كرّمت نقابة أطباء لبنان في بيروت في بيت الطبيب الأطباء المصابين والذين استشهدوا خلال تأدية واجبهم خلال الحرب الأخيرة، اضافة الى الأطباء الذين مارسوا عملهم الإنساني على خطوط النار أكان في المستشفيات او المراكز المستحدثة أو في عياداتهم، وذلك برعاية وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين وحضور وزير العمل الطبيب محمد حيدر، وحشد من النواب الحاليين والسابقين وممثل عن وزير الداخلية والبلديات العميد الركن احمد الحجار، وممثل عن قائد الجيش، ونقباء حاليين وسابقين وهيئات امنية وعسكرية وسياسية اضافة الى أعضاء مجلس النقابة وحشد من الأطباء.

وألقى ناصر الدين كلمة للمناسبة جاء فيها: "في محضر الشهداء تضيع القوافي وتصمتُ الحروف. يسكت الكلام ويختفي النظم. 

يعز علينا أيها الأحبة أن نلتقي اليوم في هذا الصرح النقابي لنكرّم أبطالاً لم يحملوا السلاح، ولكنهم كانوا في الصفوف الأولى في الدفاع عن الحياة، متمسكين بواجبهم الإنساني حتى آخر لحظة. نكرّم اليوم أطباءً لم يتراجعوا أمام الخطر، بل جعلوا من علمهم رسالة، ومن رسالتهم تضحية، فاستحقوا أن يُخلَّدوا في ذاكرة الوطن شهداءً للواجب. نكرم لبنانيين وقفو مع شعبهم أمام غطرسة العدوان الإسرائيلي وهمجية آلة حربه.

إن تضحيات أطبائنا والعاملين في القطاع الصحي الشهداء ستظل شاهدة على شرف المهنة وعظمة الرسالة الطبية، فقد قدموا أرواحهم فداءً لصحة مجتمعاتهم، وسطروا أروع الأمثلة في التفاني والإخلاص. ومهما قلنا من كلمات، فلن نوفيهم حقهم، ولكننا نؤكد اليوم أن دماءهم لن تذهب سدى، وأن رسالتهم ستظل حية في قلوبنا وضمائرنا.

نيابةً عن وزارة الصحة وباسمي كوزير معني في هذا القطاع، أتعهد بأن نكمل الرسالة وأن نواصل العمل على تحسين بيئة العمل للأطباء والعاملين في القطاع الصحي، وأن نضمن لهم الحماية والرعاية التي يستحقونها، وفاءً لتضحيات زملائهم الذين قدموا أرواحهم في سبيل واجبهم.

لبنان هذا الذي قدم خيرة أبنائه سيبقى متوحدا حاملا أرزته علماً بين الأمم ورسالته الموحدة التي هي أساس قوته ومدماك كيانه. 

ختامًا، أتوجه بخالص العزاء والمواساة إلى عائلات الشهداء الأبطال، وأؤكد لهم أن أبناءهم وإخوانهم سيبقون في سجل الفخر، وأن الوطن لن ينسى تضحياتهم. رحم الله شهداء الواجب وأسكنهم فسيح جناته، وألهمنا جميعًا السير على دربهم في خدمة الإنسانية.
حمى الله وطننا العزيز لبنان وحمى حميع العاملين في القطاع الصحي".

بخاش 
بدوره قال نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش: "كنت أتمنى ان يكون هذا اليوم عنوانًا رسميًا لتكريم القطاع الصحي برمته. فما قدمه الأطباء من تضحيات وصمود لا يقل اهمية عما قدمه كل عامل في القطاع الصحي بدءًا من سائق سيارة الاسعاف مرورًا بالمسعفين وليس انتهاءا بالممرضين والممرضات والتقنيين والاداريين وكل العاملين في المستشفيات.

