مقالات مختارة >مقالات مختارة
المزارعون يشكون شح موسم الزيتون بسبب تأخّر هطول الأمطار
السبت 21 10 2017 09:58ثريا حسن زعيتر:
لم يأتِ فصل الشتاء هذا العام وفق حسابات المزارعين، الذين تفاجأوا مع أصحاب كروم الزيتون في لبنان، بتأخير هطول الأمطار، ما أثّر على رَيْ شجرة الزيتون، فجاء الموسم شحيحاً وضعيفاً جداً، وليس كما كان في العام السابق..
استعد الجميع مع عائلاتهم والعمّال لقطاف الزيتون في كروم ازدانت بالبركة، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن، ليُضاف "شح الموسم" الذن ينتظرونه بفارغ الصبر، إلى الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون على مختلف انتماءاتهم ومناطقهم..
يُعتبر موسم قطاف الزيتون مناسبة سنوية يجتمع فيها الأهل والأقارب والأصدقاء ليتعاونوا على القطاف، حرصاً على عدم الإضرار بالشجر.
وفي أيامنا الحالية، الكثير من أصحاب الكروم باتوا يستعينون بالعمّال لانشغال أولادهم بالعمل أو الدراسة، وفي أيام العطل يكون الجميع كخلية النحل في كرومهم.
يتم جمع الزيتون من خلال فرش قطع كبيرة من البلاستيك أو الخيش أو القماش تحت الشجر، لتغطية المساحة الكاملة التي تسقط فوقها الحبّات، ثم جمعها وتعبئتها في صناديق أو أكياس خاصة بها، حتى يتم أخذ الزيتون للاستعمال أو إرساله إلى المعصرة لتحويله إلى زيت.
موسم ضعيف
* في أحد كروم الصالحية - شرق صيدا، ما زالت الحاجة فاطمة قدّورة "إم جلال" (74 عاماً) تعمل بنشاط منذ 27 عاماً، رغم تجاعيد وجهها ويديها الخشنتين من تعب السنين، تشرف على كرومها وعمّالها، وقالت: "لديَّ كروم من الزيتون أعمل فيها بيدي، للأسف هذا العام كان الموسم ضعيفاً لم يحمل الكثير من الزيتون، وليس فيه زيت بكمية كبيرة، والسبب يعود إلى قلّة الأمطار، أما في العام الماضي فكان الموسم أفضل بكثير، وعلى الرغم من قلّة الزيتون، لكن كان فيه زيت، ولديَّ 6 عمّال وكل 3 أيام ننتج 5 تنكات زيت فقط، إنّما في العام الماضي كل يوم كنّا ننتج 3 تنكات زيت".
وأضافت: "هذه كروم تنتج من أطيب الزيت في المنطقة وتُسمّى كروم "اللتوت والخربة والنقبة والمروج"، وهي تابعة لبلدة الصالحية، وأتشارك أنا وصاحب الأرض بالنص، حيث يعمل معي 6 عمّال منذ الصباح وحتى الغروب وأدفع يومياً لكل واحد منهم 35 ألف ليرة لبنانية".
وتابعت: "منذ 27 عاماً أعطي صاحب الكرم نصف ما ينتج من الزيتون والزيت، ومنذ أنْ استلمت الكروم، لم أغب عنها يوماً واحداً، ولا أترك العمّال لوحدهم، بل أعمل معهم، وأشرف على كل حبة من الزيتون، وكيفية القطاف، وأنا سعيدة جداً، فأنتظر هذا الموسم كل عام بفارغ الصبر، فهذا الموعد ليس مناسبة للرزق فقط، بل هناك حكاية عشق بيني وبين شجرة الزيتون وحبي للأرض".
* في المقلب الآخر، يقف "أبو الياس" وبيده عصا، يضرب بها أغصان الأشجار، مؤكداً أنّ "هذا الموسم ضعيف جداً، لقد تأخّر الشتاء، لذلك حبة الزيتون لا يوجد فيها زيت، فأنا أنزل من الصباح مع العمّال إلى الكروم كي نقطف الزيتون، في السابق كنّا نجتمع مع العائلة للقطاف، أما حالياً فالكل مشغول، وأصبحنا نستعين بالعمّال، حيث يجب دعم الزراعة ومنها زراعة الزيتون، لأنّها شجرة مباركة من الله سبحانه وتعالى، وهناك ضرورة بالمحافظة عليها لتبقى أرضنا تنبض بالحيوية والاخضرار في كل الفصول والمواسم".
ومن أجل الحصول على زيت زيتون ممتاز، يحرص المزارعون على أداء كل الخطوات بعناية ودقة، بدءاً من قطف حبّات الزيتون حتى عصرها، وينصحون عادة بعصر الزيتون بعد قطفه مباشرة، لينتج زيتاً ذا جودة ممتازة، ولكل مزارع طريقته الخاصة في قطف الزيتون وتخزينه، ويتم بيع الزيتون حسب جودة الحبّة، حيث يُباع الكلغ بين 5-6 آلاف ليرة لبنانية حسب حجم الحبة، فيما تُباع تنكة الزيت بـ225 ألف ليرة لبنانية.
معصرة الزيتون
* داخل معصرة حسن زهور في حارة صيدا، تفوح رائحة زيت الزيتون الزكية، فالمعصرة في موسم الزيتون تكون كخلية نحل تعمل ولا تتعب، وقال زهور: "موسم هذا العام ضعيف وشحيح، والسبب يعود إلى قلّة هطول الأمطار، فنحن ننتج في اليوم حوالى 80 تنكة، لكن في الأعوام السابقة كنّا ننتج حوالى 100 تنكة زيت، فهذا الموسم هو نصف موسم، ونحن نستلم حبات الزيتون وتتم عملية الفرز، وثم نقوم بعصر الزيتون".
حبّات الزيتون
خلال قطف الزيتون
الحاجّة "إم جلال"
حبّات الزيتون
الحاجّة "إم جلال"
خلال قطف الزيتون
خلال قطف الزيتون