لبنانيات >صيداويات
الإعلامي سامي كليب يوقع كتابه في مركز معروف سعد الثقافي بدعوة من قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري
الأحد 6 03 2016 12:00جنوبيات
لمناسبة الذكرى 41 لاستشهاد المناضل معروف سعد، وبدعوة من قطاع الطلاب والشباب في التنظيم الشعبي الناصري، بالتعاون مع "صيدا تي في"، أقيم حفل توقيع كتاب الإعلامي سامي كليب بعنوان :" الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج" وذلك في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، بحضور أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد، وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، وممثلو جمعيات ثقافية واجتماعية ونسائية، وحشد من الشباب.
وكان للإعلامي سامي كليب كلمة أشاد فيها بنضال الشهيد معروف سعد. وشرح خلال كلمته التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية من محاولات ضرب عروبتها، إلى تقسيمها وتفتيتها على أسس طائفية ومذهبية. وشرح بشكل موجز عن كتابه وما يتضمنه من وثائق ومعلومات مهمة توضح أسباب الحرب على سوريا ومن وراءها.
ثم قام بتوقيع نسخ من كتابه.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، ثم كانت كلمة ألقاها عريف الحفل عضو اللجنة المركزية للتنظيم خليل المتبولي تناول فيها ذكرى الشهيد معروف سعد، وأشاد فيها بالدور الرائد للإعلامي سامي كليب في مجال الإعلام العربي. ومما جاء في كلمته:
صيدا بناسها وأهلها ... بشوارعها وأحيائها ... ببساتينها وزهرها ... بشبابها وشيبها ... بمقاوميها ومناضليها بأساتذتها وطلابها ... بفكر ونهج معروف سعد ... ترحب ونرحبّ بكم في هذا الصرح الثقافي الذي يحمل اسم الشهيد معروف سعد الذي كان يؤمن بالإنسان والثقافة.
نلتقي اليوم في الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد المجاهد الكبير معروف سعد لنستذكر هذه الشخصية التي دخلت من الباب الواسع والعريض تاريخَ النضال الاجتماعي الشعبي، هذه الشخصية الشبيهة بالأسطورة التي تحرّك الناس وتلهمهم لأجيال طويلة ، ولأنه يجب ألا ننسى أنه أولُ زعيم سياسي سقط شهيداً لقضية إجتماعية ولأجل الصيادين والعمّال ...إنّ ضيفنا الكريم الأستاذ سامي كليب كان قد قضى معظم حياته في فرنسا وبرع كإعلامي مميّز في محطات إعلامية عديدة ،إلاّ أنّه قرر أن يعود إلى وطنه لبنان الذي هجره إبان الإجتياح الإسرائيلي وبعد استشهاد والده بقذيفة ليكون جزءاً من عمل يومي يأخذ من وقته الكثير ومن خبراته.
عاد لإيمانه بأنّ الوطن العربي بحاجة ماسّة إلى إعلام موضوعي ومحترف وشريف بعيداً عن الاصطفافات المذهبية والطائفية والحسابات الضيقة التي قتلت مهنة الصحافة قبل أن تقتل أي شيء آخر.
عاد ليؤسس مع صديقه الإعلامي غسان بن جدو ، والإعلامي نايف كريم قناة الميادين التي هي مشروع عربي رائد في الموضوعيّة والإحترافية ، والتي أرادوا منها أن تكون قناة تدافع عن الإنسان العربي وأن تكون جسراً للحوار وليست قناة للفتنة وسفك الدم العربي .
سامي كليب إعلامي خلوقٌ مبدعٌ ، ذو موهبة لا يمكن تجاوزها ، وقدرة على الكتابة والتحليل السياسي وبارعٌ في طرح أسئلته ومزجها وتحريك الدفة حيثما يجب أن تتغير الريح أوتستقر مع محاوريه .
