وضع النائب العام التمييزي في لبنان القاضي جمال الحجار يده على التحقيق باطلاق النار من قبل السوري قيس فراج على مقر السفارة الأميركية في عوكر صباح اليوم.

وكلّف مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، جمع المعطيات حول هذا الحادث.
هذا في وقت انتقل فيه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية المناوب القاضي هاني حلمي الحجار إلى موقع الحادث في عوكر، وأجرى كشفاً ميدانياً واطّلع على الإجراءات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية.
وطلب القاضي هاني الحجار جمع كاميرات المراقبة المثبتة على سور السفارة والمباني القريبة منها والمباشرة بتحليلها، وتحديد الجهة التي قدم منها منفذ العملية.
وبعدما تعدّدت الروايات حول عدد المسلحين الذين نفذوا الهجوم، ثلاثة أو أربعة هاجموا مبنى السفارة، تبين من المعلومات وصور الكاميرات أنّ منفذ العملية شخص واحد هو قيس فراج، ويقيم مع عائلته في بلدة الصويري البقاعية، وانتقل من هناك إلى بيروت بواسطة حافلة لنقل الركاب وكان يخبئ السلاح والذخيرة داخل حقيبة "هاند باغ".
ولدى وصوله إلى بيروت استخدم سيارات أجرة للانتقال إلى منطقة عوكر، حيث ترجل على بعد مئات الأمتار من السفارة ودخل سيراً على الأقدام بين الأحراج، ما يطرح التساؤلات حول سهولة وصول منفّذ العملية إلى هناك متخطياً متجاوزا ً كل الإجراءات الأمنية المشددة؟!
لدى اقترابه من سور السفارة كان قد جهز  الرشاش وارتدى الجعبة، وبدأ عملية إطلاق النار، الذي استمر لأكثر  من 15 دقيقة، ثم اشتبك مع الجيش اللبناني الذي أطلق النار عليه.
وبالفعل تمكن المهاجم من إصابة سور السفارة والمدخل المخصص للأشخاص والآخر المخصص للسيارات بعشرات الطلقات النارية.
وقام الجيش والقوى الأمنية بحملة مداهمات في بلدة الصويري البقاعية، حيث يقيم قيس فراج مع عائلته، حيث جرى توقيف شقيق قيس ليس كمشتبه به، بل للحصول على معلومات عمّا إذا كان شقيقه ينتمي إلى تنظيم إرهابي، أو إذا كانت لديه خلية أمنية تعمل على الأراضي اللبنانية!
كما جرى توقيف امام "مسجد أبو بكر الصديق" في مجدل عنجر الشيخ مالك جحة، حيث كان قيس فراج يتلقى التعاليم الدينية على يديه.
وذكر أن منفذ الهجوم أعلن أنه قام بذلك "نصرةً لغزة"، وذلك لحظة اصابته، وقبل أن يفقد وعيه، ويتم نقله إلى "المستشفى العسكري" للمعالجة.
وأكّدت السفارة الأميركية أنّ طاقمها بخير، لكنّها أغلقت أبوابها خلال اليوم.
فيما أعلن الجيش اللبناني في بيان له أنه "تعرضت السفارة الأميركية في لبنان في منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية، وردّ عناصر الجيش المنتشرون في المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم توقيفه ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة".
وانتشر الجيش اللبناني في محيط السفارة وقطع الطرق المؤدية إليها.