فلسطينيات >الفلسطينيون في لبنان
المرتضى يرعى إحياء الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية
الاثنين 13 05 2024 14:46جنوبيات
أحيت سفارة دولة فلسطين والرابطة الثقافية في طرابلس "اليوم الوطني الثقافي الفلسطيني" في الذكرى الـ76 للنكبة، على مسرح الرابطة، بمشاركة فرقة "عشاق الأقصى للأغنية الوطنية"، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى وحضوره والنائب أشرف ريفي، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور ممثلاً بمصطفى حمادي، سفير تونس بوراوي الإمام ممثلاً بقنصل تونس الفخري المحامي محمد هرموش، رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ممثلاً بأحمد البدوي، نقيب الأطباء في طرابلس والشمال الدكتور محمد صافي، نقابة محرري الصحافة اللبنانية ممثلة بأحمد درويش، رئيس الرابطة الثقافية الصحافي رامز الفري، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في الشمال مصطفى أبو حرب ممثلاً بجمال كيالي، مسؤول "المؤتمر الشعبي اللبناني" المحامي عبد الناصر المصري، نقابة الفنانين في الشمال ممثلة بكمال المصري، مسؤول مكتب العمل الوطني في التيار "الوطني الحر" داني سابا، الرئيس المؤسس لجمعية "كشافة الغد" القائد عبد الرزاق عواد، مفوض كشافة "البيئة" القائد مراد عبوشي، رئيس الأكاديمية الدبلوماسية الدولية الدكتور عمر الحلوة، رئيسة "الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة" ناريمان الجمل، القاضية هانيا الحسن، مديرة "كورال حنين" في سوريا الدكتورة نهى بشور، رئيس "اللقاء الشعبي" في طرابلس الدكتور باسم عساف، رئيسة "جمعية طرابلس حياة" المحامية سليمى اديب، ممثل "اللقاء الوطني الشمالي" الإعلامي عماد العيسى، ممثل جمعية "الوفاق الثقافية" وهبة الدهيبي، الدكتور زين المصطفى، مديرة جامعة "aul" في طرابلس الدكتورة امتثال عكاوي، ممثل أسرة "الملتقى الأدبي" الدكتور رياض عبيد وممثلين عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية في الشمال والروابط الاجتماعية والمؤسسات الكشفية والمدنية الفلسطينية وهيئات نقابية وحزبية وثقافية واجتماعية وكشفية لبنانية وصحافيين وإعلاميين.
المرتضى
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان، ألقى المرتضى كلمة، قال فيها: "لأننا اليوم واقفون على منبر خطابة وأغنيات، لنؤكد فعل المقاومة، لا سيما الثقافية ضد العدو المغتصب. لا أتمالك صوتي من أن يردد على مسامعكم، عن أولئك المقاومين الأبطال في غزة الصامدة وجنوبنا الأبي، شهداء كانوا أم مشاريع شهادة، هذا المقطع الشعري لتوفيق زياد: أناديكم، أشد على أياديكم، أبوس الأرض تحت نعالكم، وأقول: أفديكم. وأهديكم ضيا عيني، ودفء القلب أعطيكم، فمأساتي التي أحيا، نصيبي من مآسيكم. لكن الحقيقة أن مآسي الأرض من أدناها إلى أقصاها، لا تعادل شيئا من مأساة غزة، التي تواجه منذ سبعة أشهر بإرادتها العزلاء ظلم العالم أجمع. فالإبادة المنظمة للحياة فيها ليست صنيعة آلة الحرب الصهيونية المذخرة من الغرب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، بل هي أيضا نتيجة تخاذل ذوي القربى، أو أكثرهم، وغياب الضمير العالمي، أو جله، حتى ليصح السؤال عما إذا كانت فلسطين وحدها رازحة تحت الاحتلال، أم القيم الإنسانية أيضا، تلك التي شوهها اليهود بعنصريتهم، واحتلوا بلادها، وأنشأوا فيها مستوطنات لشبقهم إلى سفك الدماء".
أضاف: "اليوم ترفع المقاومة الثقافية أعلامها في الجامعات على امتداد الصحوة الطلابية التي ستجتاح بلا ريب حدود الحاضر مع المستقبل. هذا العدد الهائل من الشهداء الأبرياء، هذا الدمار الذي لا نظير له منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الجنون المتمادي المصر على ارتكاب المجازر اليومية، كل هذا سينهزم أخيراً أمام إرادة المقاومين وأصوات الطلاب والمتظاهرين، وقصائد الشعراء ودموع الأمهات لأنه التعبير الدموي عن الأزمة الوجودية التي تعصف بالكيان المغتصب وتقبض على أنفاس قادته وجيشه ومستوطنيه".
