بأقلامهم >بأقلامهم
​دولة العار
​دولة العار ‎الأربعاء 13 12 2023 09:51 غازي العريضي
​دولة العار

جنوبيات

استخدم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس صلاحياته ودعا الى جلسة لمجلس الأمن استناداً الى المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية معتبراً " أن ما يجري في غزة يهدد السلام والأمن الدوليين " وقال : " أحث المجلس على المساعدة في تجنّب وقوع كارثة إنسانية وأناشد إعلان وقف إنساني لإطلاق النار "!!
عقدت الجلسة . صوّتت أميركا ضد القرار الذي يدعو الى وقف النار استجابة لطلب غوتيريس . الأمر ليس غريباً . هذه عادة وتقليد أميركي دائم . الأولوية الثابتة اسرائيل مهما فعلت . عند أفعالها تسقط كل أشكال ومبادئ الشرعية الدولية والقوانين المتعلقة بالأمن والسلام وحق الشعوب في تقرير مصيرها وحقوق الانسان والحرية والديموقراطية وغيرها من القيم . استمرت اسرائيل في عدوانها . يريدون الأمم المتحدة وقراراتها غب الطلب لتلبية حروبهم وسياساتهم وأهدافها وإدانة من يعارضهم ( أوكرانيا اليوم أبرز مثال ) .
وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين ردّ على أمين عام الأمم المتحدة : " ولاية غوتيريس تمثل تهديداً للسلام العالمي " !! الرجل قام بالحد الأدنى من واجباته أمام المحرقة المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني . أصبحت ولايته واحترامه لموقعه ومسؤولياته تهديداً للسلام العالمي في نظر اسرائيل التي لم تتوقف عن انتقاده والدعوة الى إقالته . وكرّر كوهين موقفه فقال : " دعوة غوتيريس الى جانب حماس والمطالبة بوقف النار عار على موقفه وعلى الأمم المتحدة  . شكراً لحليفتنا أميركا دعمها في المعركة من أجل إعادة المختطفين والقضاء على حماس الذي سيجلب مستقبلاً أفضل للمنطقة " !! 
غالبية دول العالم كرّرت الدعوة الى وقف إطلاق النار وعدد من الدول الحليفة لأميركا والمؤيدة بقوة لاسرائيل في ما تفعله في غزة صوتت في مجلس الأمن الى جانب دعوة غوتيريس . وآخر المواقف البيان المشترك الذي صدر عن رؤساء وزراء استراليا وكندا ونيوزيلندا والذي دعا الى " دعم الجهود الدولية العاجلة صوب وقف إطلاق نار دائم في غزة " . هل مواقف العالم هذه عار على دوله وشعوبه واسرائيل وحدها وتدعمها أميركا دولة إنسانية وأخلاقية وميزانها ومعيارها هما اللذان يجب اعتمادهما في كل سياسات الدول لتكون في خدمتها ؟؟ باختصار اسرائيل هي دولة العار من الأساس وكل يوم تثبت ذلك في ممارساتها ومواقفها !!

المصدر : جنوبيات