لبنانيات >أخبار لبنانية
حرب الاستنزاف ومعادلاتها: الاستحقاق النيابي قبل الرئاسي
حرب الاستنزاف ومعادلاتها: الاستحقاق النيابي قبل الرئاسي ‎الجمعة 30 08 2024 08:23
حرب الاستنزاف ومعادلاتها: الاستحقاق النيابي قبل الرئاسي


تأخذ حرب الاستنزاف على الجبهة الجنوبية مساحة كبيرة على الساحة الداخلية، فتطغى على الاستحقاقات التي أوصلت لبنان الى ما هو عليه اليوم وتضعها في مربع الانتظار المرهق قبل عرضها على طاولة المفاوضات الشرق أوسطية.

الاستحقاق الرئاسي المؤجل بفعل تمسك كل طرف بمرشحه، لن يأتي فرجه قريبا وفق ما تؤكد مصادر نيابية معارضة واكبت حراك الخماسية والمداولات النيابية التي جرت في الاشهر الماضية بحثا عن حل. وتشير المصادر الى أن الاستحقاق الاقرب الينا في حال انتهت الجولات الميدانية جنوبا، هو الاستحقاق النيابي عام 2026 الذي سيفتح الباب فيما بعد على سبحة الاستحقاقات المعلقة من رئاسة الجمهورية الى التشكيلة الحكومة مرورا بالانتخابات البلدية والاختيارية، لافتة الى أن الثنائي حزب الله –حركة أمل يملك مفتاح الحل ويضعه في جيبه بانتظار ما سينتج عن معركة غزة وهو مصمم على البقاء في الدائرة الرمادية الى أن تتبلور معالم الصفقة في المنطقة، وهذا الامر لن يظهر قبل العام 2026 وربما أبعد.

وشبَّهت المصادر ما يحصل اليوم بعد طوفان الاقصى بما جرى بعد سقوط حكم زين العابدين بن علي في تونس وانطلاق قطار الربيع العربي الذي عبر أكثر من بلد وسقطت معه الانظمة تباعا، لافتة الى أننا اليوم أمام فصل جديد من سقوط المزيد من الانظمة وجغرافياتها السياسية ومن ضمنها لبنان، حيث ينتظر كل طرف نتائج الحرب على غزة وانعكاساتها على المحاور الممتدة من واشنطن الى بكين مرورا بالمنطقة التي تعيش أياما صعبة.

وبحسب المصادر النيابية المعارضة فإن هَمَّ واشنطن في هذه المرحلة انجاح مفاوضات القاهرة والدخول مباشرة بهدنة طويلة الامد في غزة قبل التطلع الى الاستحقاقات الاخرى، وأبرزها استقرار الوضع على الحدود الجنوبية اللبنانية، وهي مسألة تخضع لنتائج الانتخابات الاميركية والى جليس كرسي المكتب البيضاوي. ففي حال فاز ترامب يعني ذلك أن التغييرات في الادارة ستشمل أيضا المبعوث الرئاسي آموس هوكستين المُطلع على الملف الحدودي الجنوبي وقد يذهب ترامب الى خيارات جديدة وشروط أخرى في الملف اللبناني مختلفة عن خيارات بايدن. أما في حال نجحت هاريس فقد تكون المهمة أسهل نظرا لاستمرار النهج الديمقراطي داخل الادارة الاميركية.

ولكن في الحالتين يبقى الجمود سيد الموقف في لبنان، والاولوية لانتخابات نيابية ينتج عنها رئيس للجمهورية وفق كتل نيابية يعمل حزب الله على ايصالها لتسهيل عملية انتخاب الرئيس الذي يريده في حال نجح في تخطي مرحلة الاستنزاف مع اسرائيل، وعاد بقوته الى الداخل ليحصد نتائج "صموده" في الميدان.