ولفت إلى انه "بالأمس تناقلت الأخبار تقريرا من حيفا عن الأوضاع في شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع الجنوب اللبناني، وفيه أن رؤساء بلديات المستوطنات والقرى هناك يهددون بالانفصال عن الكيان المغتصب وإنشاء ما سموه دولة الجليل الأعلى، وذلك بسبب عجز قادة الحرب الإسرائيليين عن إعادتهم إلى ما يزعمونه بيوتهم. هذا الموقف، وإن كان لا يعدو كونه تعبيرا عن استياء الصهاينة من عجز دولتهم، يشكل في الوقت نفسه صورة حقيقية عن واقع التفسخ واليأس السائد بينهم والذي سيفضي في نهاية المطاف إلى تركهم هذه الأرض التي أوهموا بأنها ستكون لهم أرض اللبن والعسل، فإذا بها جهنمهم وجحيم آمالهم وأحلامهم المريضة، وستبقى كذلك حتى يرحلوا عنها مهما استشرسوا في القتل والتدمير".
وختم قائلاً: "أيها الأصدقاء، يحكى أن الاسكندر قال، "استعبدت شعوب آسيا لأنها لم تتعلم أن تقول لا". أما الشعب الفلسطيني فثقافته الوطنية هي أن يقول دائما: لا للاحتلال، لا للنسيان، لا لسكنى الشتات، ولا للتطبيع ولذلك سينتصر. الكلمة رصاصة واللحن رصاصة. عشتم عاشت فلسطين وعادت حرة من النهر إلى البحر وعاش لبنان".
علوان
وكانت الإعلامية علوان ألقت كلمة في مستهل اللقاء، قالت فيها: "من السفارة الثقافية للقضية الفلسطينية في طرابلس شمالي لبنان، من الرابطة الثقافية، سلام لأرض خلقت للسلام، وما رأت يوماً سلاما، سلام إلى أرض برائحة الشهداء، سلام إلى ارض ستبقى ما بقي الزيتون والزعتر، سلام إلى ارض القيامة و الإسراء، سلام إلى محراب البتول وثغور الرباط، سلام إلى قدسنا السليب وغزة أرض العزة، إلى فجر سيشرق فوق الربى مهما تخاذل المتخاذلون، نجتمع اليوم تحت رعاية وزير الثقافة القاضي المرتضى بدعوة من سفارة دولة فلسطين العربية الأبية والرابطة الثقافية في طرابلس بمناسبة اليوم الوطني الثقافي الفلسطيني، في الذكرى السادسة والسبعين لنكبة العرب وشعبنا الفلسطيني. ويتوافق مع نشاطنا هذا العام أن تكون طرابلس عاصمة الثقافة العربية. وليس غريباً أبداً أنه وبالرغم من الجراح وعشرات آلاف الشهداء ومئات آلاف الجرحى وجلوس أقليمنا برمته على فوهة البركان، أن تحتفل فلسطين بيومها الثقافي، فلسطين هذه السيدة التي تلبس كل يوم ما لديها من أمل وتتعطر بدماء الشهداء و تخرج لحصاد الحياة، وهي بأرقام الإحصاء أول عاصمة لثقافة الصمود في وطننا العربي. لقاؤنا الليلة تحييه فرقة عشاق الأقصى للأغنية الوطنية وما كانت فلسطين يوما وطنا، بل قلبا ونبضا وحبا".
