بأقلامهم >بأقلامهم
"لماذا الفقراء..."؟!



جنوبيات
في زمن العوالم المزريّة، والأزمات العتيّة، والكوارث القويّة، والماورائيّات الخفيّة، تبرز القطب المخفيّة، لتحطّ رحالها على الفقراء دون سواهم.
ولوضع الصّورة في سياقها المحزن والمخزي في آن، نرى الآتي:
لا يدفع ثمن الحروب والدّمار على مرّ الزمان سوى الفقراء.
لا يدفع ثمن التّطرّف الدّينيّ القاتل سوى الفقراء.
لا يدفع ثمن الجهل البغيض، والتخلّف الأعمى، واستغلال الإنسان سوى الفقراء.
الفقراء وحدهم يذهبون ضحيّة التعبئة والفتن المذهبيّة، بينما الفاسدون والسّياسيّون الحاقدون يجلسون وراء موائد الزّخرفات والخزعبلات ويشربون نخب الصّفقات.
في المقابل، يموت أطفال الفقراء كلّ يوم في مواكب الذّلّ والحرمان والموت البطيء بسبب الجوع المقيت، فضلًا عن انفجارات الصّدفة ومن يقف وراءها. ناهيك عن الذين يموتون في البحار الهائجة، والمنحدرات المائجة، والبرد والصّقيع، ولا أحد يفعل شيئًا لإيقاف تلك الحروب العبثيّة، الوسخة، اللاإنسانيّة.
وفي لبناننا العزيز الغالي يبدو أنّ الفقر أصبح "السّمة" العامّة، والقهر أضحى "صفة" لكلّ متسلّط لا يعرف معنى كلمة "إنسان".
لماذا الفقراء هم من يدفعون هذه الفواتير؟!
الجواب:
لأنّ السّواد الأعظم من الشّعب الغافل، والغافي، والغاشي، والماشي، لا ينتخب إلّا المشاهير الذين هم على وزن "شرّير".