممنهجة أو المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية ، والتي يحاول الإعلام على تنوعه تضخيمها وتصوير المخيم على أنه بؤرة أمنية ليبقى المخيم في الصدارة الإعلامية وفي المواجهة مع الجوار لضرب العلاقة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني،  متناسين المعاناة التي يعيشها أهل المخيم والمخاطر المحدقة التي تنتظرهم ،  ولا يكلفوا خاطرهم حتى بتسليط الضوء على ما يعانيه اللاجئ الفلسطيني في لبنان.
فالمؤكد أن عين الحلوة أزماته وتصفية حساباته تندرج تحت عنوان المشروع الذي يسعى إلى إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد العراق وسوريا ، وهو رهينة يتم اللعب بمصيرها واستخدامها في قضية ملف مكافحة الإرهاب وتطورات الوضع الإقليمي والتسويات الحاصلة بين القوى الكبرى في المنطقة المشتعلة حولنا والتي يتأثر بها لبنان والتي تنعكس سلبا على المخيم.
ومع الأسف إن الإنقسام الفلسطيني أو حتى النزاع الحاصل على السلطة والذي لم ينته بعد ، فبالتأكيد ينعكس سلبا" على حياة اللاجئين في شتاتهم وينتج عنه أزمة حقيقة ومواجهة يدفع ثمنها اللاجئ الفلسطيني.
فاللاجئ الفلسطيني لا يسعى إلا تأمين لقمة عيشه ولحفظ كرامته لينعم بالأمن والأمان والذي أصبحت أكبر همه ، ولم يعد يفكر بقضيته فلسطين الذي تحاول التجاذبات السياسية والتطورات والخلافات الفصائلية أن تنسيه إياها.
رسالة يوجهها لاجئ إلى القيادة الفلسطينية دون استثناء عين الحلوة لا يطلب منكم سوى أن تحافظوا عليه وأن تبعدوا عنه شر بنادقكم لأنه هو مصدر رزقكم ورزقنا فارحمونا.