بأقلامهم >بأقلامهم
انشودةُ الذاكرةِ والأَملِ...!
جنوبيات
ماتَ أَبِي وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّ إِسْرَائِيلَ ..
عَدُوُّنَا الْوَحِيدُ، ..
فِي زَمَانٍ كَانَتِ الْأَحْلَامُ ..
لَهْوَ الْأَطْفَالِ، ..
حَيْثُ تَتَغَنَّى الرِّيحُ بِنَسَمَاتِ الْمَطَرِ ..
وَتُسَطِّرُ عَلَى جِرَاحِ الْأَرْضِ أَمَانِي الْحُرْمَةِ..
***
فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ الأَخْضَرِ، ..
لَمْ يَكُن لِلْحُزْنِ حُدُودٌ وَلاَ أَسْرَارٌ تُخْفَى،.
إذْ كَانَتِ الْأَطْفَالُ تَهْتَفُ بِلَحْنِ الْأَمَلِ:
«طَاحَ الْمَطَرُ عَلَى الطِّينِ، يَا رَبُّ تَخَلَّى فِلِسْطِين!» ..
وَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الذِّكْرَى، ..
تَتَسَابَقُ أَصْوَاتُ الْحُلْمِ ..
لِتُخَاطِبَ الزَّمَانَ، ..
دَاعِيَةً لِلْعَدَالَةِ وَالرِّفْعِ..
***
هُنَا، فِي رِقَّةِ الأَيَّامِ الْمُتَجَدِّدَةِ، ..
تَسْكُنُ رِيَاحُ الْمَاضِي بَيْنَ شُرُبِ الْأَحْلَامِ، ..
تُرَنِّمُ أَسْطُرَ الْمَجْدِ الْمُنْسُوجَةِ ..
مِنْ دَمَاءِ الشَّهَادَةِ ..
وَتُسَافِرُ بِقَلْبِ الزَّمَانِ ..
إِلَى عَتَمَةِ الْأَيَّامِ..
***
فِي ذِكْرَى مَنْ رَسَمَ الْمَجْدَ ...
عَلَى جُدُرَانِ النُّضَالِ،..
أَصْبَحَتِ الْأَرْضُ مَسْرَابًا لِأَحْلَامٍ تَتَجَدَّدُ ..
وَتَحْمِلُ نَبْضَ الْقُلُوبِ الْمُنِيرَةِ ..
بِأَلْوَانِ الْوُدِّ وَالشَّجَاعَةِ،..
كَأَنَّهَا زُهُورٌ تَتَفَتَّحُ فِي رَبِيعِ الْحَيَاةِ..
***
هكَذَا يَبْقَى الشِّعْرُ ..
صَوْتَ الرُّوحِ الْمُتَحَدِّيَةِ،..
نَسِيجًا لِأَحْلَامِ أَسْلاَفٍ عَبَرُوا الْمَسَاكِنَ،..
يُخَاطِبُ الْقَلْبَ عَنْ نُبْضِ النُّضَالِ وَالْعِزِّ،..
عَنْ أَيَّامٍ مَلأى بِالصَّبَابِ وَالأَوْهَامِ،..
حَيْثُ كَانَ الْحُبُّ وَالشَّجَاعَةُ جُنُودًا..
فِي سَرِيدِ الْحَيَاةِ الْمُرَصَّعَةِ ..
بِأَلْوَانِ الْحَقِّ وَالأَمَلِ..
إِنها أُنشودةُ الذاكرةِ والأَمل ..!