لبنانيات >أخبار لبنانية
اللواء إبراهيم: لن تقع حربٌ شاملة لأن الأميركيين مقتنعون أنه إذا حدث ذلك فسوف تتدخل إيران وروسيا
اللواء إبراهيم: لن تقع حربٌ شاملة لأن الأميركيين مقتنعون أنه إذا حدث ذلك فسوف تتدخل إيران وروسيا ‎الأحد 21 07 2024 13:25
اللواء إبراهيم: لن تقع حربٌ شاملة لأن الأميركيين مقتنعون أنه إذا حدث ذلك فسوف تتدخل إيران وروسيا

جنوبيات

أجرت قناة هيئة الإذاعة البريطانية BBC world News  مقابلة مع اللواء عباس إبراهيم عبر مراسلتها في بيروت والشرق الأوسط نفيسة كوهناورد، تناولت الحرب في غزّة وجنوب لبنان واحتمالات التصعيد العسكري في الإقليم وإمكانية تدخل دول مثل إيران في الصراع وخلفيات الموقف الأميركي المناهض لتوسيع رقعة الحرب.

وكشف اللواء إبراهيم في المقابلة، التي بدأ بثها عبر صيغ نشر مختلفة في اللغات الانكليزية والعربية والفارسية بأن "أي تهديد إسرائيلي لـ"حزب الله" سيشعل المنطقة وأن إيران ستتدخل لأنها لن تسمح البتة بتدمير البنية التحتية لـ"حزب الله" أو القضاء عليه ما سيشكل خطراً كبيراً".

هوكشتاين يطلب الوساطة
في بداية المقابلة أجاب اللواء إبراهيم عن سؤال حول اتصال الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين به في بداية حرب 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في غزّة، وكشف بأن الوسيط الأميركي طلب مساعدته من "اجل تخفيف التوتر بين "إسرائيل" وحزب الله".
قال اللواء إبراهيم: "شعرت بأن هوكشتاين كان قلقاً لأنه يعلم جيداً بأن الإسرائيليين لا يستطيعون القتال على جبهتين، لذا أراد تخفيف التوتر عبر الحدود"..

مستقبل الحرب
وفي تحليل عن مستقبل الوضع في غزّة، أشار اللواء إبراهيم إلى أن "نتنياهو من الناحية الإستراتيجية لم يتمكن من هزيمة "حماس" أو القضاء عليها، وهو يبحث عن نصر ويعلم جيداً بأن النصر الأكبر هو هزيمة "حزب الله"، لذا يحاول جرّ الأميركيين إلى ساحة الحرب وهو يدرك أنه بعد انتهاء الحرب سيكون مسؤولاً، وستلاحقه المؤسسة الإسرائيلية كرئيس للوزراء مسؤول عن 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ولفت إلى أن "نتنياهو وضع "إسرائيل" في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، بعد تسعة أشهر "إسرائيل" في وضع سيء للغاية، ولا يمكنهم طمس ذلك بعد الآن حتى ولو كان ثمة أشخاص يعملون لصالحهم ويشترون وسائل الإعلام. ما تقوم به "إسرائيل" في غزة هو مجزرة حقيقية وإبادة جماعية. يحاول نتنياهو الحصول على نصر كي لا يكون مسوؤلاً بعد الحرب وليظهر بطلا أمام شعبه، أستطيع أن أضمن بأنه لن يحقق هذا الهدف على الإطلاق. إذا أراد مهاجمة لبنان فإن جيشه غير مستعد لذلك ولا اعتقد أن الأميركيين يريدون ذلك أو مستعدين لدعمه كما يريد".

الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"
وعن إمكانية دعم الولايات المتحدة الأميركية لنتنياهو في حال أراد فتح جبهة مع لبنان قال: "أنا متأكد أنهم سيدعمون "إسرائيل" ولكن ليس بالطريقة التي يريدها الإسرائيليون، في النهاية توجد انتخابات وهي مهمة جدا للأميركيين، إن جرّهم إلى هذه الحرب يعني أن بايدن لن يضمن بقاءه في البيت الأبيض، لديهم تعقيدات وهم ليسوا ملزمين العمل مع "إسرائيل" إلى هذا الحد".

ستكون حرباً إقليمية
وعن عدم استبعاد حرب إقليمية شاملة قال اللواء إبراهيم: "لن تحصل، لأن الأميركيين مقتنعون تماما أنه اذا حدث ذلك وأطلقت "إسرائيل" حربا ضد لبنان فسوف تتدخل إيران، ولأول مرة في التاريخ، ستتدخل إيران بقواتها وبوكلائها في المنطقة، وستتحول إلى حرب إقليمية لا تصب في خانة المصالح الأميركية".
وأشار رداً على سؤال: "نعم أنا متأكد من أن إيران ستشارك في حرب شاملة إذا شعرت بأن "حزب الله" في وضع حرج، تعمل الولايات المتحدة الأميركية وإيران على حافة الهاوية ثم تعودان إلى التسوية، ليس لدى كليهما مصلحة في الحرب، إن الحرب الإقليمية هي ضد المصالح الأميركية. وبهذه الطريقة سوف تشارك روسيا في الحرب".

