عام >عام
تفكيك آثارات الباشورة لصالح مشروع ضخم: هل ستعود الى مكانها مستقبلا؟
تفكيك آثارات الباشورة لصالح مشروع ضخم: هل ستعود الى مكانها مستقبلا؟ ‎الأحد 30 09 2018 13:14
تفكيك آثارات الباشورة لصالح مشروع ضخم: هل ستعود الى مكانها مستقبلا؟

جنوبيات

 

ضجّت ​مدينة بيروت​ بقضية نقل السور الروماني القديم في مدينة الباشورة الذي يعدّ أحد أهمّ المعالم الأثرية في المدينة لصالح مشروع عقاري ضخم، أمام هذا المشهد يسأل أهالي المنطقة "لماذا هذا التدمير الممنهج للمعالم الأثرية التي يجب تحصينها عوضاً عن العمل بطريقة أو بأخرى للقضاء عليها"؟.

يتوقّع أن يجتاح مشروع عقاري ضخم ​الآثار​ الرومانية في الباشورة والتي تنقسم الى جزئين، السور الروماني الضخم والمدافن القديمة. في هذا الاطار تشرح مصادر في مديرية الاثار أن "وزير الثقافة ​غطاس خوري​ اتخذ القرار بتقسيم المشروع الى قسمين الاول هو الدمج والثاني اعادة الدمج"، شارحةً أن "أن جزءاً من المدافن القديمة سيبقى مكانه على أن يشيّد المشروع تحته أو فوقه والقسم الآخر من سيشهد إعادة دمج، أي أنها ستنقل من مكانها على أن تعاد إليه بعد تشييد المشروع". أما في القسم المتعلّق بالسور الروماني، فتشير المصادر الى أن "إعادة الدمج ستحصل عبر تفكيكه من مكانه على أن يعاد تركيبه بعد تشييد المشروع".

تشير المصادر في المديرية العامة للآثار الى أن "وزير الثقافة إتخذ هذا القرار بمرسومين يحملان رقم 3056 و3057 لتسهيل المشروع الذي تنفذه شركة "عليا" العقارية. وفي حال الرفض على اعتبار أنها منطقة أثرية فعلى الدولة عندها أن تستملك تلك العقارات وهذه المسألة ستكلف ملايين الدولارات"، مؤكدةً في نفس الوقت أن "الآثار ستعود الى مكانها بعد تنفيذ المشروع العقاري وسيكون متاحاً للسواح بزيارتها".

في مكان السور الروماني القديم لم تنتهِ أعمال الحفريات للكشف عن الاثار هناك بشكل كامل. وهنا تلفت مصادر أخرى مطّلعة على الموضوع الى أن "تقريراً وصل الى وزير الثقافة من قبل خبراء عاينوا الآثار هناك يتحدّث عن ضرورة اعتماد الدمج مع استكمال الاعمال في مكان الحفر حتى الكشف عن السور الروماني القديم بشكل كامل، وليس التوقف عن الاعمال والبدء بمشروع عقاري ونقل الجزء المكشوف عنه من السور ومن ثم اعادة تركيبه"، شارحةً أن "الدمج مهم وبالتالي يصبح وكأن هناك متحفا في المشروع، وهذا ما يحدث في البلدان الاوروبية"، مشيرةً الى أن "قرار الوزير هو نهائي وجاء لناحية الدمج واعادة الدمج دون الاخذ بعين الاعتبار التقرير المرفوع".

المصادر "لا ترى ضرراً في قضية الدمج وباعادة الدمج في الاثار المذكورة"، ولكن "الخطورة تبقى في التنفيذ، والى حين البدء في البناء فإن الآثار ستحفظ في مستودعات ​وزارة الثقافة​ أو في مكان هي تختاره لتبقى الانظار موجهة حول اذا ما كانت ستعاد الى مكانها بعد الانتهاء من التشييد أو خلال التشييد".

إذاً، حالياً السور الروماني القديم والمدافن في الباشورة لن تعود موجودة في مكانها لفترة من الزمن على حدّ قول المعنيين، ليبقى السؤال: هل ستعاد الى مكانها بعد تشييد المشروع أم أن الزمن سيطوي صفحتها؟.