لبنانيات >أخبار لبنانية
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان ‎السبت 1 03 2025 19:45
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان

جنوبيات

إستضاف النّائب إيهاب مطر سفير أستراليا في لبنان أندرو بارنز في طرابلس، وأقام مأدبة غداء على شرفه في مطعم "بيتنا" في طرابلس بحضور سياسيّ وإعلاميّ، حيث تمحور اللقاء الذي جاء بعنوان: "جسور تواصل ومحبّة بيْن طرابلس لبنان وأستراليا"، حول التميّز الذي تتمتّع به طرابلس تاريخيًا وعن العلاقة الوطيدة التي تجمع بيْن المدينة اللبنانية والقارة البعيدة.

وألقى النّائب مطر خطابًا باللغتيْن العربية والإنكليزية، تحدّث فيه عن علاقة السفير بمدينة طرابلس وعن أبرز المستجدّات السياسية الأخيرة.

وقال مطر: "نستقبل اليوم السفير الأسترالي في لبنان أندرو بارنز في مدينتي طرابلس التي تُرحّب بك سعادة السفير، ونعلم أنّها ليست الزيارة الأولى ولن تكون الأخيرة، ومن يعرف السفير الراقي بارنز، يُدرك محبّته لطرابلس، وهو عزيز عليها أيضًا وعلى الطرابلسيين الذين يُقدّرون ويشعرون دائمًا بكلّ شخصية متواضعة تحمل المحبّة لهذه المدينة وأهلها، ومن يستحقّ هذا الحبّ والتقدير أكثر من بلدي الثانية أستراليا التي كانت وما زالت لها فضل كبير عليّ أكاديميًا ومهنيًا، وعلى الكثير من العائلات الذين ينتمون قلبًا وقالبًا إلى بلدٍ يُعرف بتنوّعه وبتقبّله للاختلاف مهما عصفت الظروف التي يُمكنها تهديد ثوابت العولمة والتطوّر الجديد في العالم (بشخطة) قلم".

ولا يُخفي مطر أنّ زيارة السفير إلى المدينة، تأتي مختلفة هذه المرّة، ووصفها بأنّها جاءت "بالمكان والزمان المناسبيْن" لا سيما في مرحلةٍ سياسية جديدة، تحدّث عن تفاصيلها في خطابه، وقال: نحبْ أنْ نُشاركك فرحة عشناها وما زلنا بعد تحقيقنا لأهم استحقاقاتنا الدستورية، كانتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أوّلًا، وتشكيل الحكومة برئاسة الرئيس نوّاف سلام ثانيًا، وبإبصار البيان الوزاري الواعد النور ثالثًا حيث تمكّنا من الوصول إلى عقد جلسة نيابية منحنا خلالها الثقة برئيس الحكومة الجديد".

وعن هذه الثقة، أوضح مطر أنّها مُنحت دستوريًا لكنْ "بحذر لنكون شركاء بصناعة لبنان الجديد"، وفي الوقت عيْنه، أبدى امتعاضًا طرابلسيًا في كلمته لعدم تعاطي الحكومة بجدّية مع مدينته وأهلها، قائلًا: "الحذر لا يزال حاضرًا في وقتٍ لم يتمّ التعاطي فيه مع طرابلس كما يجب، وعلى ما يبدو، إنّهم لا يعرفوننا جيّدًا لكنّهم سيعرفوننا في الأيّام المقبلة، وبكلّ الحالات، تأتي الثقة اليوم، كفرصة للبنان بعد الظروف التي سمحت بمواجهة محاولات التعطيل، ونحن على أمل باسترجاع ثقة كلّ المحبّين بلبنان الذي يستحقّ أنْ يرتاح ويستقرّ وهذا لن يحدث بغياب دعم أشقاء بلدنا، والقيام بمشاريع إصلاحية تُنجز ما تمّ عرقلته سابقًا، والوقت يُداهمنا فعليًا، وإنْ لم نقضِ على التعطيل، سيقضي علينا وهذا ما لا نريده".

وأضاف: "بكلّ صراحة، وبعد زوال المعطّلين مع زوال الوصايتيْن السورية منها والإيرانية، لم يعد عند أيّ مسؤول حجّة تمنعه عن متابعة ملفات طرابلسيّة كانت وضعت بالأدراج أو أُلغيت لنكايات سياسية وطائفية للأسف، وأبرزها يرتبط بأهمّية تنفيذ الإنماء المتوازن الذي حُرمنا منه، وإلى مجلس النواب، حملت مطالب مدينتي وهمومها واعتراضها، ونتمنّى أنْ نصل إلى تغيير حقيقيّ يليق بهذه المرحلة".

وفي ختام خطابه، تطرّق مطر إلى الانتخابات البلدية المقبلة التي يتمنّى إجراءها من دون تعطيل أو تأجيل، خصوصًا بالنّسبة إلى البلديات التي حُلت خلال الأعوام الماضية. وقال: "لا مانع اليوم من تحقيق الاستحقاق المقبل والمنتظر، أيّ الانتخابات البلدية التي ننتظرها بفارغ الصبر بعد تعطّل الكثير من البلديات شمالًا عن العمل (وعلى عيْن) محافظ طرابلس الذي تحكّم فيها فعدم مقوّماتها من جهة، وبعد رصدنا التقصير البلديّ في مدينتنا، ما يُؤكّد أهمّية تسيير الانتخابات التي سيكون شغلنا الشاغل فيها مراقبتها ومحاسبتها، ورصد اللوائح التي لن يكون لنا واحدة فيها، لكن قطعًا ولن أخفي عليكم دعمي سياسيًا ومعنويًا لأيّة لائحة منسجمة مع نفسها وتُعنى بطرابلس وتُمثّل أهلها".

