مقالات هيثم زعيتر >مقالات هيثم زعيتر
الحاج حبيب جويدي ... غَرَسَ محبّته في قلوب أبناء صيدا وكُلَّ مَنْ عرفه بالعطاء والعمل المُتميّز
الحاج حبيب جويدي ... غَرَسَ محبّته في قلوب أبناء صيدا وكُلَّ مَنْ عرفه بالعطاء والعمل المُتميّز ‎الأحد 26 11 2023 15:04 هيثم زعيتر
الحاج حبيب جويدي ... غَرَسَ محبّته في قلوب أبناء صيدا وكُلَّ مَنْ عرفه بالعطاء والعمل المُتميّز

جنوبيات

رحل الحاج حبيب أحمد جويدي عن عمر يُناهز الـ84 عاماً..
رحل صاحب القلب الطيب، الذي عَرِفتُه وعائلته عن كثبٍ، مُنذ عقودٍ عدّة، فهو يُمثّل نموذجاً لأبناء صيدا المُحبّين لأهلها، الساعين إلى فِعل الخير الدائم، فأصبح "رحمه الله" مقصداً للفقراء من أبناء المدينة والمُقيمين فيها والجوار، وصولاً إلى الجنوب، الذي وصلت علاقاته إلى مختلف قراه وبلداته، وهو يُعطي من دون مُقابل.
أحبَّ الحاج "أبو أحمد" جويدي مهنة صناعة الحلويات، التي أعطت لصيدا مكانة مُتميّزة بين المُدن اللبنانية وبلاد الاغتراب، فتحوّل إلى عَلَمٍ من أعلام صناعة الحلويات في المدينة.
كان صاحب رؤية ثاقبة، أراد معها التميّز لمدينته الحبيبة، فعمل على تطوير صناعة الحلويات، وإبداعه بصناعة المعمول، بحجمه الصغير، بعدما اتخذَّ من التمر والفستق في سبعينيات القرن الماضي، البادرة الأولى في هذا المجال، ليُكمل أولاده مسيرة هذا النجاح.
أسّس شركة "جندولين" للحلويات في العام 1975م، في "حي الوسطاني" من صيدا، ومن ثم توسّعت عبر فروع جديدة في صيدا والعاصمة بيروت، بفضل ما قام به من ابتكار أصنافٍ جديدة من الحلويات والتركيز عليها، فحاز شهرة واسعة.
اشتهرت "حلويات الجندولين" بهذا الإنتاج مع الحاج حبيب، قبل أنْ تُنتِج في أي محل آخر في لبنان أو سوريا، لذلك توسّعت دائرة معارفه ومُحبّيه من لبنان وخارجه، فكان مقصداً للزبائن، ومن ثم عمل مع أبنائه على مُواصلة تطوير أصناف الحلويات، حيث اتسع العمل، ولم يعد مُقتصِراً على تلبية طلبات الزبائن في صيدا ومُختلف المناطق اللبنانية، بل تميّز بالتصدير اليومي إلى دول عديدة.
له مع شهر رمضان المُبارك ذكريات خاصة، وهو الشهر الأحب على قلبه، فاتخذ من عمله وحُبّه له مقصداً لفعل الخير، وفي الوقت نفسه التواصل الدائم مع الناس، الذين كانوا يُقبِلون على شراء الحلويات الرمضانية، مثل: العثملية والمدلوقة التي تُصنَع عجينتها بالفستق واللوز، والجزرية بالقشطة، فضلاً عن "سويسرول" وحلاوة الجبن بالقشطة والكاتو بالقشطة مع الكريما، بعدما قام بدمج الحلويات الغربية مع العربية.
تجاوز الحاج حبيب صناعة الحلويات المحلية إلى العالمية، واستطاع أنْ يُرسّخ محبة خاصة في قلوب الجميع، خصوصاً في شهر رمضان المُبارك، فلم تكد مائدة من موائد الخير تخلو من تقديماته لأهل المدينة، وكانت حلوياته وذِكر سيرته العطرة حديث أبناء صيدا والزبائن من مُختلف المناطق والعديد من الدول.
طوّر الحاج حبيب جويدي مع أبنائه "حلويات الجندولين"، وبات لديه مطبخٌ مُتميّز في تقديم المأكولات أيضاً، وذلك في فرع "الأوّلي" عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا، المُطِل على الشاطئ الصيداوي، والذي حمل اسم "بيت جود"، كدلالة على السيرة العطرة للحاج حبيب، حيث واصل أبناؤه العمل في تعزيز هذا الاسم الغالي على أبناء صيدا/ واستقبال الزبائن من مُختلف المناطق، لتقديم وجبات الإفطار والسحور والأطعمة المُميّزة على مدار أيام العام.
يوم الخميس في 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 رَحَلَ الحاج حبيب جويدي، ثم ووري الثرى، يوم الجمعة (24 منه) في مقبرة صيدا الجديدة في سيروب، مُلتحقاً بشريكة عمره المرحومة الحاجة سمية أحمد الجباعي، التي أحبَّ، ليتابع أبناؤه: أحمد، هيثم، خالد وعبد الكريم، وبناته، مسيرة الوالد الكريمة، التي ستبقى في ذاكرة أبناء صيدا وكل مَنْ عرفه، سيرة رجل أحبَّ عمله وفِعل الخير، وغرس محبّته في القلوب.
رَحِمَ الله الحاج حبيب جويدي، وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.

 

هيثم زعيتر: الحاج حبيب جويدي.. غَرَسَ محبّته في قلوب أبناء صيدا وكُلَّ مَنْ عرفه بالعطاء والعمل المُتميّز
https://saidacity.net/news/215965/

 

 

 

المصدر : جنوبيات