بأقلامهم >بأقلامهم
"مشروع خارج الموضوع"..
جنوبيات
يقول الله تعالى في محكم تنزيله: "وما أمرنا إلّا واحدة كلمح بالبصر".
في حياتنا التي نعيشها بحلوها ومرّها، بصعودها وهبوطها، في تلاوينها وتفانينها، تبرز أمور تحيّر العقول، وتبهر الأنظار، وتجعل الحليم حيرانَ. "فكلّ أمر الله في كونه كلمح البصر".
فلا تستبعد فرجًا، ولا تستبطئ خيرًا، فما يأذن الله به لا يمنعه مانع، ولا يردّه رادّ.
وفي خضمّ واقعنا المأزوم، في هذا البلد المحروم من أبسط قواعد العدالة الاجتماعيّة، وحيث المواطن المظلوم يشكو فداحة أعمال الساسة القهريّة، وفي ظلّ هيمنة الأبالسة الفهرنتيتيّة، نقول وبالفم الملآن، مع المدّ الجارف من الأحزان أنّ الأبالسة ثلاثة ألوان:
لون يخشى من آية الكرسيّ.
ولون يخاف من فقدان الكرسيّ.
ولون يهلّل للجالسين على الكرسيّ.
وجميع هؤلاء الأصناف بتلاوينها متوفّرة وبكثرة في بلدنا الحزين.
وللدلالة على الكمّ الهائل من الأفعال الهمايونيّة يبرز إلى الملأ:
"مشروع قانون الكابيتال كونترول المقدَّم من الحكومة، وهو يتمحور حول التقوقع المادّيّ المنبعث من الانبثاق المعنويّ المتأتّي عن تمركز الفكر الاقتصاديّ.
والشاطر يفهم!
مع العلم أنّه سبق للسلطة التشريعيّة أن ردّت اقتراح قانون في هذه المواصفات "الماورائيّة" حيث مال المودعين لبّ القضيّة لإراحة الطبقة المخمليّة من كنه المسؤوليّة الحقيقيّة.
يقول أحد الحكماء: "من اعترف بجهله فقد انكشف أمره مرّة، أمّا من لم يعترف فقد انكشف مرّات".
أمّا في بلدنا المقهور على مرّ العصور، والمحكوم من زمرة من نسل الديناصور، فإنّه لا مجال من الاعتراف بالخطأ وإن كان فضيلة.
فالجهل المطبق والمقصود هو كالحوض المرصود لتبيان الطهارة في زمن الدعارة.
وقد صدق من قال: "العلم يرفع بيتًا لا عماد له..
والجهل يهدم بيت العزّ والكرم".