عربيات ودوليات >أخبار دولية
جيش الاحتلال: إذا عاد "الحزب" للقتال سنغتال قيادته الجديدة!
الخميس 9 01 2025 07:54
على خلفية تقارير مختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تحدثت عن استعدادات تقوم بها قوات حزب الله لشن هجوم عنيف على إسرائيل، مع انتهاء مهلة الستين يوماً في الجنوب اللبناني، تحدثنا مع العميد في الاحتياط أمير أفيفي مؤسس حركة «الأمنيين» [وسبق إن شغل عدة مناصب عسكرية، بينها النائب العسكري لمراقب المؤسسة الأمنية، وقائد مدرسة الهندسة العسكرية، ورئيس مكتب رئيس الأركان السابق موشيه يعلون] عن التهديد الذي يشكله حزب الله، وعن نياته، والمواجهة معه.
يقول أفيفي: «يجب وضع الأمور في حجمها الصحيح. الجيش الإسرائيلي موجود على الخط الأول للبلدات في لبنان، حيث دُمرت بالكامل كل المنطقة التي أعدّها حزب الله اللهجوم على إسرائيل، ويواصل الجيش تدميرها، وهو موجود في داخل لبنان، وفعلياً، لا يستطيع حزب الله شن عملية برية تشبه ما جرى في 7 أكتوبر».
ويضيف: «يجب أن نأخذ في الحسبان، والجيش يفعل ذلك، احتمال عدم صمود وقف إطلاق النار، وعودة القتال والصواريخ والمسيّرات، وربما أيضاً أن تحاول خلية التسلل واجتياز الخطوط. المقصود ليس سيناريو 7 أكتوبر جديداً، لكن سبب عدم طلب الدولة من سكان الشمال العودة إلى منازلهم، هو أن الوضع لا يزال هشاً، وغير مستقر إطلاقاً، ومن غير الواضح ما إذا كان وقف إطلاق النار سيستمر، أم سنضطر إلى الدخول في جولة قتال جديدة، واغتيالات للقيادة الحالية لحزب الله، بمن فيها أمينه العام، من الصعب تقدير الوضع».
ويشير أفيفي إلى أن الأحداث في لبنان مرتبطة بالتغييرات المهمة التي تحدث حوله، وفي طليعتها دخول ترامب إلى البيت الأبيض والسياسة التي سيعتمدها، أيضاً من شأن الأحداث في سورية أن تؤثر في لبنان، ويضيف: «الآن، نرى معارك على الحدود بين سورية ولبنان، وتقوم الميليشيات السنّية باستفزازات على الحدود اللبنانية، ويجب أن ننتظر كيف ستتطور الأمور».
التهديدات لإسرائيل، والتي يجري تداوُلها في شبكات التواصل الاجتماعي، تتطابق جيداً مع كلام الأمين العام الحالي لحزب الله نعيم قاسم، ويضيف أفيفي: «قال نعيم قاسم بصوته إنه إذا واصلت إسرائيل هجماتها وخرقها لوقف إطلاق النار، فإن حزب الله قد يرد. يجب أن نكون يقظين ومستعدين. الجيش الإسرائيلي يتابع انتشار الجيش اللبناني عن كثب، ورأينا خروج الجيش الإسرائيلي من الناقورة ودخول الجيش اللبناني إلى هناك. يواجه الجيش اللبناني صعوبة في الانتشار، بحسب المطلوب منه في الاتفاق، كما أن هذا الانتشار يجري ببطء أكثر مما هو مخطط له، لكن في الأماكن التي يدخل إليها الجيش اللبناني، ويُمنع دخول «المخربين» إليها، تجري إعادة الانتشار، وفق الاتفاق. لا يعلق الجيش الإسرائيلي آمالاً كبيرة على زمن صمود هذا الوضع، وهو يدرك أنه قد يضطر إلى العودة إلى القتال والسيطرة على مناطق معينة».
وسُئل أفيفي: هل يمكن أن يفسّر حزب الله الخروج البطيء للجيش الإسرائيلي بأنه خرق للاتفاق يبرر شنّ هجوم من جانبه؟ فأجاب: «يمكنه أن يفسّر الأمور بما يشاء، لكن إسرائيل تقول بوضوح إن ما يقرر ليس مهلة الستين يوماً، بل انسحاب حزب الله من الجنوب اللبناني، ونزع بناه التحتية، وانتشار الجيش اللبناني، وما دام هذا لم يحدث، فإن الجيش الإسرائيلي سيبقى في لبنان، وحتى عندما يخرج من هناك، يقول الجيش الإسرائيلي إننا سنطبّق الاتفاق في كل لبنان، وأيّ محاولة لحزب الله بشأن تعزيز قوته عن طريق البحر والبر والجو، سيردّ عليها، وسيملك الجيش الإسرائيلي حرية مهاجمته».
ويضيف: «من المحتمل ألّا يقبل حزب الله ذلك وقتاً طويلاً، ويسعى لتحدّي هذا الواقع، عندها، سنكون مستعدين لمهاجمته بصورة عنيفة جداً، أي القضاء على زعامته الحالية. يدرك الأمين العام الحالي للحزب إنه إذا تحدانا، فسيعرّض حياته للخطر. ولن يكون لديه خيارات كثيرة»...
أمّا فيما يتعلق بالاستعدادات العسكرية لاحقاً، فيشدد العميد في الاحتياط أفيفي على أن إسرائيل تملك اليوم صورة استخباراتية لا بأس بها لِما يجري في لبنان، ومع ذلك، المطلوب يقظة كبيرة: «في النهاية، لا بدّ من وجود قوات في الميدان، ومن الأمور التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي اليوم، ولم يقُم بها في الماضي، إقامة مواقع في الجيب الواقع شمال السياج الحدودي. يقول الجيش الإسرائيلي إنه موجود على الحدود الدولية حتى المتر الأخير، وفي أماكن كثيرة تقع ما وراء السياج الحدودي، الأمر الذي يضمن إقامة منطقة عازلة بين المستوطنات الإسرائيلية وبين لبنان، بحيث أن الجيش الإسرائيلي حتى عندما ينسحب، فإنه سيبقى في أجزاء كبيرة ما وراء السياج، وسيفصل بين المستوطنات وبين لبنان».
وختم قائلاً: «يجب ألّا نكون هادئين، بل يقظين ومستعدين لمواجهة أيّ سيناريو لأن الوضع غير مستقر، ومن غير الواضح إلى أين تتجه سورية، وقريباً، ستطرأ تغييرات أُخرى. إيران هي أيضاً جزء من المواجهة في لبنان، وحالياً، تتوجه معركتنا كلها نحو معالجة مشتركة مع الأميركيين لموضوع إيران، ’رأس الأفعى’، ومن المتوقع حدوث تغييرات تكتونية ستؤثر في لبنان، وفي غزة».