قدرات "حزب الله"
وعن إمكانية أن تتحول قدرات "حزب الله" التي أظهرها في هذه الحرب من عامل ردع إلى سيف ذو حدين، قال اللواء إبراهيم: "عندما أرسل "حزب الله" "الهدهد" إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة شكلت هذه العملية رسالة للإسرائيليين ليحتسبوا مئة مرة قبل قيامهم بأي عمل، ولكن جزء من رسالة الهدهد تكمن في أن هوكشتاين كان موجودا في لبنان، وربما كان يضع أمرا ما على الطاولة، وقد تم استخدام هذه الرسالة كجزء من المفاوضات اللبنانية، لإظهار الشعور بالثقة ولإظهار وبأننا أقوياء بما يكفي إلى درجة أننا لا نسمح لأي كان بأن يفرض إرادته علينا. أذكر جيداً حين عملنا على مسألة الحدود البحرية، كان اليوم الأخير عندما حصلنا على الإجابة من آموس، وكان ذلك بسبب طائرات "حزب الله" بلا طيار فوق كاريش، لن أدخل في هذا الجزء من التاريخ، ولكن هذه هي طريقة عمل حزب الله". 
وعن الحل من أجل عودة المستوطنين إلى شمال "إسرائيل" قال اللواء إبراهيم: "إن الحل بسيط جداً ويتمثل بوقف إطلاق النار في غزّة والاتجاه إلى وقف دائم للنار، إن الإسرائيليين يريدون رهائنهم، ويريدون استئناف القتل بعد ذلك، كما فعلوا حين حصلوا على هدنة قبل أشهر ثم استأنفوا قتل الأبرياء في اليوم التالي".

القرار 1701
وعن قرار أميركي فرنسي ودولي بدفع "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني والإصرار على أن يطبق لبنان القرار 1701 قال اللواء إبراهيم: "لا يتحدث القرار 1701 عن لبنان، كانت لدينا مشكلة مع "إسرائيل" في العام 2006 وأدت إلى حرب، وتم إقرار هذا القرار نتيجة لها، لذا يجب فرض تطبيقه على كلي الطرفين. هل الإسرائيليون مستعدين للتوقف عن انتهاك مجالنا الجوي ومياهنا وأرضنا؟ إذا كانوا مستعدين أعتقد أن لبنان مستعد، سنطبق القرار إذا أوقفت "إسرائيل" انتهاكاتها التي تخطت الـ30 ألفاً قبل اندلاع الحرب الأخيرة وهي موثقة في سجلات الأمم المتحدة. ليس نحن من ينتهك القرار 1701، إذا انتهك "حزب الله" هذا القرار فذلك رد فعل ولوقف ذلك يجب إرغام الطرفين على احترام القرار 1701". 
وأضاف: "عندما أقرت الأمم المتحدة القرار 1701 أقرته بطريقة متوازنة بين الطرفين، هنالك طرف لا يريد احترام التوازن الذي يرسيه القرار 1701 وبالتالي عليه تحمل المسؤولية".

استهداف كوادر "حزب الله"
وعن استهداف قيادات في "حزب الله" وسبب عدم رد الحزب بالمثل بل فقط أهدافاً عسكرية قال: "إن "إسرائيل" هي في وضع سيء جداً، وعندما تذهب للحرب لا يعني أن تحصي ضحاياك أو خسائرك بل يتعلق الأمر بماذا تحققه من أهداف أولاً".
وسئل عن الاستخبارات القوية للجيش الإسرائيلي ما دفع السيد نصر الله إلى تحذير محازبيه بالتخلي عن هواتفهم المحمولة فقال اللواء إبراهيم: "لن أخبرك بالوسائل التي يستخدمها الإسرائيليون لاستهداف هؤلاء الأشخاص، ربما لدي فكرة ولكنني لن أذكرها الآن، إن بعض الأخطار التي يرتكبها الأشخاص تؤدي إلى تلك الخسائر. ومع ذلك أعتقد أن لدى "حزب الله" أيضاً وكما أظهرت الفيديوهات التي نشرت العديد من الأهداف عندما تحدث عن حرب شاملة". 