فري
بدوره قال رئيس الرابطة: "سماء فلسطين ولادة النسور الملتحفة بغيوم الشرق العربي المارد. سماؤها ليست معبرا لغيوم الصيف المراهقة بل تلك المسكونة بفرسان تنهمر رطباً لأرضها ورواء القمح العربي وفي ملاقاة عدوها هي طيور أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل كما الإخبار القرآني الحكيم حيث فلسطين في قصص الأنبياء وحيث فلسطين المهد والمسری والأقصى والحرم الإبراهيمي. أرض فلسطين تلد الرجال علی تخط للفطام فمن يری النور فيها مارد ارتوی من لبن المجد والشهامة والأصالة وما هي الـ76 سنة من عمر الاغتصاب إلا التأكيد أنها عربية وستبقی وأنها القضية وستبقی وأنها أراجيح الشهداء وستبقی وأنها الكابوس في ليل صهيون وستبقی. وفي مذاكرة لتاريخ الاحتلالات والثورات في العالم التي طواها الزمن بتقادم السنين والرضوخ للأمر الواقع تبقی فلسطين وأبطالها ثورة لا تموت وهي الوحيدة التي ينتظر التاريخ حاملا قلمه لكتابة نهايات اكتملت في معادلات مشبوهة وينتظر قلم التاريخ وليس في أبجديته نعتاً لها ولصناديدها شعب الجبارين على الطغاة إلا كلمتين، النصر أو الشهادة. فلسطين أيقونة العرب وقدسها عاصمة العالم وشبابها الأشاوس في معظمهم لايكبرون لأنهم قدموا أعمارهم مهر العودة والمفتاح النحاسي مازال معلقاً ميدالية تتوارثها الأجيال حتی صناعة الباب من جديد من احد أبواب المسجد الأقصى. إن المعجزات التي يصنعها الشعب الفلسطيني أذهلت العالم الذي حشد كل حداثة سلاحه لإسقاط منظومة الدفاع عن تراب فلسطين فسقط في فخ الشجاعة والبطولة الأسطورية ونحن شعوب العرب من حملة الأقلام والرايات وحملة الخط العربي لدواوين فلسطين وفي هذه الذكری وما تلاها نشيدنا " إلى فلسطين خذوني معكم " فملامح النصر الآتي وعدا وحقا في كل نفس عربي وفي انتماء لايباع وما بدلوا تبديلا".
ممثل السفير دبور
وألقى مصطفى حمادي كلمة سفارة دولة فلسطين، قال فيها: "أحييكم بصمود شعبنا الفلسطيني في غزة هاشم والضفة الأبية والقدس الشريف، يسعدني بداية ان انقل لكم تحيات سفير دولة فلسطين أشرف دبور حاملا إليكم أسمى آيات الشكر والتقدير على هذه المبادرة الكريمة من طرابلس العروبة، إحياء لذكرى النكبة، وهذا إن دل على شيء فإنما على أصالة هذه المدينة العريقة وعروبتها"، لافتا إلى ان ابناء طرابلس "الذين تقاسمنا معهم رغيف الخبز وامتزجت دماؤنا بدمائهم كانوا ولا زالوا مستعدين لبذل الغالي والنفيس دعما للحق الفلسطيني ودفاعا عن القضية المركزية الأولى فلسطين".
وأوضح أن "العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم والمجازر الوحشية منذ النكبة في عام 1948 دون أن يأبه لا لقرارات دولية ولا لشرائع سماوية ولا لأنظمة عربية ولا الإسلامية، بنك أهدافه شلالات دماء بحق الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين واستهداف الأطباء والمسعفين والصحافيين وقصف المدارس والمستشفيات ودور العبادة، ولا زلنا ننتظر موقفا دوليا حاسما يوقف هذه الحرب البربرية على أهلنا وشعبنا في فلسطين، 76 عاماً على النكبة، 220 يوماً على حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزه، وشلال الدماء يروي تراب فلسطين لأننا سنبقى صامدون متجزرون في أرضنا ولن نخرج منها مهما كبرت التضحيات وسنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مهما طال الزمن، من طرابلس الفيحاء".
وطالب حمادي أحرار العالم والمجتمع الدولي بـ"التدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية وتطبيق القرارات الدولية للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق أهلنا في أن يعيشوا على أرضهم التاريخية بحرية وأمان كباقي شعوب العالم".
أضاف: "في ذكرى النكبة الأليمة، لا زال الشعب الفلسطيني يسطر في الداخل المحتل أنبل صفحات المجد والتحدي واقدس آيات العز والصمود، ونموذجا يروي مدى تعلق الفلسطينيين بأرضهم. نحن متمسكون بأرضنا حتى يكنس الاحتلال عن أرضنا التاريخية فلسطين، وإننا إذ نعبر عن فخرنا واعتزازنا بصمود شعبنا الأبي البطل المرابط في غزة، خط الدفاع الأول عن الأمتين العربية والإسلامية، نحيي بكل فخر الشعب اللبناني الشقيق على مواقفه الوطنية والقومية المساندة والمناصرة للشعب الفلسطيني".
وختم محيياً "المنظمين والمشرفين والراعين لهذه الفعالية وقوفا لشعبنا الفلسطيني حتى العودة وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الرحمة للشهداء والحرية للأسرى والشفاء العاجل للجرحى وأنها لثورة حتى النصر".
تكريم
بعد ذلك قدمت فرقة "عشاق الأقصى" دروعاً تكريمية لكلاً من وزير الثقافة ورئيس الرابطة وتركت خشبة المسرح للفرقة التي الهبت لمشاعر العربية والقومية في نفوس الحاضرين بوصلاتها الفلسطينية والثورية.