بأقلامهم >بأقلامهم
سنّي ملتحي يسرق قلوب سنّة لبنان
سنّي ملتحي يسرق قلوب سنّة لبنان ‎الثلاثاء 17 12 2024 09:18 محمد المدني
سنّي ملتحي يسرق قلوب سنّة لبنان

جنوبيات

 

واضح كعين الشمس الدعم السنّي اللبناني لحركة قائد "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع الملقب بالجولاني في سوريا. الرجل لديه أتباع كُثر في لبنان، من رجال دين وسياسيين وناشطين وصنّاع محتوى ومؤثرين، لم يترددوا لحظة في الذهاب إلى سوريا ولقائه والتقاط الصور معه تقديراً وإعجاباً به، حتى أن البعض يقول عن الجولاني إنه سرق قلوب سنّة لبنان.

حتى نواب لبنان السنّة وبعض السياسيين الكبار من الطائفة لم يخفوا إعجابهم بالجولاني بالحديث عنه في مجالسهم الخاصة. فالشرع الذي شرّع أبواب سوريا أمام مرحلة جديدة بعد حكم آل الأسد لأكثر من 50 سنة، خطف الأنظار في لبنان وأصبح تحت المجهر اللبناني عموماً والسنّي خصوصاً. لكن لماذا هذا الدعم السنّي الكبير للجولاني؟

يعود تعاطف السنّة في لبنان مع الجولاني ودعمهم له لسببين رئيسيين، الأول هو مساهمته الكبيرة في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. والسنّة في لبنان لديهم تاريخهم الحافل مع النظام الأسدي، فنظرتهم إلى هذا النظام، تتركز بأنه تعدّى على الطائفة السنّية منذ قيامه، ونكّل وارتكب المجازر بالشعب السوري ذات الغالبية السنّية بأبشع الطرق، وكان خبرأً مفرحاً للسّنة أن يقود الثورة في سوريا "جولاني سنّي ملتحي" وأن تعود قيادة سوريا الى الحضن السنيّ.

السبب الثاني هو فقدان سنّة لبنان للقوة والسلطة، فبعدما كانت الطائفة السنّية هي اللاعب الأبرز على الساحة السياسية أقلّه منذ اتفاق الطائف عام 1990، باتت اليوم على "الهامش"، مفكّكة تفتقد للقيادة والمرجعية، نوابها منقسمون ولكل منهم غاية في نفس الرئيس الجديد.

لذلك، كان غروب شمس الأسد وشروقها على الجولاني له وقعه على سنّة لبنان المتعطشين للقوة والسلطة، فهم كغيرهم من باقي الطوائف لديهم هاجسهم وخوفهم وقلقهم في زمن الحروب والتحولات، وهم أيضاً يشعرون بالضعف مرةً وبالإستضعاف مرات ومرات.

يبقى أن التحدّي الكبير أمام الجولاني واستطراداً أمام سنّة لبنان بعد إخراج إيران من المنطقة، هو ليس فقط في الوصول إلى السلطة كما تحقّق في سوريا، بل هو في كيفية التوفيق بين صراع النفوذ الذي يدور بين القوى الإقليمية الراعية للسنّة في المنطقة، لا سيّما المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، تركيا وقطر. وكل الرهانات حول صعود سوريا السنّية وسطوع نجمها وارتدادها على سنّة لبنان، مرتبط بالمحافظة على استقرارها ونهوضها وازدهارها، إذا نجحت في إدارة تلك التناقضات الإقليمية التي تتجاذبها من كل الإتجاهات.

المصدر : ليبانون ديبايت