لبنانيات >أخبار لبنانية
التهديد بالتصعيد.. حقيقة أم رفع للسقف التفاوضي
الخميس 25 01 2024 13:52جنوبيات
تخرج في الأيام الماضية تهديدات من "إسرائيل" و"حزب الله" ومن معه من فصائل ودول بأن احتمالات التصعيد باتت امراً وارداً بقوة في الأسابيع المقبلة، وربما في مهلة زمنية أقل بكثير، في ظل انعدام الأفق السياسي للوصول إلى حل. لكن هل بات التصعيد الإعلامي والكلامي بين الإطراف المتقاتلة جزءا من المعركة والحرب النفسية أم أن اشتعال الجبهات في المنطقة بشكل غير مسبوق أصبح امرا لا مفر منه؟
كل التحليلات العسكرية بدأت تستبعد أن تكون تل أبيب قادرة على فتح جبهة لبنان، فالفرصة التي كانت أمامها في الأيام الأولى للمعركة لم تعد موجودة، فالولايات المتحدة الاميركية التي كانت مستعدة لمساندة "إسرائيل" في حربها في حال تدخل "حزب الله"باتت اليوم غير مستعدة لفتح جبهات جديدة في هذه اللحظة، إذ أن "إسرائيل" ردّت على ما حصلت في ٧ تشرين وخسرت الشرعية التي اكتسبتها في الأيام الأولى للحرب، وبناء على ذلك أوصلت واشنطن رسالة ميدانية واضحة للجميع عبر سحب جزء أساسي من بواخرها..
كذلك فإن الخسائر الكبرى التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في غزة وفي شمال فلسطين المحتلة خلال الأشهر الماضية جعلت الكتائب المقاتلة غير قادرة اليوم وغير مستعدة لخوض حرب جديدة او فتح جبهة كبرى، فكيف إذا كانت هذه الحرب مع "حزب الله" صاحب الغزارة النارية العالية والقدرة الواسعة على القتال البري، وعليه فإن ما قاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله لم يكن مجرد تصريح إعلامي بل مرتبط برؤية الحزب وقراءته لاستعدادات "إسرائيل" للحرب.
لكن هذه المعطيات المرتبطة بإسرائيل واستعداداتها والتي تجعل إمكانية توسع الحرب صعبة، تقابلها استعدادات "حزب الله" وحلفائه الذين يقرأون جيداً تطور الأضرار في هيكلية الجيش الاسرائيل ويعتبرون انه في حال قررت تل أبيب الاستمرار باستنزاف خصومها عبر عدم إيقاف الحرب في غزة من جهة واستغلال عدم حصول حرب مفتوحة في المنطقة لتنفيذ اغتيالات مؤلمة، فهذا الواقع لا يمكن ان يستمر من دون ردع حقيقي..
مصادر مطلعة تعتبر أن الواقع الميداني بات فعلاً على حافة الهاوية، وقد يكون قرار الذهاب إلى تصعيد قد اتخذ في حال استمرت تل أبيب في حربها ورفضها لأي تسوية مع الفصائل المقاتلة في غزة، إذ هناك نظرية في "إسرائيل" تقول أن المعارك في غزة يجب أن تستمر إلى حين حصول الانتخابات الأميركية، بغض النظر عن الشكل الذي ستتخذه المعارك، وهذا ما لا يمكن للمحور تحمله أو القبول به..
قد يصبح ثمن الحرب الشاملة اليوم أفضل من ثمنه لاحقا، وقد يكون "حزب الله" تحديدا يفضل الذهاب إلى معركة شاملة بدل الصبر على موجة الاغتيالات التي لا يمكن منعها إلا بتوجيه ضربات جدية وقاسية لردع "إسرائيل" لكنها ترفع مخاطر الانزلاق إلى الحرب.
كل هذه الاحتمالات باتت واردة ومع استمرار المعارك في غزة ولبنان يصبح التنبؤ بالأسوأ أكثر واقعية..