يُعد الكبد من أهم الأعضاء في جسم الإنسان، إذ يؤدي مئات الوظائف الحيوية، أبرزها تصفية السموم من الدم. ورغم أن الكبد مجهّز جيدًا لهذه المهمة، فإن التعرض المستمر للسموم قد يفوق قدرته، ما يؤدي إلى تلفه بشكل مؤقت أو دائم.

أمراض الكبد بالأرقام

بحسب «كليفلاند كلينك»، يعاني نحو 1.8% من البالغين في الولايات المتحدة من أمراض الكبد، أي ما يعادل 4.5 مليون شخص، وتتسبب هذه الأمراض بنحو 57,000 حالة وفاة سنويًا هناك. وعلى الصعيد العالمي، يُسجّل حوالي 2 مليون وفاة سنويًا نتيجة أمراض الكبد، معظمها بسبب مضاعفات تليّف الكبد، بينما يشكّل الفشل الكبدي الحاد نسبة ضئيلة من الحالات. كما تُظهر الإحصاءات أن الذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث.

أعراض مبكرة قد تنذر بمشكلة في الكبد

غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل الأولى من أمراض الكبد، ما يجعل اكتشافها باكرًا صعبًا. ومع ذلك، هناك إشارات أولية تستدعي الانتباه، منها:

• الشعور بالتوعك أو التعب المستمر

• الغثيان المتكرر

• ألم أو انزعاج تحت الأضلاع اليمنى

• ظهور أوعية دموية صغيرة على الجلد تشبه العنكبوت

• احمرار في راحتي اليدين

• اضطرابات النوم

في حال استمرار هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب حتى لو كانت الحالة الصحية العامة جيدة.

أعراض متقدمة تتطلب تدخلاً طارئًا

بعض الأعراض تشير إلى تدهور خطير في صحة الكبد، وتستدعي التوجه الفوري إلى الطوارئ، مثل:

• تقيؤ دم

• صعوبة في التنفس

• براز داكن جدًا أو قطراني

• ارتباك ذهني أو صعوبة في البقاء مستيقظًا

• اصفرار الجلد أو العينين (اليرقان)

خطوات عملية لحماية الكبد

حتى في حال الإصابة بالتهاب الكبد المزمن، يمكن تبني نمط حياة صحي يساعد على حماية الكبد وتحسين أدائه. وأبرز النصائح:

• مراجعة طبيب الكبد بانتظام للتشخيص المبكر لأي مضاعفات

• تلقي لقاح التهاب الكبد الوبائي A

• الامتناع عن التدخين وتجنب المواد السامة والكيميائية

• استشارة الطبيب قبل تناول أي علاجات عشبية أو مكملات غذائية

• الحذر عند تناول أدوية مثل الباراسيتامول لأنها تُعالَج عبر الكبد

• تجنب استنشاق مواد كيميائية مثل الطلاء والمنظفات

• تناول الخضروات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط والكرنب، التي تساعد على التخلص من السموم

• تقليل تناول السكريات، الدهون المشبعة، والمأكولات المقلية

• الامتناع عن المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا

• الانتباه إلى خلو المكسرات والذرة والفول السوداني من العفن

• تقليل التوتر عبر النوم الجيد، الرياضة، والتغذية الصحية

نصيحة أخيرة

تذكري أن كل ما يدخل إلى جسمك، سواء طعامًا، دواءً، أو حتى رائحة مادة كيميائية، يمر في النهاية عبر الكبد. لذا، حمايته ليست خيارًا بل ضرورة.

اتبعي هذه النصائح لتحافظي على كبدك سليماً وتعززي صحتك العامة