مقالات مختارة >مقالات مختارة
"الطيبة" تعود للحياة عبر "أقدم منجرة" في الجنوب


رمال جوني
في بلدة الطيبة التراثية، يعمل محمد قازان على إعادة الحياة لأقدم منجرة في الجنوب، التي ورثها عن والده، والتي تجاوز عمرها الثمانين عامًا. رغم الأضرار التي لحقت بالمحل نتيجة الحرب، بدأ قازان برفع الأنقاض وتحضير المكان للترميم.
يصف قازان المنجرة بأنّها "مدرسته الثانية وباب رزقه"، ويؤكّد أنّ أدواته القديمة ما زالت تلبّي الطلبات الحديثة، بل وتنتج أعمالًا فنية تفوق ما تقدّمه المناجر المتطوّرة. ويعوّل على عودة الأهالي وفتح المحال في البلدة لإحياء الطيبة وساحتها التراثية.
تشهد الطيبة بوادر حياة جديدة مع اقتراب موسم الصيف، فيما يؤمن قازان أنّ عمله سيكون بداية لعودة نشاط البلدة التي كانت تعجّ بالحيوية سابقًا.
غير أن قازان انتظر انتهاء المدارس، وعاد ليضخّ الحياة في أقدم منجرة في الجنوب، حيث كل أدواتها قديمة العهد، ولم يطرق التطوّر أو الحداثة بابها، بل بقيت على حالها. بحنوّ يتحدث قازان عن مهنته التي سيعيد افتتاحها قريبًا، ويصفها بأنها "مدرسته الثانية وباب رزقه". داخلها تعلّم كيف يحوك من الخشب قصة فنية متكاملة، ويعتقد أن "عودة الأهالي إلى البلدة وفتح المصالح يعيدان الحياة للطيبة ولساحتها التراثية".
في محلّه المتضرر جدرانه، أكل الركام كثيرًا من مساحة المحل، وغَطّى على العدّة القديمة والآلات النادرة، غير أن قازان باشر برفع الأنقاض والغبار تمهيدًا لبدء عملية الترميم.
تُعدّ المنجرة الأقدم في الطيبة، حيث صنع والد قازان محتويات بيوت البلدة الخشبية، "لها تاريخها العريق"، كما يقول قازان مضيفًا: "سنعيد العمل بها قريبًا، فالطلب كبير والكل ينتظرني".
بحسبه "صحيح أن العدّة قديمة، غير أنها تلبّي كلّ الطلبات الحديثة جدًا، بل تعطي إنتاجًا أجمل من المناجر المتطوّرة، فصناعة الخشب فنّ وإبداع، وهذا ما علّمني إياه والدي الذي ورّثني المهنة". ويكفي أنها "من التراث القديم الجميل".
بدأت الحياة تدبّ في الطيبة التي تنتظر عودة أبنائها في فترة الصيف، حيث كانت الحياة صيفًا صاخبة عادةً.
يؤمن قازان أن الحياة ستعود قريبًا، وأن الطيبة التي كانت تضجّ بالحياة ستعود إليها من جديد، وأن عمله سيكون بداية العودة.


أخبار ذات صلة
"خطة أميركية" لتعميم الإستقرار في سوريا عنوانها: الثأر من "الحزب"
تحقيقات الكازينو تتوسّع: وزراء ونواب ومُوظفون على قائمة الملاحقات
جولة برّاك في بيروت: رسالة أميركية بين السطور... و«قطبة مخفية» في كلامه
"إســرائيل" لا تريد السلام: الإستسلام أو الهيمنة العسكرية على المنطقة؟!
تحت المجهر الأميركي - السعودي: هل تستعيد الدولة اللبنانية النقاط الخمس؟