لبنانيات >أخبار لبنانية
هل يوسّع الاحتلال الحرب البرية على لبنان؟
هل يوسّع الاحتلال الحرب البرية على لبنان؟ ‎الاثنين 28 10 2024 17:49
هل يوسّع الاحتلال الحرب البرية على لبنان؟

جنوبيات

بدأ بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية يتحدث عن امكان توسيع العملية العسكرية البرية في جنوب لبنان للسيطرة على قرى الحافة الامامية، ما يعني انتقال الاشتباك الى القرى في الصف الثاني من الحدود، وهذا قد لا يكون توسيعا للعملية بل استكمالا لها لا اكثر بعد شعور تل ابيب بامكانية السيطرة على بعض القرى التي صمدت نحو شهر كامل بالرغم من تدميرها وعدم وجود اي تحصينات طبيعية واسمنتية فيها.

تخفي اسرائيل عدد قتلاها في جنوب لبنان، لكن معدل القتلى الذي يتم الاعلان عنه يصل الى خمسة جنود يوميا. في الايام الثلاثة الماضية وصل عدد القتلى الى ما فوق العشرة يوميا اضافة الى تدمير عدد من الدبابات، وهذا الامر فيه استنزاف كبير لقوات النخبة في الجيش الاسرائيلي التي تقاتل بشكل اساسي في ظل عجز القوات الاخرى عن القيام بمناورات هجومية سهلة.

يقاتل الجيش الاسرائيلي وفق تكتيكات الكومندوس اي انه يعتمد على القوات الخاصة التي تدخل او تتسلل وتسيطر على منطقة يليها دخول بعض الدبابات والاليات، اذ ان اقتحام قوات كبيرة مدعومة بجحافل من الاليات القرى الامامية سيعرضها لمجازر دبابات بسبب قدرات "حزب الله" في مجال الصواريخ المضادة للدروع، وعليه فإن القتلى والجرحى الذي يسقطون يشكلون فارقاً على المدى القريب وقد يشلّون ألوية النخبة..

بين تصريح رئيس الاركان الاسرائيلي الذي اعتبر ان العملية البرية ستستمر لاسبوعين فقط وبين التسريبات التي توحي بإنتهائها، يبدو ان المعركة ستستمر، وان "حزب الله" يعد بشكل جدي للمرحلة المقبلة وخصوصا انه يريد تكثيف رماياته الصاروخية بإتجاه القواعد العسكرية الاساسية والمصانع الاستراتيجية وهذا ما بدأ يظهر، اضافة الى قصف المستوطنات التي حذرها وطالبها بالإخلاء.

لا شيء يوحي بإنتهاء المعركة خلال ايام او اسابيع قليلة، فالشهر المقبل بالغ الحساسية وقد يكون هو الشهر الذي يحدد مصير المعركة وبالتالي مصير التسوية، وعليه فإن كل تصعيد اسرائيلي سيقابله تصعيد مضاد وهذا ما بات الحزب جاهزا له بعد استعادته لعافيته التنظيمية والعسكرية بحسب التقارير الاسرائيلية.

التصعيد هو سيد الموقف خصوصا ان ايران قد اعلنت بشكل واضح نيتها الرد على اسرائيل وهذا ما قد يحصل لكن بعد انتخاب رئيس جديد لمنع التأثير سلبا على حظوظ المرشحة كاميلا هاريس التي تفضل طهران وصولها، وعليه فإن التصعيد واعادة ضبط سلوك رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو سيسيران مع بعضهما البعض خلال الفترة القليلة المقبلة ليبقى الميدان هو الذي يحدد المسار العام لكل التطورات السياسية.

المصدر : علي منتش - لبنان 24