لبنانيات >أخبار لبنانية
بين الحلول غير الناجحة ومداهمة الوقت.. مستقبل طلاب القرى الحدودية مُعلق على خشبة خلاص!
بين الحلول غير الناجحة ومداهمة الوقت.. مستقبل طلاب القرى الحدودية مُعلق على خشبة خلاص! ‎السبت 22 06 2024 15:49
بين الحلول غير الناجحة ومداهمة الوقت.. مستقبل طلاب القرى الحدودية مُعلق على خشبة خلاص!

دانا المكحل

مع مرور أشهر طويلة، ومداهمة الوقت، أصبح مصير طلاب المناطق الجنوبية الحدودية، لاسيما طلاب الامتحانات الرسمية، إنّه مُعلّق على خشبة خلاص، فهم يتوقون إلى بارقة أمل تنقذ مصيرهم في ظل العدوان الصهيوني المستمر على قراهم وبلداتهم، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية دفاعاً عن مظلومية الشعب الفلسطيني.
وفيما تستمر جبهة الإسناد والدعم من جنوب لبنان لأهالي غزّة، في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني بحقهم، فإنّ مصير العام الدراسي أصبح بخطر، وحتى حياة طلابه، بعدما نزح الكثير من طلاب القرى المحاذية للحدود مع الأراضي المحتلة إلى أماكن أكثر أمناً تزامناً مع قرار "وزارة التربية" إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات الرسمية والخاصة خوفاً على سلامة  الطلاب والمعلمين وجميع العاملين في القطاع التربوي.
يُضاف إلى ذلك تخطّي العدو بهمجيته كل ما يتعلق بالقيم الإنسانية والقوانين الدولية باستهدافه المدنيين الأبرياء وخاصة الأحداث المأساوية الأخيرة، حيث ارتقى حوالى 10 طلاب منذ بداية الحرب، يتقدّمهم أستاذ مادة الكيمياء في ثانوية بنت جبيل الرسمية علي سعد، الذي انضم إلى قافلة الشهداء جرّاء غارة استهدفت مدينة بنت جبيل، وجُرِحَ آخرون من مدرسة القلبين الأقدسين في عين إبل.
وبعدما بات طالب العلم "بلا علم" أو "عِلمٍ مُتقّطع" أونلاين جرّاء الحرب الدائرة جنوباً، أكد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي في تصريح صحفي عدم إلغاء الامتحانات الرسمية، والبحث عن مخرج خاص بتلامذة الجنوب.
واعتبر الحلبي أنّ خوف طلاب الجنوب على عامهم الدراسي مشروع، ومنذ بداية الأحداث جنوباً نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة كان هاجسه استمرار العملية التعليمية، التي يتطلب استمرارها تجاوباً من الأساتذة والأهالي والطلاب، ولهذا السبب جرى فتح 10 مراكز استجابة في مناطق آمنة لأن هناك عدداً كبيراً من العائلات التي أُجبرت على النزوح من قراها، إضافة إلى فتح 10 مراكز أيضاً للتعليم المهني في مراكز أكثر أماناً جنوباً.
أما عن موضوع استيعاب طلاب الجنوب في الفروع الثانية للمدارس الخاصة، كشف نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أنه للمدارس الخاصة العديد من الوسائل المتبعة لمتابعة العام الدراسي كاعتماد البرامج التعليمية عن طريق تطبيقي "زووم" و"مايكروسفت تيم" وغيرهما، فيما البعض الآخر يتبع الأحداث الأمنية التي تجري في المنطقة، بحيث تفتح المدارس يوماً وتغلق آخر، تزامناً مع نقل المدارس الواقعة على الشريط الحدودي لطلابها إلى فروعها الثانية التي تقع ضمن منطقة آمنة وتوفّر بيئة تعليمية سليمة لهم لإنقاذ عامهم الدراسي.
وأوضح محفوض أنه بالنسبة لطلاب الجنوب سوف يتم الأخذ بعين الاعتبار الضغط النفسي والخوف الذي يعيشه الطلاب والأهالي والأساتذة في الأحوال الصعبة، لذا من المرجح إجراء دورة استثنائية خاصة بطلاب الجنوب للشهادة الثانوية بكل فروعها.
وفي السياق، اعتبرت الطالبة نرجس دعيبس من بلدة ميس الجبل، الواقعة في قلب الأزمات والمعاناة، حيث أشارت إلى أنّ الطلاب يعانون من قلّة السُبُل المتوفّرة للدراسة، بحيث اضطرّروا للتعلّم عن بُعد، لكن دون جدوى ولا إفادة بسبب ضعف شبكات الإنترنت والاتصالات إزاء القصف، وهذا ما أدّى بالطلاب للحصول على معلومات غير كافية ووافية للامتحانات الرسمية، بالإضافة إلى القلق النفسي خوفاً على سلامتنا و سلامة أهالينا و مصير عامنا الدراسي المجهول.
وعن أثر الحرب على طلاب الجنوب، أجابت الأخصائية النفسية حنين أنّ العديد من الطلاب الذين تعرّضوا لنوع من الصدمة قد لا يتمكّنون التعبير عن أنفسهم وعمّا يشعرون من خلال الكلام وسينعكس ذلك حتماً على سلوكهم، واحتمال كبير أن مثل هذه الصدمات تجعلهم يتصرّفون بطريقة معقّدة في كثير من الأحيان.
وعن أسلوب المعالجة في ظل هذه الظروف الصعبة، كشفت الأخصائية أن الطالب المعرض لصدمة يحتاج إلى شخص يثق به ويشعر بوجوده لدعمه وتشجيعه واللجوء إليه وقت الحاجة، كما يجب بناء برامج إرشادية وإكساب الطالب مهارات وأساليب العمل لدى تعرّضه لأي ضغط نفسي، بالإضافة إلى المشاركة في ورش عمل لتبادل الخبرات حول سُبُل التوعية والتثقيف نحو الصحة النفسية، والخطوة الأهم هي إنشاء وتفعيل دور الرعاية للصحة النفسية في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً لمتابعة أثر الحرب بنفسية الأهالي والطلاب.
إذاً مستقبل طلاب الجنوب ما زال مجهولاً مع استمرار الحرب في الجنوب وغزة، فهل تتّخذ وزارة التربية مع الأيام أساليب عادلة ومُنصفة بحق طلاب الجنوب لإنقاذ عامهم الدراسي ومصيرهم المجهول؟!

المصدر : جنوبيات