بأقلامهم >بأقلامهم
هيل.. يكشف تقاعس الفاسدين
جنوبيات
كلام دافيد هيل المتفائل عن لبنان، يستحق التوقف عنده، بل ويجب أن يكون في صلب جلسة الحوار النيابي التي دعا إليها الرئيس نبيه بري الخميس المقبل.
صحيح أن السفير الأميركي السابق ترك الخارجية الأميركية، ويترأس اليوم معهد ويلسون للأبحاث والدراسات والمؤتمرات، ولكنه مازال يُعتبر أحد الخبراء البارزين في شؤون الشرق الأوسط عامة، والشأن اللبناني خاصة، وكلامه المباشر عن الوضع الحالي في لبنان فيه الكثير من الواقعية والصراحة، لحث السياسيين اللبنانيين على التحرك في إتجاه سبل الإنقاذ، لإخراج بلدهم من دوامة الأزمات الراهنة.
قد تكون «وصفة» الديبلوماسي الأميركي المخضرم ليست جديدة، ولكنها تؤكد من جديد مدى تقاعس المسؤولين اللبنانيين عن القيام بواجباتهم، إلى حد الإجرام والتضحية بمصير شعب بكامله، إرضاءً لنزواتهم المالية التي لا تحدّ ولا تُحصى، والتي أودت بالبلاد والعباد إلى الإفلاس الكامل.
أهمية كلام هيل تكمن في تأكيده، من موقع الخبرة والمتابعة، أن وضع لبنان ليس ميؤوساً منه، ولكنه يُعاني من التأخر في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، لعدم توفر الإرادة لدى المسؤولين والسياسيين على سلوك طريق الإنقاذ، وإستعادة الثقة الداخلية والخارجية بالقدرات اللبنانية.
وإشارة هيل إلى إستعداد الدول المانحة للمساعدة الجاهزة لدعم الجهود اللبنانية الجدّية للخروج من التردي المالي والإقتصادي، تؤكد أن الأشقاء والأصدقاء مازالوا أحرص على وطن الأرز من الحكام اللبنانيين أنفسهم، الذين يلهثون وراء مصالحهم، ويُكدّسون الثروات الحرام على حساب نهب الشعب ومدخراته في المصارف، وإفلاس الدولة بالسطو على أموال المرافق العامة، والمتاجرة بالمشاريع الوهمية، وفي مقدمتها الكهرباء والسدود المائية الفاشلة.
المأساة الحقيقية تكمن في أن المنظومة السياسية لبست جلد التماسيح، وأغمضت عيونها عن الإنهيارات المستمرة، وأصمّت آذانها عن آلام الأكثرية الساحقة من اللبنانيين الذين سقطوا تحت خط الفقر في غفلة من الزمن الجميل.
حسبك الله يا شعب لبنان العظيم على هؤلاء الحكام الفاسدين.