يقول ضيفنا نفتح قوسين ( إنه ليس دورنا، نحن الصحافيين، ان نحتل الشاشة لنشتم هذا ونمدح ذاك. فكيف اذا كان المادح والشتَّام قد غيّر جلده مراراً، فصار اليوم يشتم من كان يمدحه بالأمس او يمدح من كان يشتمه بالامس. وليس دورنا ان نقرأ كالببغاء ما تكتبه الصحافة الاجنبية لنؤكد مقولة او ننفي اخرى. وليس دورنا ان نكتفي بالاعتماد على وكالات انباء عالمية يتمركز جلها في دول الاطلسي التي كلما قررت معالم التاريخ، شوّهت معالم الجسد العربي. ولا دورنا ان نعتمد كتابي «صراع الحضارات» و»نهاية التاريخ» كتابين مقدسين، بينما في وطننا العربي من كتب افضل منها لقد بات الجهل سمة ملازمة للكثيرين منا. الجهل يقتلنا فنُساهم في قتل واقعنا .)
يحزننا ما نسمع عن هذا التردّي في الواقع الإعلامي والصحافي ، إلّأ أنه لا يزال هناك إعلاميون شرفاء
نظيفي الكف والضمير ، ولا يملون علينا إلا نقل الواقع السياسي بتجردٍ وموضوعية .
ولأنّه أمينٌ وموضوعي في أرائه ومواقفه وكتاباته ، خرج علينا ضيفنا في هذه المرحلة القاسية من تاريخ الأمة العربية ليقدّم لنا كتابه الذي يحمل اسم "الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج "
يختصر هذا الكتاب أبرز الأسباب الداخلية والخارجية للحرب في سوريا وعليها ، انطلاقا من وصول الرئيس بشار الأسد إلى سدة الرئاسة مروراً باجتياح العراق وصولاً إلى الحرب السورية ، كما هو محاولة تشريح بالوثائق والمحاضر السريّة والمراجع الموثوقة للأسباب الداخلية والإقليمية والدولية لواحدة من أسوأ حروب القرن ، قد نفهم أكثر عبر هذه الوثائق التي تنشر للمرة الأولى الأسباب الحقيقية لما أصاب سوريا هذا البلد العريق والمحوري من تدمير ممنهج خدم العدو الإسرائيلي قبل غيره وأظهر صور الصراع الدولي والأقليمي لرسم معالم خرائط جديدة بدماء السوريين ...
لا أريد أن أطيل وأتحدّث أكثر عن الكتاب لأنه إن وجد الماء بَطُل التيمم ، كيف وصاحب الكتاب بيننا ؟
مَن أجدر منه أن يحدّثنا عنه بإسهاب ...
رحّبوا معي بالإعلامي ومدير الأخبار في قناة الميادين والذي أعتبره المذيع الأول في العالم العربي وصاحب ثقافة واسعة وغنيّة الأستاذ سامي كليب ...
كما كانت كلمة للإعلامي سامي كليب كلمة، جاء فيها:
هناك بعض الأمكنة تزيد المقدم شرفاً وعزة وتزيد المؤلف عزة وشرفاً ... ومجيئي لهذا الصرح النضالي العروبي الذي كافح منذ ثلاثة أجيال حتى اليوم من أجل العمال والفلاحين وفلسطين وقضايانا المركزية.. أنا أشعر بفخر.. وأشعر أن فخر كتابي بدأ اليوم. اليوم أمام الحرائق العربية التي تلتهم الأخضر واليابس حين أحضر إلى مكان يكون فيه قائد وزعيم عروبي مثل الدكتور أسامة سعد ، وأتذكر الشهيد مصطفى سعد والشهيد معروف سعد اللذين قضيا من أجل القضايا المحقة الشريفة العربية لأجل الوطن ووطن أجمل، وأرى قيادات فلسطينية ويسارية وحزبية أمام الاقتتال المشبوه الذي أغرقونا فيه وهو اقتتال سني شيعي، وهو اقتتال غبي غرقنا فيه وهو من شأنه تدمير دولنا ... وأتأمل إسرائيل في هذه اللحظات العربية كم هي سعيدة وهي ترى حجم الخلافات في الواقع العربي، كما أتأمل الواقع العربي حين يغتال قائد فلسطيني في دولة أجنبية ويمر الخبر مرور الكرام. وإن تاملنا نتيجة الاقتتال الحاصل في دولنا وهي بالأساس ناتجة عن مشاريع مرسومة منذ سنوات وغرقنا فيها، لتبين لنا أنه لا يوجد لأنظمة بريئة ولا معارضة بريئة، جميعهم غرق بنفس الفخ، وبنسب معينة، هناك من غرق مع المحاور الغربية، وهناك من غرق جهلاً. كما ضرب الجيوش العربية ومنها الجيش اليمني والجزائري والليبي والعراقي وغيرها من الجيوش التي كانت الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية والقضايا العربية التاريخية كان مخططاً له. فلماذا كان يراد من هذه الدول أن تقام على أرضها الديمقراطيات، ولا يحكى عن دول أخرى لا ديمقراطية فيها؟
لقد أطلقوا الربيع العربي الذي بدأ بمطالب محقة، وتحول الوطن العربي إلى ساحة تآمرت فيها الدول الغربية علينا. ونحن موجودون في قلب هذه المؤامرة. وتحويل الفلسطيني إلى مشبوه في الدول العربية هو جزء من المؤامرة، وكل ذلك هدفه إلغاء حق العودة وتحويل القضية باتجاه أن فلسطين لم تعد الأولوية حالياً.
