يعتبر الكربوهيدرات عنصراً غذائيّاً مهمّاً خلال يومك. على كلّ شخص استهلاك الكربوهيدرات، بما في ذلك مريض السكريّ، فهي مصدر أساسيّ للطاقة في الجسم وغنيّة بالألياف والفيتامينات والمعادن، لا سيّما أن الغذاء الصحيّ يمنع مضاعفات مرض السكريّ.

نسمع كثيراً بأن الكربوهيدرات مضرّ بمرضى السكريّ، لكنّنا لا نعلم إن كان ثمّة من شروط تتعلّق بالكميّة والأنواع!
باعتبار الكربوهيدرات المعقّدة، أي النشويات، أهمّ مصدر للطاقة اللازمة لوظائف الأعضاء الحيوية، فإن النصيحة لمرضى السكّري بتناول النشويات، إنّما باعتدال. فما هي الكميّة المسموحة، وما هي أفضل الأنواع التي يمكن لمريض السكّري تناولها؟
 
تشرح اختصاصية التغذية داليا حرب لـ"النهار" أنه "عندما نتناول الأطعمة الغنية بالنشويات، يعمل الجسم على تحويل الكربوهيدرات والسكريات إلى "غلوكوز"  يدخل في مجرى الدم. عندها، يقوم البنكرياس بفرز هرمون الأنسولين، الذي يعدّل بدوره مستوى السكّر في الدم.
 
لكن مرضى السكّري غير قادرين على إنتاج أو استخدام الأنسولين بشكل فعّال، وهذا يعني أن الغلوكوز لا يُمكن أن يدخل الخلايا ويبقى في الدم، ممّا يزيد من مستويات السكّر في الدم. لهذا السبب، من الضروري أن يراقب مرضى السكّري كميّة الكربوهيدرات التي يتناولونها، بالإضافة إلى اختيار أنواعها الصحيّة.
 
وتبقى القاعدة الأساسية اتّباع نظام غذائيّ صحيّ بإشراف اختصاصية تغذية، يكون غنيّاً بالألياف، وقليل الدهون المشبعة والكوليسترول والملح والسكّر الأبيض، في الوقت الذي تجب فيه ممارسة الرياضة بشكل دوريّ.

ما هي الكمية الموصى بها؟

تؤكد حرب أن "كمية الكربوهيدرات أو النشويات ترتبط بالعمر، الوزن، معدّل السكر في الدّم، نوع مرض السكريّ الذي يعاني منه المريض والأدوية التي يتناولها. وبالتالي، بعد اطّلاع اختصاصيّة التغذية على كلّ هذه المعلومات تحدّد الكميّة المناسبة لكلّ مريض.
 
والأهمّ هو احتساب عدد الكربوهيدرات في وجبتك، وتطابقها مع كميّة الأنسولين المقرّرة من الطبيب المختصّ. أما إذا كنت تتناول الأدوية، فهنالك طرق أخرى باحتساب الكاربوهيدرات، تساعدك في إنجازها اختصاصيّة التغذيّة.
 
خيارات صحيّة بديلة
 
إن التوازن الصحيح بين والنشويات والألياف أمر أساسيّ للحفاظ على نسبة السكّر في الدم. وتشير حرب إلى أنّ "الدراسات العلميّة أثبتت أن السكريات المضافة ترفع نسبة السكّر في الدم بسرعة؛ لذلك إذا كنت تعاني من مرض السكريّ فعليك:
 
* استبدال الأطعمة التي تحتوي على سكر مضاف مثل الكعك والبسكويت والمشروبات الغازية، الكاتشاب، المايونيز وغيرها من الصوصات الجاهزة… بأطعمة أخرى تحتوي على السكر الطبيعيّ مثل الفواكه الطازجة، الحليب ومشتقاته...

* الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالنشويات السهلة، واستبدالها بالنشويات المعقّدة، كاستبدال السكّر الأبيض بالمحليّات الطبيعيّة كالعسل والدبس، واستبدال الخبز الأبيض بخبز القمح الصافي، وتناول الحلويات المنزليّة عوض تناول الحلويات العربيّة.
 
* احتساء الكحول باعتدال لأنها تحتوي على كميات من السكّر.
 
أمّا بالنسبة إلى الألياف، فهي تساعد على امتصاص السكّر وخفض مستوياته في الدم. فالفواكه، الخضراوات، الحبوب الكاملة، الأرز الأسمر، المكسّرات والبذور تُعدّ من الأطعمة الغنيّة بالألياف. كذلك الألياف تساعدك على الشعور بالشبع لوقت أطول، وتحافظ على سلامة الجهاز الهضمي.