غير ان الظروف من حيث الزمان والمكان قضت أن يكون هذا الحفل لتكريم الأطباء الذين استشهدوا أو اصيبوا أو عالجوا المصابين في المستشفيات الواقعة على خط النار أو  الأطباء الذين صمدوا في عياداتهم الخاصة على الخطوط الامامية وكلنا يعلم أن هناك أطباء ثابروا ووصلوا الليل بالنهار التزامًا بقسمهم الطبي والتزامهم برسالة المهنة وإنسانيتها. بحيث يصح القول أن القطاع الصحي كان الجيش الابيض وأن كل طبيب كان مقاوما بالثوب الابيض مدافعًا عن الانسان وحقوقه بالصحة والشفاء والمعالجة فكيف إذا كان هذا الانسان مصابًا جراء اعمال حربية خلت من الانسانية واجتاحت الحجر والبشر .

لسنا هنا  لاسترجاع الماضي الاليم بل لنتعلم منه. لنتعلم منه ونحن على عتبة مرحلة جديدة من تاريخ لبنان الحديث أن الأمن الاجتماعي يبقى الخط الاحمر ولنتعلم المثابرة على تطوير القطاع الطبي ورفده بكل التقنيات الحديثة والمستجدات والتجارب والابحاث العلمية.

 ولا بد أن اتوقف هنا عند التعاون المثمر بين القطاعات الصحية والطبية والاستشفائية من جهة ووزارة الصحة من جهة ثانية والتزامنا كأطباء بخطة الطوارىء التي كانت قد اعدتها النقابة مع بداية العدوان على لبنان بالتعاون مع الوزارة أيضًا.

وأنحني مرة جديدة تقديرًا لكل الأطباء والعاملين في القطاع الصحي الذين كرسوا وقتهم لمعالجة الجرحى ولكل المستشفيات التي فتحت ابوابها ومراكز الطوارئ امام المصابين.  
 
وأستفيد من وجود الصديق والزميل معالي الوزير ركان ناصر الدين لنؤكد أن أي دراسات علمية لرسم خطة العمل في الوزارة يجب أن تستند الى جدول رموز الاعمال الطبية محدث ويتطابق مع التطورات العلمية لانه يشكل حجر الزاوية لاي خطة صحية اصلاحية.

 ونحن كنقابة وأطباء على استعداد لتقديم خبراتنا ودراساتنا العلمية ووضعها بتصرف الوزارة والوزير خصوصًا إنه من المفترض ان نكون على ابواب نهضة اصلاحية شاملة لا بد أن يكون في سلم اولوياتها صحة المواطن انطلاقًا من حقيقة راسخة وهي ان صحة الوطن هي من صحة المواطن.

وفي الختام لا بد من كلمة شكر للمنظمين من أطباء واداريين وكل من ساهم في انجاح هذا الحفل ولكل الحضور والمشاركين".

عبد الله
من جهته، وجّه رئيس اللجنة المنظمة الدكتور ساري عبد الله فيها "تحية إكبار الى الشهداء واهاليهم ووجه تحية تقدير الى اطباء لبنان عموما ومن وضعوا دمهم على كفهم على الخطوط الامامية اكان في الجنوب ام البقاع او سائر المناطق" .
وتحدث عن انجازات الاطباء ودورهم الريادي في الشرق الاوسط . وتوقف عند التحديات التي يعاني منها الاطباء وتحديدا اتعاب وزارة الصحة وتغطية الضمان الاجتماعي وملف العمالة الاجنبية لا سيما في بعض القطاعات الصحية.

سلوم 

وألقى امين سر النقابة الدكتور رفيق سلوم كلمة بإسم المكرّمين وجّه فيها تحية الى اطباء لبنان ومستشفياته "الذين اثبتوا في كل الظروف انهم يد واحدة وقلب واحد في خدمة لبنان وكل اللبنانيين مهما اشتدت المحن ومهما ابعدتهم السياسة ."
اضاف: اطباؤنا من سلالة الشمس يضيئون اينما حلوا يحتجبون وراء الغيوم ليعودوا كطائر الفينيق في اليوم التالي وختم بتوجيه تحية الى الوزير ناصر الدين.

وفي الختام تم توزيع الدروع على اصحابها