وانتقد سامي كليب كم الهجوم الذي يتم التعرض به لكل من يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي كلمة عروبة أو فلسطين، في إشارة إلى أن ذلك لم يعد أولوية عند الكثيرين. وقال كليب:" إنني سعيد بينكم وأنا أرى وجوه عروبية. وادعو إلى الحفاظ على ما وصلنا إليه من تقدم، وأن تنتصر العروبة. ومحاولات تحويل المقاومة إلى مقاومة رافدية وشيعية والآن إرهابية هي كلها تصب في إطار التحديات التي تواجهها الأمة العربية. وتحويل الانتباه لكي تهتم كل دولة بشؤونها وعدم الالتفات إلى أي دولة أخرى. وهنا في لبنان أصبحت القضية الأساسية هي كيفية رفع النفايات من الشوارع".
وحول ظروف كتابتي لهذا الكتاب، قال كليب:" حين وضعت الكتاب فكرت ما الذي يمكن أن أقدمه من جديد لقارىء كافر في كل القضايا والبلدن ومنقسم بين بشار الأسد لوصفه بالديكتاتور أو المعارضة العميلة. كل قراءة ولها تفسيرات. هذا الكتاب سيوضح للقارىء ما الذي يحصل في الدول العربية، وسوريا تموذج يحصل فيها غير ما يقال. كل طرف يتحمل المسرولية. لا النظام السوري بريء ولا المعارضة بريئة، هناك نسب متفاوتة من تحمل المسرولية، وأخطاء تراكمت. وبعد اطلاعي على عدد كبير من الوثائق تبين أن المسعى الاول من ضرب الدول العربية هو إنهاء عصر المقاومة، وكل ما خطط له في الدول العربية وتقسيم الدول العربية ها هو ينفذ اليوم. وسبب ارتفاع مبيع كتابي في الدول العربية واحتلاله المراتب الأولى في المبيه يعود لسببين برأيي: الأول لكون القراء يحبون كاتبه وأنا سعيد بذلك، ولكنني لا أعتبره السبب الأساسي . والسبب الثاني يعود لكون أن الناس تريد رؤية قراءة جديدة للحراك في الدول العربية، الناس بدأت تتحلى بوعي أكبر لمسألة أن ما حصل غير مرتبط بموضوع الحريات والديمقراطية، بل هدفه تفتيت الدول العربية لإنهاء قضية فلسطين، وإنهاء كل من يفكر بفكر مقاوم على امتداد الوطن العربي. ولكي نبدأ بالوعي نحن بحاجة لفكر الشهيد معروف سعد والراحل مصطفى سعد، ومعاونة والسير مع الدكتور أسامة سعد لأن هذا المشروع الوطني من شأنه أن ينقذنا من المشاريع الطائفية والمذهبية والدينية، وكلها ستسقط ، ولا بد لنا من العودة إلى العروبة الصحيحة وليست العروبة التي تمارس اليوم بقمع الحريات في بعض الدول. هذه الانقسامات في الوطن العربي تفقدنا كرامتنا، والأمل الوحيد هو بالنهوض والتمسك بعروبتنا اليوم أكثر من أي وقت مضى.
وعند انتهاء الإعلامي سامي كليب من كلمته، قدم له أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد درعاً تقديرية عربون محبة له باسم قطاع الطلاب والشباب. كما قدم له نسخة من كتاب " معروف سعد ... نضال وثورة"...
وجرى في ختام الحفل توقيع كتاب الإعلامي سامي كليب :" الأسد بين الرحيل والتدمير الممنهج".