بدوْره، شكر السفير بارنز الحضور على انضمامه إلى الغداء والنّائب مطر على حسن ضيافته "ممّا يجعلني فخورًا بكوني السفير الأسترالي في لبنان. وألقى كلمة أوضح فيها حجم ارتباطه بمدينة طرابلس، وقال: "إنّه لمن دواعي سروري أنْ أكون هنا في طرابلس مرّة أخرى كما ذكر مطر، لقد زرت هذه المدينة مرّات عدّة مسبقًا وسأعود إليها مرّات، وبالنسبة إليّ، إنّها تُعدّ منزلي الثاني في لبنان، فهي مدينة مثيرة، أصيلة، جميلة، والأهمّ من ذلك كلّه، أعتقد أنّ أهلها يتمتّعون بلطف ودفء، والترحيب الذي أحظى به هنا في كلّ مرّة أزورها فيها، لا يُصدّق، إنّه شعور مميّز أحسّه عندما أزور طرابلس فعليًا والتي سأعود إليْها بالتأكيد مرّة أخرى".

وتوجّه بارنز بكلمةٍ إلى النّائب مطر قال فيها: "أستراليا محظوظة جدًا بوجود مطر اللبناني - الأسترالي فيها، والذي يتمتّع بمثل هذه المكانة البارزة هنا في طرابلس ولبنان الذي يُعدّ محظوظًا جدًا به، لأنّني أعتقد أنّه يقدم الأفضل إلى لبنان من خلال عمله ومساعيه الصادقة ليجعلوا من لبنان وطرابلس مكانًا أفضل، وعنّي أنا، كأستراليّ، فخور جدًا بمعرفة إيهاب الذي يقوم بعمل رائع هنا يُعطيه مستقبلًا عظيمًا في لبنان، ونشكره على كل العمل الجيّد الذي يقوم به".

وتحدّث السفير عن جولته في طرابلس معلنًا دعم المدينة "الفريدة من نوعها"، قائلًا: "قمنا بزيارة المدينة القديمة وألقيْنا نظرة على الأسواق القديمة والخان كما يُطلقون عليْه، الأحياء التجارية القديمة، والحصن القديم وهو مكان مميّز حقًا، وأعلن أنّني سأعود مع فريقي من سفارتنا في بيروت، لنطّلع إلى هذه الأماكن في مدينتك الجميلة كيّ نستضيف فيها بعض المناسبات أو الأحداث، كما سنتجوّل في الأسواق الفريدة من نوعها للغاية، والتي لا شيء يُشبهها على الإطلاق، ولقد تجوّلت في جميع أنحاء العالم، وذهبت إلى صيدا، صور وبعلبك، لكن لا منطقة تحظى بسوق أصليّة وأصيلة كطرابلس، لذلك سأعمل على تحسين صورة المدينة بتفاصيلها الجيّدة عبر السفارة الأسترالية".

وتطرّق السفير في كلمته إلى الوضع السياسيّ في البلاد، ورأى أنّ الوضع في لبنان والمنطقة سيكون أكثر تفاؤلًا في ما بعد، خصوصًا بعد أزمة مالية كانت شهدتها البلاد خلال الثورة، "فبعد تشكيلكم لحكومة جديدة وانتخابكم لرئيس جديد، أرى أنّ الأمل حقيقيّ هنا، وأشعر أنّ أستراليا ستقف إلى جانب لبنان وستدعمكم، ومنذ أكثر من أسبوع، استضافت الجالية اللبنانية في سيدني احتفالية في برلمان نيو ساوث ويلز أيّ أكبر ولاية لدينا، للاحتفال بالرئاستيْن اللبنانيتيْن، حيث دُعي العديد من أعضاء البرلمان وكبار الوزراء من الحكومة الاسترالية إليْها، وكان سجّل فيها الرّئيس جوزيف عون رسالة فيديو تمّ بثّها في مكتب الاستقبال، وذلك بدليلٍ واضح على قيم أستراليا العميقة في ولاية نيو ساوث ويلز ولدى حاكمها الذي يحظى بتقدير كبير وهو واحد من أستراليين لبنانيين كثر تركوا بصمتهم في البلاد".

وتابع قائلًا: "إنّ لبنان، الدّولة الصغيرة، لها مكانة كبيرة جدًا في ذهن أستراليا والحكومة الأسترالية، وهو أمر مؤكّد لا سيما خلال فترة الحرب الأخيرة التي قدّمت خلالها أستراليا مساهمات كبيرة في سبيل مواطنيها، وذلك حين أطلقت حكومتها حزمة مساعدات للأستراليين الذين كانوا في لبنان وكانوا بحاجة للعودة إلى ديارهم ولم يتمكّنوا بسبب إغلاق المطار، كما موّلت الحكومة الأسترالية على نفقتها، 19 رحلة مستأجرة خاصة للأستراليين، (معظمهم من شمال لبنان)، وتمّ إجلاء ثلاثة آلاف و500 أستراليّ لبنانيّ إلى أستراليا".

مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
مطر يستضيف سفير أستراليا في لبنان
المصدر : جنوبيات