مقالات مختارة >مقالات مختارة
الٲلعاب الناريّة في زمن الحرب.. فرحة الأطفال قد تتحوّل إلى كارثة!


جنوبيات
يعود تاريخ الألعاب النارية إلى الصين في القرن السابع الميلادي، حيث استخدمت كوسيلة لطرد الأرواح الشريرة وجلب الحظ، ومن ثم انتشرت في أنحاء العالم لتصبح جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات الكبرى والأعياد.
وفي لبنان، برغم أنها تُضفي على المناسبات طابعاً مميزاً مفعماً بالبهجة، إلا أن استخدامها يحمل العديد من المساوئ، خاصة في ظل الظروف النفسية والاجتماعية التي خلفتها الحرب على المجتمع. صوت المفرقعات الذي يعتبره البعض مصدر فرح يمكن أن يتحول إلى مصدر خوف وقلق، خاصة للأطفال الذين عاشوا تجارب مؤلمة. فالانفجارات التي ترافق الألعاب النارية قد تحاكي صوت المتفجرات الحقيقية، مما يسبب حالة من الهلع والارتباك، ويزيد من الضغط النفسي الذي يعاني منه الكثيرون.
الأضرار الناتجة عن الألعاب النارية لا تقتصر على الجوانب النفسية فقط؛ بل تمتد لتشمل المخاطر الجسدية مثل الحروق، فقدان البصر، والتأثيرات السلبية على السمع. ومع ذلك، يمكن العمل على تقنين هذه الظاهرة والحد من أضرارها من خلال اتخاذ عدة خطوات على مستوى التشريعات والتوعية المجتمعية.
فمن الضروري فرض قوانين صارمة تنظم بيع الألعاب النارية واستخدامها، مع مراقبة الأسواق والتأكد من عدم وصولها للأطفال أو استخدامها بشكل عشوائي. كما أن نشر حملات توعية توضح مخاطر الألعاب النارية وتشجع على استبدالها ببدائل أكثر أماناً، مثل عروض الليزر أو الأنشطة الجماعية، يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تغيير نظرة المجتمع لها.
في المناسبات العامة، كالأعياد، يصبح ضبط بيع الألعاب النارية أمراً ضرورياً لتقليل المخاطر التي قد تنجم عنها. يمكن أن تساعد التراخيص الصارمة والمراقبة الأمنية في تحقيق ذلك، إضافة إلى تعزيز دور المؤسسات المجتمعية في توفير أنشطة احتفالية بديلة تُعبر عن الفرح دون أن تعرض حياة الأطفال وسلامة المجتمع للخطر.
الألعاب النارية، رغم سحرها البصري، قد تحمل تأثيرات سلبية عميقة على الفرد والمجتمع. مع وجود إرادة حقيقية لتقنين هذه الظاهرة والتخفيف من آثارها، يمكن تحويل الاحتفالات إلى لحظات فرح آمنة للجميع.