بأقلامهم >بأقلامهم
"خفايا الأحاديث"!
جنوبيات
من المعروف منذ القِدم أنّ المجالس أمانات والبيوت أسرار، و"خفايا الأحاديث" لا يعلم بها إلّا أصحابها احترامًا للخصوصيّة والسرّيّة التّامّة.
أمّا في هذه الأيّام العجاف فقد انتشرت ظاهرة خيانة المجالس، وتتّخذ مظاهر شتّى أهمّها:
أن تجد أحدهم يجالسك ويكلّمك، وإذ به يصوّرك خفية، أو يسجّل حديثك من دون علمك ولا إذنك.
ومنهم من يكلّمك هاتفيًّا ويسجّل مكالمتك بلا إذن منك.
ومنهم من ترسل له رسائل على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، مكتوبةً كانت أم صوتيّة، فيقوم بإرسالها لبعض الأشخاص، أو يتداولها عبر وسائل التّواصل من دون استئذانك.
ومنهم من يتحدّث معك هاتفيًّا ويفتح مكبّر الصّوت (Speakerphone) بدون علمك حتّى يسمع مَن بجواره كلامك الذي قد يتضمّن أسرارًا وخصوصيّات، أو يهدف إلى الإيقاع بينك وبين بعض الأشخاص، فيكون بمنزلة السّعي بالنّميمة والتفريط بأمن المجالسة.
فقد ورد في الأقوال المأثورة:
"المجالس بالأمانات". وقيل أيضًا: "لا يدخل الجنّة نمّام".
لذا، اتّقوا الله في أنفسكم وفي مَن يجالسكم.
فالبشرُ كالحروفِ الأبجديّةِ:
بعضُهم...يبشّرُ بالفتحِ.
وبعضُهم...يستحقُّ الضمَّ.
وبعضُهم...يستأهلُ الرّفعَ.
وبعضُهم...من أهلِ النّصبِ.
وبعضُهم...يستحقُّ الكسرَ.
وبعضُهم...لا محلَّ لهم من الإعرابِ.
أمّا البقيّةُ الباقية...فهم حروفُ علّةٍ.
إنّها دعوة لحفظ أمانة المجالس وأسرار البيوت.