بأقلامهم >بأقلامهم
"عدّة النّصب"!
!["عدّة النّصب"!](../../../images/date.gif)
![](http://janobiyat.com/upload/writer/writer_img/1/writer_1_1660121457.33784ac5a76c58f9ff263788c00f0be0683.jpg)
!["عدّة النّصب"!](http://janobiyat.com/upload/news/first_news_img/120701/news_120701_1739287589.007292125a445a6e416c29e9c99db25f0a7c.jpg)
جنوبيات
يُروى في التّاريخ القديم أنّ أحد الملوك أعطى أمرًا للعسس بإلقاء القبض على أحد النصّابين والذي كثرت عليه الشّكاوى من الرّعيّة.
وبالفعل تمّ إلقاء القبض على المحتال وسيق إلى الملك مكبَّل اليدين.
فقال له الملك:
كيف تستطيع أن تنصب على النّاس بكلّ هذه السّهولة؟
فأجاب:
بخبرتي وذكائي.
فقال له الملك:
أريدك أن تمارس عمليّة النّصب أمامي.
فقال النصّاب:
لكن يا مولاي ليس لديّ الآن "عدّة النّصب".
فقال الملك لشرطة العسس:
خذوه حيث يريد ليجلب العدّة.
وبعد مدّة قصيرة من الزّمن عاد الجند ومعهم النّصّاب وقد أتى ببكرة خيط من القطن وقطعة من الشّمع، وقال للملك: التقط يا مولاي طرف الخيط.
وصار يفكّ البكرة ويشمّع الخيط، وخرج من القاعة ومشى بالبهو وهو يشمّع الخيط.
حتّى خرج من القصر ووصلَ إلى الشّارع وهو يشدّ ويكرّ بالخيط ويشمّع، إلى أن نظر حوله فلم ير أحدًا فرمى ببكرة الخيط وهرب، والملك لا يزال ممسكًا بطرف الخيط وينتظر.
وفجأة سأل الملك:
أين هذا النّصّاب؟
فأجابوه:
"لقد شمّع الخيط وهرب"!
أمّا في لبناننا المقهور، والمغلوب على أمره، فإنّ بعض السّياسيّين لم يكتفوا بتشميع الخيوط، بل مدّوا أيديهم كالأخطبوط ولفّوا الخيوط المشمّعة حول رقابنا، وشدّوا الخناق ، وقد انعدمت عندهم آداب الرّحمة ولوازم الاخلاق...