وسئل ماذا إذا قرر الإسرائيليون الدخول البرّي إلى لبنان؟ أي نوع من الحرب سنشهدها؟ أجاب اللواء إبراهيم: "قالها السيد نصر الله، من يضمن أن "حزب الله" لن يغزو الجزء الآخر من الأراضي. لا أحد يمكنه ضمان ذلك ولا أحد يعرف ماذا يخطط "حزب الله" ويجب أن نتحلى بالصبر وننتظر، ولكنني لا أرى بأن الحرب الشاملة آتية لأـن الأميركيين لا يريدون نشوب هذه الحرب، أو الانخراط في حرب إقليمية لأنها لا تصبّ في خانة مصالحهم ومن دون أميركا لا يمكن لـ"إسرائيل" أن تقوم بأي عمل"

الهجوم الإيراني وتغيير الصراع على الحدود
وعن الهجوم الإيراني على "إسرائيل" وكيف غيّر وجه الصراع على الحدود قال اللواء إبراهيم: "أنا على يقين أنه بعد هجوم إيران على "إسرائيل" وما أرسلته من مسيرات وصواريخ بدّل "حزب الله" تكتيكاته. وهذا أمر يخص المستوى العسكري لـ حزب الله".
وعما لاحظه؟ قال: "لاحظت بأن قدرات "حزب الله" لا سيما في الميدان التقني تحسنت بعد هجوم إيران على "إسرائيل"، وبأن مساحة الرّدع بين "إسرائيل" و"حزب الله" باتت صفر كما يقول الإسرائيليون أنفسهم، وهذا يشكل خطرا على "إسرائيل"، و"حزب الله" يقوم بردة فعل تجاه أي هجوم ضده، و"حزب الله" يخترق العمق الإسرائيلي كما يفعل الطرف الآخر أيضاً".
وأشار إلى أن "حزب الله" لم يستخدم بعد قدراته كلها".
وعن التفوق الجوي الإسرائيلي وهل سيكسر التوازن القائم قال: "هذا التوازن سيستمر، لقد أرسل "حزب الله" رسالة صغيرة للإسرائيليين في هذا السياق، وربما لهذا السبب خفضوا من هجماتهم الجوية".
وأردف: "لا أحد يعرف ما هي القدرات الكاملة لـ"حزب الله"، ولكن يمكن للإسرائيليين قراءة هذه الرسائل بشكل واضحٌ جداً".
"مطار رفيق الحريري الدولي" وتخزين الأسلحة
دور الجيش اللبناني
وسئل عن الدور الذي يمكن أن يضطلع به الجيش اللبناني وهل هو قادر أن يضع حداً لـ"حزب الله"؟ أجاب اللواء إبراهيم: "إذا كان لدينا جيش يستطيع الدّفاع عن لبنان بوسائله فنحن لا نحتاج إلى "حزب الله" أو إلى أي قوة أخرى للدفاع عنّا. أنا من الجنوب ولقد عانينا كثيراً منذ العام 1948 ولغاية الأمس، ولم يدعمنا أحد، لم تقم أية دولة في هذا العالم بدعم جيشنا عبر التاريخ ليتمكن من الدفاع عنّا. اعتاد الإسرائيلي أن يدخل إلى قرانا وان يجرف منازلنا ولم يردعه أحد حتى الجيش اللبناني".
وأضاف: "أنا أول من سيطالب ويقاتل من اجل نزع سلاح "حزب الله" أو غيره من القوى عندما يصبح لدينا جيش قادر على أداء المهمة. سنكون فخورين بذلك، أي أن يكون لدينا جيش وطني يدافع عن لبنان بدلا من قوى طائفية سنية أو شيعية أو سواها. نحن نريد أن تكون لدينا دولة ولكن ما هو معنى الدولة إن لم يكن باستطاعتها الدفاع عن شعبها".

قوات عراقية شيعية في لبنان
وسئل عن إمكانية قدوم قوات شيعية عراقية أو "حوثيين" لمساعدة "حزب الله" في حال اندلاع حر حرب إقليمية فقال اللواء إبراهيم: "نعم، ربما، حتى لو كان "حزب الله" لا يحتاج إلى عديد عسكري، لكن قد ترى إيران جزءا من هذه الحرب وهذا سيكون خطراً جدا".وعن تقرير صحيفة "التلغراف" عن تخزين "حزب الله" للأسلحة في مطار بيروت قال اللواء إبراهيم: "أنا على يقين أنهم لا يحتاجون لتخزين الأسلحة في المطار، إذا أرادوا قتال الإسرائيليين يخزنون الأسلحة في جنوب لبنان أو في أي مكان آخر، لماذا يخزنونها في المطار؟ هذا سؤال كبير وعلينا التفكير بشكل منطقي.

يهيئ الإسرائيليون المسرح إذا احتاجوا للهجوم على بعض الأماكن الحساسة في لبنان". وسئل بأن الإسرائيليين سبق وهاجموا المطار فقال: "نعم، ولكن الأمر مختلف حاليا، إذا ضربوا مطار بيروت فسيتم ضرب المطار في "إسرائيل" أيضاً، وبالتالي على الإسرائيلي أن يفكر بهذه الطريقة، لا يمكنهم إيذاء لبنان والهجوم عليه من دون أن يتعرضوا للأذى هم أنفسهم".